| محليــات
* لندن إبراهيم معروف:
خلال تقديمه للأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أثناء محاضرته حول مدينة الرياض عاصمة الثقافة لعام 2000م والتي قدمت في المركز الاعلامي السعودي بلندن مساء امس الثلاثاء اعلن معالي السفير د, غازي القصيبي نبأ صدور الامر الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان امينا عاما للهيئة العامة للسياحة.
وقد كشف سمو الأمير في ما يشبه البرنامج الذي يعده لتطوير الجانب البيئي والسياحي والحضاري عن تصور مميز للوعي في توظيف التراث والتقاليد المعمارية والبيئية وربطها بالحاضر بطريقة لا تؤدي إلى مسح قيم الماضي ولا الغائها مشيراً إلى ايمانه العميق بأن يكون الانسان هو مصدر اهتمامنا في تكوين واحترام خصوصية معيشته، منطلقا من روح الاسلام الذي كما اشار انه يعلمنا كيفية التعاطي مع الآخرين واحترام الشقاقات والخصوصيات الحضارية,, ومن هنا فقد اعتبر سمو الأمير سلطان بن سلمان ان الاسلام يدعو إلى العالمية من حيث تبادل الآراء والقيم الثقافية وتناقل المعرفة.
وقد أفاض سمو الامير في تقييم التراث والتقاليد الشعبية وتوظيفها في ابراز الصور الحضارية سواء لمدن المستقبل او في تعاملنا مع البيئة، مؤكدا اننا في دعوتنا الى التراث لاندعو للعيش في الماضي بل ان ادراكنا لحقيقة معايشتنا لعصر تجري فيه التحولات بشكل كبير يدفعنا للبحث عن اسس وقيم التراث والاستفادة من المبادئ والاصول التي قام عليها.
ومن هنا فقد أوضح الامير سلطان بأنه لا يؤمن بالالغاء وانما يرى ضرورة الانطلاق من فهم القديم وتوظيفه في النقلة الحضارية معتبراً Destruction is a negative word وفي هذا التقديم اوصلنا الامير سلطان الى حقائق الحياة الواقعية حيث ابرز مشكلة الزيادة السكانية ومستقبل الغذاء ورعاية الاطفال كحقيقة عالمية ينبغي التعاطي معها بشمولية تنطلق من قيمنا وتراثنا وثقافتنا الإسلامية.
وفي تفصيل لذلك تحدث الأمير سلطان عن ارتباط المعمار بالبناء الانساني والبشري وتأصيل الهوية الوطنية، موضحاً بالامثلة عن القيم المعمارية في تراثنا القديم سواء من حيث توظيف المواد المتوافرة وتناقل الخبرة البشرية معتبرا هذه القضية في صلب اهتمامه اذ أوضح اننا نحن نبحث عن الاصالة في البناء والتصميم فاننا ينبعي الحفاظ على الثروة البشرية التي كونت هذه الخبرات المعمارية ومن هنا يوصلنا الأمير الى جدلية العلاقة بين الانسان الخبرة كمصدر للاهتمام والانسان الغاية في البنيان.
وقد أشار اكثر من مرة الى اعتزازه بالمهندس حسن فتحي كأسلوب يجمع اطراف هذه العلاقة توظيف التراث ومكونات البيئة المحلية في خدمة الانسان الغاية.
ودار حوار غني بين الحضور المميز من دبلوماسيين وصحافيين اجانب وعرب.
ففي مداخله من قبل احدى المختصات بالشأن الحضاري في المملكة العربية لاسعودية تساءلت كيف تغري الشباب بالبقاء ضمن تراثهم وبيئتهم فأجاب الأمير هناك خطط لتحديث القرى وتطوير أداء المدارس بحيث يخفف الضغط عن مدينة الرياض، مشيراً الى انه لا يمكن توقع ان يبقى الشاب في قريته اذا لم يخف اعتزازه بمختلف فروعها وسبل تحصيلها لكنه لايرى أي امكانية لايجاد نقلة حضارية دون ايجاد هذا التوازن المفيد بين التراث ومكونات الحضارة والتقدم الحالية.
|
|
|
|
|