| الريـاضيـة
* جدة عبد الخالق الزهراني
عقد سمو رئيس الاتحاد السعودي لألعاب الفروسية والسهام الأمير فيصل بن عبد الله يوم أمس بمقر مكتبه بوكالة الحرس الوطني بجدة مؤتمراً صحفياً مطولاً حضره أمين عام اتحاد الفروسية الاستاذ فهد زاهد ومدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمحافظة جدة الاستاذ سعيد جمعان الغامدي والاستاذ سامي النحيط الأمين العام المساعد لاتحاد الفروسية والاستاذ وليد الجمعان وجمع من الاعلاميين ورجال الصحافة وقد أوضح سموه من خلال هذا المؤتمر عن معاناة اتحاد الفروسية وحاجته الماسة الى اعادة هيكلة وتأسيس وأكد أنه مع الاتحاد وانه لن يتخلى عن الفروسية حتى لو كان على فراش المرض لأسباب عديدة اهمها الولاء الوطني وعدم التخلي عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب والمتعة التي يجدها في انتمائه لهذا العالم الراقي الأصيل.
وقال خلال المؤتمر انني أود ان أطرح ثلاثة محاور ارى انها مهمة جداً وأول هذه المحاور هو: ان وضع الاتحاد السعودي لألعاب الفروسية والسهام ليس صحياً وكان يجب ان يشكل منذ أكثر من ثلاث سنوات ولكن ربما لظروف يجب ان نقدرها ويمر بها الوضع الرياضي بصفة عامة حالت دون ذلك وفرضت علينا الحالة التي نعيشها الآن فاتحاد الفروسية بدأ يترهل وهو ما زال فتياً والسبب الرئيسي هو الروح السائدة بين اعضائه, وأنا أول اولئك الاعضاء حيث ان عطاءنا قد تردى وتدنى وان روح البناء والإبداع ومحاولة تطوير المفهوم وخلق الفرص وتجديد المفاهيم قد تجمدت.
فليس هناك في الاتحاد محاول للعطاء المستمر والمتابعة الدائمة سوى الأمين العام المساعد الأخ سامي النحيط ومدير الاتحاد الأخ وليد الجمعان والاخوة العاملين في الادارة,, ومهما كانت محاولاتهم فانها لن تكتمل والسبب هو الروح المتذبذبة بين الاعضاء في مجلس الإدارة.
فأنا متحدثاً عن نفسي أحس بألم وحسرة على هذا الاتحاد الذي لديه امكانات هائلة لأن يبرز على جميع المستويات وان يكون له دور مؤثر في المجتمع والبيئة التي تسمو بها هذه البلاد, وكذلك على النتائج التي يمكن ان يحققها في المحافل العالمية لرفع راية التوحيد خفاقة عالية.
وكذلك أحمل اللوم على نفسي أولاً وعلى الاخوة أعضاء الاتحاد ربما بدرجات متفاوتة لما يمر به الاتحاد الآن وآخر المشاكل التي واجهت الاتحاد هي مشكلة البطولة الختامية والتي اعترف انني ربما كنت من اسباب اثارتها وليس لي الحق في ذلك بسبب ابتعادي فلربما كان هناك من هو اقدر لاتخاذ القرار الصحيح بحكم قربهم من الوضع القائم, ولكن مهما كانت الاسباب فان ما اراه من الروح السائدة على مستوى الاتحاد ولجانه والفرسان وعلاقتهم والأندية ووضعها لايبشر بالآمال التي نحملها وإنما تظهر لي علامات مظلمة ارجو من الله ثم من الاخوة المسئولين والمشاركين والعاملين ان نحاول قدر المستطاع الا نحطم مابني في تلك السنوات خصوصاً وأننا نعيش نشوة أمل تحقق في تأهلنا الى اولمبياد سيدني 2000 وكذلك امل المشاركة المشرفة بمشيئة الله على ضوء النتائج الأولية لفرساننا في معسكرهم التحضيري.
* ثانياً: وضع الفرسان وأبدأ بالايجابي منها وهو مسيرة فرسان الذهب وآخرها النتائج التي حققها خالد العيد وكمال باحمدان ورمزي الدهامي في إيطاليا مع فرسان الدول المتأهلة الى الاولمبياد وحققوا مراكز متقدمة جداً, كذلك التطور في مستوى زملائهم فهد الجعيد وفهد العيد ومحمد المحلس والذين ننتظر مشاركاتهم في البطولات الأوروبية في الأيام القادمة وعسى ان يحالفهم الحظ, وهنا لابد ان أشير إلى أن الفضل بعد الله يعود الى سمو سيدي ولي العهد بدعمه هذه النوعية من الخيل كذلك ان الاساس كان بدعم المغفور له بإذن الله الامير فيصل بن فهد عندما عمد بشراء الخيول قبل الدورة العربية الثامنة في لبنان, ولكن الأمل هو في دعم رجال الاعمال كي يستمروا في شراء خيول صغيرة وبأسعار معقولة يطورها أبناؤهم الفرسان ليزداد سعرها وتساعدهم الدولة في مصاريفها وتدريبها لتكون القاعدة لتمكينهم في السنوات الخمس القادمة من المنافسات الدولية وخصوصا في عام 2002 حيث هناك الالعاب العالمية للفروسية في اسبانيا وبعدها في سنة 2004 الالعاب الاولمبية في اثينا وهي الهدف ان شاء الله لتحقيق مراكز متقدمة تليق بمكانة المملكة كأساس للفروسية ومفاهميها.
وأما السلبي فهو مانراه من تسيب وعدم التزام واحترام لمفاهيم وقوانين الفروسية والتي قبل كل شيء هي اسلوب حياة وتصرف قبل ان تكون فوزاً وانتصاراً وهنا اضع اللوم على اللجان الفنية سواء في الاتحاد أو في الأندية والبطولات وهنا لن نسمح مهما كلف الأمر ان يؤخذ هذا الواقع الذي يعيشه الاتحاد ليستغله من سُخِّر لهم الإمكانات لإبراز اساليب ستهدم في لحظات مابني في سنوات.
* ثالثاً: وضع الأندية ومدارس الفروسية وبما انها هي الأساس في معادلة نجاح وبقاء الفروسية وتوسيع قاعدتها وتطورها فان دورها وتوحيد هدفها ووضع خطط مستقبلية للخمس والعشر سنوات القادمة أمر مهم يجب ان يؤخذ به, وهنا أود أن أحيي وأدعم فكرة الأخ الدكتور حامد مطبقاني في دعوة ملاك الأندية والمدارس المتخصصة في ألعاب الفروسية للاجتماع لتوحيد افكارهم ومناقشة رؤاهم وتصوراتهم ومتطلباتهم ثم رفعها الى الاتحاد السعودي لألعاب الفروسية والسهام لمناقشتها ومن ثم رفعها الى الرئاسة العامة حتى يحدد اجتماع مع المسئولين في الاتحاد والأندية والمدارس والمسئولين في الرئاسة العامة قبل بدء الموسم القادم لتوضيح الصورة والخروج بمفهوم يخدم الهدف الاساسي وهو تطوير رياضة الفروسية عامة.
ومما لاشك فيه اننا نرى القاعدة القوية قد بدأت تؤتي ثمارها وأعني تعدد الأندية ومشاركاتها في مختلف مناطق المملكة, فالرياض وجدة والمنطقة الجنوبية والمنطقة الشمالية خطت خطوات كبيرة بأنديتها, وقد سعدت في الاسابيع الماضية بزيارتي لنادي الفروسية بالجبيل والذي ينتظره مستقبل كبير ان شاء الله وكذلك كما نعلم ان ينبع ستستضيف البطولة الختامية في ناديها الجديد والذي اتمنى له التوفيق مع اندية الفروسية الاخرى.
هذا ولايخفى عليكم كم هي مكلفة هذه الرياضة ولابد من ايجاد حلول جماعية من خلال خطة تسويقية للمنافسات وللاندية تقوم بها جهات متخصصة لعلها توجد الطرق والاساليب المدروسة لايجاد مصادر دخل ثابتة ومشجعة للاندية والبطولات التي تقيمها, وهنا احث مسئولي الاندية على الاتصال بالشركات والمؤسسات المتخصصة للدعاية والتسويق لعمل خطة متكاملة تستفيد منها جميع الاطراف وعلى رأسها الفرسان وملاك الخيل والأندية.
العوامل الثلاثة اساسية كمحاور في مسيرة الفروسية السعودية المستقبلية وأود ان اؤكد ان هناك نخبة من ابناء هذا الوطن الذين يملكون المؤهلات والرؤى المستقبلية والمفاهيم الحديثة لتمكين البناء وتطويره متى ما اتيحت لهم المشاركة في تكوين الاتحاد الجديد والذي نتطلع اليه بكل لهف وشغف حتى لا تتفاقم المشاكل ولكي تطبق المفاهيم الحديثة التي تتمشى مع احتياج السوق وهذه الرياضة ومتطلباتها.
هذا وأؤكد ايضا ان فرسان الذهب يسيرون على خطة واضحة وهدف مرسوم وكل مانتمناه هو اهتمام الرئاسة العامة وعلى رأسها سمو اخي الامير سلطان بن فهد بتأمين الامكانات المادية للوصول بهؤلاء الفرسان الذين يقدمون كل ما في وسعهم بأمانة وإخلاص وتفان لرفع اسم الوطن ووضع الفروسية السعودية على الخارطة العالمية منافسين ومحققين المراكز التي تليق ببلد الفروسية ومنبع مفاهيمها وأصالتها.
وكذلك ارى مستقبلاً مبشراً لنواة الفروسية وهم صغارنا ومستوياتهم المشرفة والذين أتمنى ان نضاعف الجهود في نوعية تدريبهم وتمكينهم من الحصول على الخيل المناسبة والاكثار من البطولات التي يشاركون فيها على مستوياتهم.
وأخيراً وليس أخيراً لا بد من تكاتف الاندية وتوحيد اهدافها والتخطيط السليم المدروس لخدمة هذه الرياضة كأسلوب حياة وايجاد السبل والوسائل التسويقية والدعائية لمردود مربح يضمن الاستمرارية والتوسع والتطور لهذه الرياضة.
وبعد ذلك فتح باب النقاش مع سموه عن العديد من الأمور وطالب بالدعم الاعلامي وايجاد موفد إعلامي لمرافقة فرسان المملكة وتزويد كافة الوسائل الاعلامية بالأخبار وأكد ان الحصول على ميدالية اولمبية يكلف الكثير ومن ذلك على سبيل المثال ثمن الحصان الذي يصل الى عشرة ملايين ريال خلاف التدريب والتنقلات وخلافه والاحتياج يصل الى تأمين أكثر من عشرة أحصنة حتى يتحقق الهدف المنشود وتمنى للجميع التوفيق.
|
|
|
|
|