| القرية الالكترونية
عندما اكد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية اهمية الأخذ والتعامل مع تقنيات العصر الحديث، الكمبيوتر والانترنت، كان رائعاً ومتفتح البصيرة لقد اثلج صدورنا اعتماده مشروع الحاسب الآلي والانترنت وطني وتعميمه على كل مدارس المملكة في كل المراحل انها خطوة حضارية بكل المقاييس للأخذ بيد الفرد السعودي وتوفير كل ما يشبع حاجاته الفكرية والعقلية وتحسين مستواه الادائي ومساعدته في تطوير انتاجه المستقبلي هذا اذا ما اخذنا بالاعتبار ان الفرد له دور فاعل ومؤثر في تطوير المجتمع وتقدمه ان البشر هم صانعوا التنمية، وجميع المعارف والمهارات ذات النفع للمجتمع انما تأتي من خلال اعداد الفرد بطرق علمية سليمة انها عملية تعبئة لموارد المجتمع الانسانية بالدرجة الاولى ان دعوته المباركة للاخذ بيد الطفل السعودي منذ نشأته الاولى انما هو الاساس السليم في بناء مستقبل علمي لمجاراة بقية الدول المتحضرة والمتقدمة علمياً الأمير عبدالله بلا شك يشغله مستقبل الفرد السعودي لذلك دعا الى نبذ التخلف والامية العلمية, اننا عندما ندفع بهذا الطفل الى الاخذ بمبادىء الانهمار المعلوماتي وتشجيعه الى استخدام تقنيات العصر فذلك يعني الاهتمام بتلبية حاجات ابنائنا المتزايدة في مختلف مراحل تعلمهم، والرجوع الى استخدام الانترنت والشبكة المعلوماتية الحديثة والتي اصبحت من الاجهزة الموثوق بها في اعطاء اجابات صحيحة وتقديم نصوص تثري بحوث الطلبة وتفتح آفاقاً للمعرفة لم تكن موجودة سلفاً, كل ذلك سيؤدي حتماً الى ما ننشده من تقدم وتحقيق نهضة علمية حضارية من خلال رعاية النشء واعداده, ان اعداد علماء ومتفوقين مستقبلين انما يتم من البدء في اعداد كيان اجتماعي قوي ثابت وأفراد قادرين على التعامل الواثق مع أسس البحث العلمي والتعاطي مع ادواته ذلك لان التقدم العلمي والحضاري في دول العالم لم يأتي من فراغ انما جاء لاخذها بأسباب ووسائل التعامل مع ادوات البحث العلمي.
ان ما تصرفه الدول المتقدمة على البحث العلمي واعداد الفرد فيها في تزايد مستمر لان البحث العلمي يشمل كل مناحي الحياة الانسانية الفكرية والدينية والاجتماعية والسلوكية وتضم كل المعارف الانسانية الماضية والحاضرة والاستشراق في المستقبل وكان لابد من الاخذ بمبدأ استخدام مصادر المعلومات وادارتها وخصوصاً بعد انخفاض تكلفتها اصبحت المعلومات اليوم متاحة لمجموعات متنامية من المستفيدين بعد ان كان والى وقت قريب التعامل مع تلك الاجهزة قاصراً على قلة من المختصين في كبريات المؤسسات الوطنية الاهلية ان تلك الاجهزة التي تجمع وتعالج وتختزن كافة المعلومات الانسانية والمعارف الحضارية، تسهل على طلبتنا استيعاب دروسهم والابداع في انتاجهم في كل اشكالها.
كانت نظرة سمو الأمير عبدالله مستقبلية وحتمية عندما دعا الى توجيه اطفال الوطن الى حيث الرقي واحترام العقل البشري انها اسس وركيزة تفسر ما يطلق عليه مصطلح,, حقوق الانسان والتي في مجملها تعني اشباع احتياجات الانسان وتوفير حقوقه وتوعيته بواجباته، ايضا الاستفادة القصوى من مواهبه وطاقاته وتجنيبه الفقر والجهل والتهميش الاجتماعي ان ما تسعى اليه كل امة تحب شعبها انما يتجسد بترسيخ شعور الامن والحماية للمواطن وتعميق احساسه بانه امن على ممتلكاته وحياته وسمعته وحاضره ومستقبله, والاهم توفير فرص المشاركة في مسيرة مجتمعه التنموي,.
سواء اكان تعبيراً او قراراً او انتاجاً فكرياً ومادياً, كل تلك الامور هي من صميم حق الانسان، وحق الطفولة، وحق المرأة، وكل طوائف المجتمع الذي يشكل في النهاية الوطن بمعناه الشامل والعميق والانساني.
* المنامة البحرين
|
|
|
|
|