| مقـالات
تفتخر المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا بتطبيق الشريعة الإسلامية، ومن أبرز معالم ذلك إنشاء وتعضيد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي يعتبر وجودها منقبة كبيرة لهذه البلاد المباركة، حيث تقوم الهيئة مشكورة بواجبها في الدعوة الى الله تعالى، وإعانة الناس على أداء واجبات دينهم والبعد عن المعاصي والمنكرات, والمتابع لتاريخ هذا الجهاز يدرك الدعم الكبير الذي يحظى به من قيادات هذا البلد الكرام من لدن المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله الى عهدنا الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، مما جعل هذا الجهاز يتقدم خطوات كبيرة الى الأمام في أداء واجبه وتنويع وسائل القيام بهذا الواجب في الدخول الى مجالات عديدة متنوعة إعلامية وغيرها.
ومع هذا كله فلا يزال هذا الجهاز بحاجة الى دعم ومساندة المواطنين أنفسهم، وذلك من جوانب عديدة من أهمها:
أولا: الانضمام لصفوف هذا الجهاز وذلك من قبل من يجدون في أنفسهم الكفاية من طلاب العلم وخريجي الكليات الشرعية الذين ترحب بهم الرئاسة ولا شك، حيث الملاحظ ان بعضا من هؤلاء يحجم عن الانخراط في سلك الحسبة ويفضل أعمالا ادارية أخرى او تعليمية أيضا في الوقت الذي يكون مجال الحسبة بحاجة إليه والى أمثاله من ذوي الشهادات الجامعية الشرعية وذوي الديانة والاستقامة ومن لهذا المجال إذا زهد فيه الاخيار؟! ولئن كان فيه بعض المشقة البدنية؛ ففيه من الأجر والثواب العظيم ما يفوق غيره من المجالات المريحة بكثير، ويكفي فيه ان الفرد سيكون من المفلحين الذين ذكرهم المولى تعالى في قوله ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) الأية 104 من سورة آل عمران.
ثانيا: تشجيع هذا الجهاز من ذوي اليسار القادرين ماديا ومعنويا وذلك بوقف الأوقاف الخيرية لهذا الجهاز على شكل مبان متكاملة تشغلها مراكز الهيئات، او يكون ريعها لدعم هذه المراكز والانفاق على اوجه نشاطها المتنوع,
وقد لمس الناس آثار الحسبة للدعم المادي الذي حظيت به الهيئات من بعض اصحاب السمو الأمراء وغيرهم في الفترات الماضية لكننا نطمع في المزيد من ذلك لأنه انفاق في سبيل الخير والدعوة الى الله.
ثالثا: حماية هذا الجهاز والذب عنه في المجالس والمنتديات عندما يذكر، وبخاصة حين ينال من سيرة بعض أفراده على سبيل التنقص او نسج الحكايات الموضوعة على منسوبيه للتقليل من مكانتهم او لتكبير اخطائهم أو نحو ذلك مما يجري على ألسنة بعض الجهال او قليلي الورع, ولا شك ان منسوبي الجهاز (بشر) كغيرهم من الموظفين يخطئون وفيهم القصور والنقص لكن لا يعالج بالتشهير والمبالغة في تكبير الأخطاء، إنما بالنصح والاتصال والمشورة وغيرها.
رابعا: وهو أضعف الأحوال ان يكف الإنسان لسانه عن النيل من رجال هذا الجهاز، فإن لم يكن قادرا على الإشادة بهم والتعاون معهم، ولم يكن شاعرا بقيمة عملهم، فلا أقل من أن يكف عنهم ويعرض عن ذكرهم ولهم الله الذي يراهم ويعلم جهودهم وجهادهم وهو تعالى مع الذين اتقوا والذين هم مسنون,, والله المستعان.
* خطيب مسجد الإمام محمد بن سعود بالدرعية، والاستاذ المشارك في كلية أصول الدين بالرياض
|
|
|
|
|