رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 9th May,2000العدد:10085الطبعةالاولـيالثلاثاء 5 ,صفر 1421

عزيزتـي الجزيرة

ولابد يوماً أن ترد الودائع
الحمد لله الذي كتب الفناء على هذه الدار، وجعل في الموت عبرة لأولى الأبصار.
حقيقة كتبها المحيي المميت على كل نفس منفوسة، فكل نفس ذائقة الموت، ومن جاء أجله لا يستأخر ساعة ولا يستقدم, ومن يمت فقد تناهت مدته، وانقضت عدته وفي الحديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها واجلها فاتقوا الله) الحديث.
حقاً انه الموت سهم نافذ في العباد، قدر محتم وقضاء مبرم إنك ميت وإنهم ميتون كل نفس ذائقة الموت والموت لايرحم صغيرا ولا يوقر كبيرا، فرحم الله أمرأ اخذ بزمام نفسه قبل انطراحه في ثرى رمسه والكيس من دان نفسه


غداً توفى النفوس ماكسبت:
ويحصد الزارعون مازرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم
وإن اساءوا فبئس ماصنعوا

وبالأمس القريب أخذ الله وديعته من بين أهله وذويه وأصحابه ومحبيه عبده وابن عبده الشيخ الوقور ابراهيم بن عثمان القدير رحمه الله ولله ما أخذ وله ما اعطى


وما المال الأهلون الا ودائع
ولا بد يوماً ان ترد الودائع

أسأل الله الكريم أن يسبغ عليه رحمته وأن يتقبله في عباده الصالحين ولما كان المرء حديثاً بعده كما قيل، والموفق السعيد من طاب ذكره وسمعته حياً وميتاً، واصل ذلك قوله تعالى: واجعل لي لسان صدق في الآخرين ومن خيار عباد الله من إذا ذكر حياً أو ميتاً استروح الناس لذكراه.


قد مات قوم وهم في الناس أحياء
وعاش قوم وهم في الناس أموات!!

ولما كنت عفا الله عني وعن اخواني المسلمين على جانب من الاهتمام بمآثر الراحلين ومناقب الموفقين رأيت أن أشترك في موكب المودعين والمعزين شيمة من كبار الشيم وقيمة ادبية رفيعة من اجل القيم التي عرفتها بل عايشتها مع الشيخ والاستاذ والمربي الراحل: ألا وهي سجية التواضع وهضم النفس، مما أكسبه مودة الآخرين من عرفه ومن لم يعرفه، ولا غرو فمن تواضع لله رفعه.
ولقد كان من أعجب ما رأيت وسمعته من الفقيد رحمه الله مما يدل على سمو خلقه وكبر نفسه تقديره البالغ واحترامه العجيب على تقدم سنه لكل من افاده أو علمه في قليل أو كثير، وكم سمعته يشيد بشيخه الشيخ ابن غصون رحمه الله وآخرين وكان مما حدث معي في السنوات الأخيرة: أن اقيمت دورتان لتأهيل الأئمة والخطباء، وكنت ممن درس وحاضر في هذه الدورات وكان الشيخ ابراهيم رحمه الله من المنتظمين رغم كبر سنه ومتاعبه، ولكنها النفس الكبيرة تسمو على ظواهر الأمور وشكلياتها.


وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام

وأحسب أن الفقيد رحمه الله كانت نفسه كبيرة تسامت فوق أدواء النفوس وعللها الحقيرة في هذه الدنيا.
ولقد كان من أروع صور التواضع والأدب التي استوقفتني معه رحمه الله أنا إذا التقينا في مجمع عام يصر على تقديمي عليه رحمه الله !! وهو موضع التقدير والاحترام ولكنها النفس والعقل الكبيران.
اسجل ذلك عبرة للأجيال وبصيرة للأمثال ومن باب: فالذكر للإنسان عمر ثاني , رحم الله الشيخ ابا عثمان واسكنه بحبوحة الجنان.
والله الموفق والمستعان,
فهد بن عبد العزيز الحمد الوهيب
مدير المعهد العلمي في حوطة سدير
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved