|
| القرية الالكترونية
من العنوان قد يظن البعض ان الحديث سيكون عن اجهزة الحاسوب الشخصي ولكن في الحقيقة سيكون الحديث عن اجهزة الحواسيب الكبيرة الMainframe ومع ذلك فإن كثيراً مما سيقال هنا قد يكون صحيحاً في حالة اقتناء اجهزة الحاسب الشخصي.
وعندما نتحدث عن الحواسيب الكبيرة فإننا نتكلم عن اجهزة ربما تكون بالملايين وهنا يكمن سر الاختلاف بين الاجهزة الصغيرة التي اسعارها تحت العشرة الاف وأجهزة اسعارها بالملايين ولهذا يجب التفكير الف مرة قبل الإقدام على اقتناء اجهزة الحواسيب الكبيرة.
ويوجد هناك طرق علمية دقيقة يجب اتباعها عند الرغبة في الحصول على اجهزة الحاسوب وإعداد مشاريع اقتناء تقنية المعلومات ولا يتسع المكان هنا للتحدث عن تلك الطرق وعن اعداد مايعرف بطلب عروض الشراء RFP وكذلك إعداد المواصفات وتقييم العروض والاختيار والاشتراك في اعداد العقود ومناقشتها ولكن سنكتفي بالاشارة الى بعض سوء المفاهيم التي قد تحصل عند الرغبة في اقتناء وإدخال تقنية المعلومات للمؤسسات والمنشآت.
من تلك المفاهيم الاعتقاد بأن أهم وأول شيء في عملية دخول اي منشأة إلى عالم المعلوماتية هو اقتناؤها لأجهزة الحاسب الآلي ولهذا اول عمل تقوم به هو شراء الأجهزة وحسب آخر ماتوصل إليه العلم وبأغلى الأثمان ثم يأتي بعد ذلك التفكير فيما سوف تستخدم له تلك الأجهزة, وهذا قد يحدث كذلك من منشأة لديها حاسب آلي وتريد إضافة أجهزة جديدة لاستضافة تطبيقات جديدة وفي كلتا الحالتين فإن الطريقة السليمة لم تتبع فالحاسوب ليس سيارة يراد شراؤها فالسيارة معروف استخدامها اما الحاسوب فمربوط بتقنيات كثيرة ومعقدة يجب استيفاؤها قبل التحصل على الاجهزة, وبمعنى اخر فإن اقتناء اجهزة الحاسوب يدخل ضمن مشروع مكون من عدد من الأجزاء يجب العمل على إنهائها حسب الترتيب ولهذا لايجب طلب الأجهزة قبل الوقت المناسب والمخطط له ضمن المشروع وإلا سيكون الثمن باهظا كما سنرى فيما بعد.
ومن اهم الاشياء التي يجب معرفتها قبل اقتناء اجهزة الحاسوب هي الاستخدامات لتلك الاجهزة فكما اشرنا من قليل بأن اقتناء الاجهزة يعتبر جزءاً من ضمن مشروع متكامل فبالإضافة إلى ذلك يأتي تطوير وكتابة التطبيقات وكذلك الأخذ في الحسبان الاتصالات إذا كانت الحاجة تتطلب ذلك مثل تجميع البيانات (المدخلات) من مناطق بعيدة أو كان الحاجة إلى إرسال النتائج (المخرجات) إلى مناطق نائية وإذا كان النظام يستلزم الاتصال بأنظمة بعيدة أوقواعد بيانات, ومن أجزاء المشروع كذلك التخطيط للقوى العاملة وتدريبهم لاستلام المشروع والقيام على تشغيله ولهذا نرى بان اقتناء الاجهزة ليس إلا جزءاً من أجزاء المشروع يجب التخطيط له ليأتي في الوقت المناسب لتكون التطبيقات التي ستستخدم لها الأجهزة جاهزة وكذلك المصدر البشري الذي سيتولى تشغيل وإدارة هذه الاجهزة ليكون مستعدا وأن مثل اقتناء الأجهزة قبل تطوير استخداماتها مثل الذي يشتري أثاث البيت قبل بنائه مع اختلاف الفرق بين المفروشات وأجهزة الحاسب الآلي اذ إن المفروشات قد لاتتأثر كثيراً لا في السعر او في التقنية مع الزمن لكن الحاسوب شيء مختلف فحسب قانون مور (Moor's Law) فإن مقدرات الحاسوب تتضاعف كل 18 شهراً وفي نفس الوقت فالثمن ينخفض فلو أن أحداً اشترى جهاز (أجهزة) حاسوب كبير في الوقت الحاضر ويحتاج إلى ثلاث سنوات لتطوير التطبيقات التي سيستخدم من أجلها فإن ذلك يعني بأنه عند الانتهاء من المشروع قد خسر فرصة الحصول على جهاز بمقدرة أربعة اضعاف الجهاز الذي اشتراه وبتكلفة أقل هذا إذا لم تكن التقنية قد تجاوزت الجهاز الذي اشتراه, بالطبع فمن المفروض القيام بطلب اقتناء الأجهزة قبل الانتهاء من المشروع بحيث يأتي الحصول على تلك الأجهزة مع الانتهاء من المشروع وفي نفس الوقت يكون برنامج تدريب العاملين الذين سيقومون بتشغيل تلك الأجهزة قد انتهى.
ومن الاشياء التي لاتُعطي اهمية عند اقتناء اجهزة الحاسب الآلي الكبيرة هو عدم الأخذ في الحسبان جميع الخيارات ويكون خيار شراء الأجهزة هو الخيار الوحيد ومن الخيارات التي من المفيد النظر إليها وأخذها في الحسبان هو خيار التأجير اذ إن لهذا الخيار فوائد عظيمة ومن اهمها هو الحصول على آخر ما تتوصل إليه التقنية عند حدوثها ويكون من شروط العقد تحديث الأجهزة ومكوناتها (عتاد و برمجيات) بآخر مايتوصل له العمل في حال حدوثه, وكذلك من الفوائد تجنب مشاكل عقود الصيانة المكلفة جداً,, ولذلك فإن موضوع خيارات اقتناء اجهزة الحاسب الآلي الكبيرة موضوع طويل وقد نرجع إليه فيما بعد.
mmshahri@ scs.org.sa |
|
|
|
|
