رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 9th May,2000العدد:10085الطبعةالاولـيالثلاثاء 5 ,صفر 1421

الاقتصادية

حال صناعة الدواء بين المعالجة والمرابحة
شئون الصحة في بلادنا مازالت تعاني بفعل التوسع الشامل في حجم الوطن سكانا وسلوك حياة.
ولأن الدواء سم قاتل للمرض فلا أرى ضيرا في الحديث عن أعراض تصاحب الدواء والتدواي؛ الذي زادت الحاجة اليه مع تزايد وتنوع المشاكل الصحية للناس, عادات الناس تطورت/ تحسنت وربما ارتقت وتكاثرت معها امراض الرفاهية وتعددت طرق الاستثمارات في الصحة وبات علاج المرض وفقا لقدرة الدفع المادي الفوري المقدم والمعنوي بالحصول على بطاقات ذهبية وفضية وبرونزية!!, ولا بعد عن الحقيقة في الاشارة الى ما أصاب أخلاقيات المهنة من أمراض التوتر والإحباط نتيجة الصراع النفسي بين كسب ثقة المريض كإنسان والرغبة في معالجة المرض الذي يشكو منه؛ وبين كسب أكبر عدد ممكن من الربحية المادية أعان الله الاطباء/ الطبيبات في كسب رضى الله جل وعلا ثم الناس المرضى الذين يحتاجون الى نظرة شفقة ولمسة حنان ومواساة وكلمة تطمين مفرحة؛ وربما محادثة من الحكيم تشرح ما يعانيه المريض ونوعية /كيفية العلاج وفترة المداومة بدلا من اسلوب التجريب والمسكنات التي إن لم تضر فلا نفع منها!! لا اريد ان استرسل فقد تطغى آلام احساسي بفقدان المناعة ضد هموم الصحة فأقول ما قد يكون خارجا عن احتياج المعالج فيذهب الوقت وتخرج نتائج الاختبارات والتحاليل بعلل يمكن علاجها وقائيا ثم علاجيا لاحقا.
الحديث هنا ليس بحثاً ولا دراسة متخصصة إنما هو تساؤلات مشروعة مبعثها المسئولية الاجتماعية والوطنية من منظور إعلامي تخصصي لإعلام من له القرار عسى ان ينالني أجر المجتهد؟؟, هذه التساؤلات لعلها تسهم/ يؤخذ بها ضمن اسس بحث/ دراسة تصنيع الدواء التي لا أشك انه قد وضع لها فرضيات واختبارات يتضح من نتائجها وصف وتشخيص الداء ثم وصف/ اعطاء الدواء وها هي التساؤلات:
* ما مدى ارتباط صناعة الدواء في بلادنا بالبحث العلمي الطبي والصيدلاني سواء أكان التمويل من وزارة الصحة: مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، المشافي الجامعية، كليات العلوم، الصيدلة، الطب؟.
* لماذا يتحمل غالبية المواطنين في بلادنا من الفقراء ومتوسطي الدخل تكاليف الرفاهية في تغليف عبوات الدواء من اغلفة وكراتين وطباعة انيقة صقيلة لماعة.
* لماذا لا تستخدم العبوات الصغيرة لدى مخازن بيع الادوية في الاسواق والمشافي الخاصة ليتم صرف كمية الدواء التي يصفها الطبيب وفق حاجة المريض بدلا من الكمية التي لا يحتاجها المريض ويكون مصيرها براميل الزبالة، لعل هذا يوفر في كميات الدواء وتكاليفه بدلا من الهدر القائم؛ ويكفي مدة اطول ويغطي الاحتياج التبادلي للمشافي في المملكة وتنتهي معاناة قلة الأدوية او عدم وجودها.
* لماذا لا يصنع الدواء بالاسم العلمي بدلا من الاسماء التجارية حتى يصف الطبيب المعالج الدواء ومن ثم يجيء الاختيار من الاصناف التجارية لنفس الاسم/ التركيب العلمي, فما الحاجة لعبوة بها 100 حبة او 500 ملم من الأشربة/ المحاليل، واحتياج العلاج 20 حبة او 125 ملم, وهنا اذا تم التصنيع بالاسم العلمي فهل سيكون هنالك ضوابط/ معايير للجودة في الدواء حتى لا تختلف تبعا للاسم التجاري, هل الحكومة تدعم تصنيع الدواء؟ وهنا يبرز السؤال عن مدى ارتباط الدعم/ الاعانة بما قدمه المصنع/ المصانع من بحث علمي وانتاج منخفض التكاليف ينعكس على سعر الدواء الذي لم يعد في متناول اغلبية الناس/ المرضى تبعا لثبات الدخل المادي منذ ربع قرن ولا ريب ان من يقدم بحثاً يسهم في إنتاج دواء من نباتات البيئة الوطنية يستحق الإشادة والتكريم.
* إذا كان الدواء معفى من الرسوم الجمركية فما زال التساؤل يدور في الذهن هل المواد الخام لصناعته مشمولة بالاعفاء؟,, وعلى نفس المنوال ما مدى ارتباط صناعة التصنيع القائم حاليا على القروض الصناعية المقدمة من صناديق الإقراض الحكومية - بالإعفاء من جزء من القرض في مقابل البحوث العلمية ذات العائد التطبيقي والنفع لصناعة الدواء بعيدا عن بحوث الترقية الأكاديمية.
* ما مدى إسهام مراكز البحث العلمي، الجامعات، اساتذة الطب والعلوم الطبية، كليات الصيدلة، العلوم في صناعة الدواء من واقع ما يتم من بحوث وتجارب علمية معملية، سريرية؟.
وهنا ألا مجال ان تمحض شركات تصنيع الدواء التركيز على تصنيع الادوية الحيوية كأدوية السرطان والمضادات؟؟,.
* ألا مجال ان تقوم المشافي/ كليات الصيدلة بتصنيع الأمصال/ المحاليل ذات الاستخدام اليومي بدلا من تصنيعها بكلفة عالية في مصانع الدواء؟؟.
* هذا تساؤل حالم؟ هل صناعة الدواء في بلادنا لمجرد سد الاحتياج المحلي! أم للتصدير، أي هل هنالك بعد استراتيجي يزيل الشك عن فكرة النظرة المحلية؟ فلقد قامت شركات مساهمة لكن يبدو لنا البعد الاستراتيجي قد غاب/ غيب فكان الاكتفاء بفكرة سد الاحتياج المحلي من زبون واحد في سوق تلعب بها الامواج في بحر طبي يبحث عن الربح المادي على حساب أي شأن آخر؟ وهل في المنظور المستقبلي وصول الدواء السعودي الى العالم ممكن الحدوث؟.
* التساؤلات عن العلاقة بين وزارة الصحة كجهة لها اختصاص مهني بأمور جزء كبير من شئون الصحة العامة للشعب في شأن تنسيق وصول البحوث الى مصانع الادوية ونفس الشيء التساؤل المطروح على كليات الصيدلة/ الطب العلوم من واقع المهنية/ الاختصاص في الموارد البشرية والمعامل؟؟.
* لماذا بعض الأدوية المصنعة محليا تختلف في تركيبها في الفاعلية ضد المرض مقارنة بغيرها كالأسبرين مثلا الذي لا يوجد في مخازن بيع الادوية ما هو مغلف وبجرعات أقل (ملجم) التي تقلل الآثار الجانبية على المعدة وبقية اعضاء الجهاز الهضمي.
وختام التساؤلات جاءني من اصغر أبنائي أنقله ببراءته لِمَ اغلب أدوية المشافي الحكومية هي لتسكين/ تهدئة المرض وليس لعلاجه.
محمد بن ناصر الياسر الأسمري
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved