| الثقافية
البعد الجغرافي بين أقطار الوطن العربي حجب الكثير من أعلام المغرب عن مشرقه وأعلام المشرق عن مغربه إلا نتفاً من هنا وهناك مثل قصائد الشابي التونسي وجهاد عمر المختار الليبي، ولو لا الفيلم السينمائي الذي انتجته ليبيا عن هذا المجاهد العظيم للفه النسيان كما لف الكثير من مجاهدين وشعراء وأدباء.
المجاهد الإفريقي محمد كاوسن من مواليد 1880م أحد هؤلاء المنسيين، قارع الفرنسيين ما يزيد عن نصف قرن، سلاحه السيف والخنجر وسلاح أعدائه الرشاش والمدفع, انتصر في معركة وأخفق في أخرى حتى لاقى وجه ربه بعد ان أذاق الفرنسيين مرّ العذاب.
اعتمد كاوسن في جهاده على ربه وعلى إيمانه بحرية وطنه وعلى ما يحصل عليه من الزوايا الخيرية من أموال قليلة، جهاد نصف قرن من فزان الى النيجر الى تشاد, انها ملحمة بطولية نادرة لفها النسيان ولو ان هذا المجاهد كان غير افريقي لأُقيمت له النُصب في كل مكان، لقد عاش ومات مجهولاً حتى جاء الدكتور القشَّاط يرد اليه مايستحق من التكريم.
والسؤال: ما الذي جعل المؤلف يبحث ويسعى في تتبع محارب قديم ليس مشهورا لينشهر به ولم يترك ورثة أغنياء يرفدونه بالعطايا لأنه كتب عن جدهم.
الجواب: الحب,, نعم أحب المؤلف الصدق في جهاد كاوسن, فهذا هو يقول في تقديمه للكتاب إلى المجاهدين الصادقين في هذه الأمة,,, وقبله أحب الشيخ عبدالعزيز التويجري صدق جهاد الملك عبدالعزيز فألف كتاباً دافعه حب الصدق لسراة الليل هتف الصباح وقبله أحب فهد المارك اصحاب المروءات فبذل الجهد لجمع مروءاتهم في كتاب من شيم العرب .
لا شك ان الصادقين في جهادهم يجدون المؤلفين الصادقين الذين يكتبون عنهم، دافعهم حب الصدق ولا شيء غيره، امثال التويجري والمارك والقشاط.
وبعد: اننا نتطلع بشوق إلى الكتاب الذي وعد القشاط به عن الليبيين في المملكة ونرجو ان يتضمن فصلا عن مستشاري الملك عبدالعزيز من ليبيين وغير ليبيين لأن هؤلاء المستشارين أحبوا الصدق والبطولة في الملك عبدالعزيز فالتفوا حوله ولم يكن في ذلك الزمن من مطمع مادي إلا حبهم للجهاد الصادق.
محمد القاضي الرياض
|
|
|
|
|