| مقـالات
يعطيك من طرف اللسان حلاوةً ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ!! |
من منا لم يصدم في شخص أو أشخاص كان يكنّ لهم كل التقدير والاعزاز ليفاجأ بأنهم اشبه بالثعالب الماكرة؟ أو أشبه بالثعابين ملمسها ناعم ولدغاتها مميتة؟
عندما تثق في شخص ما، وتعتبره من الاشخاص المقربين اليك، تتعامل معه بحسن نية، وبطيبة متناهية، سواء كانت علاقتك به هي زمالة أو صداقة أو أخوة أو من خلال أي من العلاقات السامية بين البشر، وتجده دون ان تعلم يحيك لك المكائد ويخطط لك المصائب دون ان تدري، لا لشيء الا للتلذذ بالاساءة للآخرين من خلال ذات سادية مريضة!! عندها ورغم صدمتك فيه!! الا انك تستجمع قواك لتتساءل، هل كانت طيبة قلبك وطبعك التي تفترض الطيبة في الآخرين هي السبب؟، هل كانت نواياك الحسنة في الآخرين عيبا فيك؟ هل كنت مع الآخرين من المنطلق ان كلا يرى الناس بعين طبعه؟ ولذلك كنت تراه حسن النية والنوايا؟
صدمتك ستكون كبيرة عندما تشعر بأنك خدعت على مدى سنوات!! كنت فيها خير صديق.
ولهذا فأنت لا تملك الا ان تعيد حساباتك وقد تمر بك لحظات تساورك فيها الشكوك في الاشخاص الآخرين من حولك، ولكن طبعك الطيب، وخلقك النبيل وسموك تعيدك الى المسار الصحيح، لانك تعلم أن الأشخاص ليسوا سواء، وان الخطأ ليس فيك، وأن الطيبة التي فيك وافتراض الطيبة في الآخرين ليسا عيباً بل هما ميزة!! ولكن العيب فيمن لم يرق الى مستوى ما تتمناه.
أما أنت فستبقى كما أنت شامخا شموخ الجبال الراسية,, وسوف تبقى تردد بينك وبين نفسك وعلى مسمع من يستحق ان يسمعك ما قاله الشاعر أبو القاسم الشابي:
سأعيش رغم الداء والاعداء كالنسر فوق القمة الشماء أرنو الى الشمس المضيئة هازئا بالسحب والأمطار والأنواء لا أرمق الظل الكئيب ولا أرى ما في قرار الهوة السوداء فاهدم فؤادي ما استطعت فانه سيكون مثل الصخرة الصماء |
|
|
|
|
|