رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 9th May,2000العدد:10085الطبعةالاولـيالثلاثاء 5 ,صفر 1421

مقـالات

شدو
200 سنة!
د, فارس الغزي
أعلن مركز أبحاث طبية في ولاية أمريكية في الأسبوع الماضي أنه بمقدور الإنسان المستنسخ العيش بإذن الله لما يقارب مائتي سنة,, نعم مائتي سنة مما تعدون! مما يعني انقلاب الكثير من المفاهيم المتعارف عليها انسانيا حتى الآن, حسنا، دعونا (بشيء من خفة الدم المصطنعة!) نستعرض بعضا من التغييرات التي سوف تعتري انسان هذا الكون جسديا ونفسيا وحتى عاطفيا,, فمما لا شك فيه أن المكوث على كوكب الأرض لهذا الوقت الطويل من الزمن سوف يزيد من سنوات ما حدده العلم من فترات (للمراهقة)، فبدلا من الفترة الزمنية التي تقبع بين الثانية عشرة والثامنة عشرة تقريباً وهي سنوات المراهقة فسوف يمتد هذا العمر إلى السبعين إن لم أقل إلى الثمانين، الأمر الذي من جرائه أقول "الله يعين!" على تربية أولاد المستقبل من ذوي المراهقة المستنسخة! بل ما رأيكم في (المراهقة المتأخرة!) والتي نرى من شواهدها ما نرى يوميا، خصوصا في الخارج؟ هل هذا يعني أن (مراهقينا المتأخرين!) سوف يستمرون في (غيهم) يعمهون وحتى مثلا المائة والخمسين من العمر؟,, في الحقيقة لا أستطيع القول، هنا سوى (جاك يا مهنا ما تنمى!).
ماذا عن سنوات الدراسة؟ هل هذا يعني أن سنوات الدراسة بالنسبة لأطفالنا/ الرجال المستنسخين سوف تبدأ متأخرة عما هي محددة عليه الآن؟ أم هل ترى أنها سوف تبقى على ما هي عليه؟,, (شخصياً) لا أشك في اضطرارنا إلى تأجيل الالتحاق بالسنة الأولى ابتدائي حتى سن العشرين وذلك لكي (ينضج) ابن العشرين المستنسخ، بالمناسبة، إذا كانت تلك هي حالة الطالب، فماذا عن مربيه (المدرس) المستنسخ هو الآخر؟!!
الأهم من ذلك: ماذا عن (الحب!) بين زوجين يبلغ كل منهما من العمر (عتيا),, أقصد مائتي سنة؟!,,, هل حقا سوف يصمد هذا الحب المكون من (خلايا) مستنسخة,, أقصد القائم على قطع غيار بيولوجية عاطفية مقلدة وليست أصلية؟,, بل ماذا عن ظاهرة زواج كبار السن من الرجال بصغيرات السن من النساء؟ هل لكم أن تتخيلوا زواج صاحب المائة والثمانين سنة بذات العشرين سنة؟,, وحينها هل حقا سوف تعوض (الفياقرا) ماسرقته السنون المتجسد بفارق زمني وقدره (مائة وستون سنة؟!)
لكأني بشاعرنا (زهير بن أبي سلمى) يستيقظ فجأة وهو القائل (مللا!):
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولا لا أبالك يسأمِ
ماذا، ياترى، عن ردة فعله أمام انتفاء مناسبة بيت شعره هذا (زمنيا وعروضيا كذلك؟!)
,, بل ماذا عنك (أنت؟),, ماذا سوف ينتفي (لديك ومنك وفيك!) فيما لو قدر لك العيش لزمن طويل كهذا؟!
* للتواصل: ص ب 4206 رمز 11491 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved