| مقـالات
معلوماتي بأن معظم الصحف ربما عالميا تخصص قسما على الأقل وربما أكثر للإشراف على الصياغة الخبرية والنقدية باعتبارها صلب الموضوع وليس من مشتقاته او توابله رغم انه لا طعام بدون مذاق خاص ولا ملبس مقبول بدون تناسق إذ يدخل في هذا النطاق الذوق العام والاعتياد وعناصر اخرى ترتفع بالذائقة ولا تحط منها, ولهذا تشدنا عناوين الصحافة الاكثر إثارة حتى وإن بدت بعضها غير معقولة او مبالغ فيها يحكمها الذكاء ويتقاذفها الصدق, أما ان يتفاوت فيها الغباء والتسطح فهو تلويح بالانحدار الفكري,, فلا تسمّى هذه صحافة إنما أقرب أن تكون قباحة والتخصص لا علاقة له بمستوى الوظيفة, فقد يكون من حملة الابتدائية من يتفوق على البروفيسور في شأن صغير ليس للخطورة إنما لعدم الممارسة ولهذا فإن من يحمل لقب معالي ليس من الشروط ان يكون قد حصل على أرفع الدرجات العلمية, فرجال الدولة لهم مواصفات ليس من أبرزها الشهادات الدراسية إنما رجاحة العقل ودماثة الخلق ومواجهة المواقف بشجاعة,, الخ.
طافت في ذهني هذه الأفكار وأنا أقرأ في إحدى صحفنا المحلية الإعلان التالي (,,, معالي الشيخ فلان ,,الخ) إنها كما ترون مشاركة وجدانية تصب في التلازم الإنساني فما دخل الألقاب فيها شيخ، معالي ,, إذ ان صفة (معالي) تعطى لشاغل الوظيفة الرسمية تحديدا وليست شهادة علمية مكتسبة,, إنما اعتبارية محضة فلماذا سمح مسؤول الصياغة بتمرير مثل هذا الإعلان المضحك الذي يحط من القيمة الاعتبارية ولا يرفعها؟ وإثارة هذا الموضوع سببه ان الكثير من الفضلاء الذين لا يدركون أهمية الصياغة يوكلون هذا الأمر الى موظفيهم او الى ابنائهم لنشر إعلاناتهم المحدودة وهؤلاء بدافع النفاق أو الجهل يصوغون تلك الإعلانات حسب هواهم او مستواهم الفكري فتأتي أضحوكة في المجالس لأنها تكشف عن خواء وفقر فكري لا يتناسب مع الثراء المادي أحيانا ولا المستوى الوظيفي السابق وكلاهما مر,, ولعل مآكل العيد وحلوياته سوف تخفف من ذلك المذاق.
|
|
|
|
|