| العالم اليوم
عندما يذكر بعض الكتّاب أن السياسة في الأنظمة الشمولية يمكن أن تكون علم التناقضات يصاب المرء بالدهشة من هذا الوصف، إلا أنه حينما يخضع تصرفات حكام الأنظمة الشمولية للمنطق يجد أن المنطق بعيد كل البعد عن هذه الأفعال.
الآن تشتعل الحرب بين أثيوبيا وأرتيريا ، ولأن الحرب تحتاج لسلاح وعتاد فكلا البلدين يصرفان عشرات المليارات من الدولارات لقتل بعضهما البعض.
الصورة الأخرى التي تفرض نفسها على أثيوبيا وأريتريا بقوة وإن كانت هي اكثر قسوة وعمقا في أثيوبيا صورة الجفاف والجوع والموت اليومي لمئات البشر.
الموت يحصد الآلاف في أثيوبيا بسبب الجوع الذي سببه الجفاف والمساعدات تتدفق بالأطنان من أغذية وحبوب وطحين وغيرها، وملايين الدولارات تصرفها أثيوبيا لشراء الأسلحة، أي منطق هذا، تطلب مساعدات غذائية لإطعام الجياع، وتصرف ملايين الدولارات لشراء الأسلحة لقتل شعبك وشعب جارك.
ضرب مستعر على الحدود بين اثيوبيا وأريتريا بسبب خلافات حدودية كان يمكن حلها بالرجوع إلى الخرائط الموروثة من الاستعمار التي تحدد وبوضوح تام جغرافية ارتيريا وأثيوبيا قبل أن تدمجا قسراً في عهد الامبراطور هيلاسلاسي والاستناد الى ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية الذي ينص على الحفاظ على الحدود الموروثة من قبل الاستعمار.
وكان بإمكان كل من أرتيريا واثيوبيا أن يتجنبا روح العداء والحروب المدمرة التي لم تشهد افريقيا مثلها,, بما فيها شمال افريقيا بعد الحرب العالمية الثانية,, كما يقول ذلك الخبراء العسكريون,, وكان بإمكان حكام أثيوبيا ان يوفروا تكاليف هذه الحرب وأسلحتها التي تفيد التقارير الواردة من هناك بأن ثمانية عشر ملياراً من الدولارات دفعتها اثيوبيا على السلاح وكان نتيجة ذلك شراء الجوع بشراء السلاح,, ويبدو أنه منذ وصول الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب اثيوبيا EPRDF بقيادة وياتي تقراي,, لم يرق لها الندية من قبل الارتريين الذين لايريدون بدورهم أن يتركوا أراضيهم تقضم من قبل أثيوبيا,, وربما كان هذا سبب انهيار المحادثات بينهما,.
ولهذا السبب يتواصل ابشع مسلسل عرفه التاريخ يحمل اسم شراء الجوع بتكديس السلاح.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|