أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 8th May,2000العدد:10084الطبعةالاولـيالأثنين 4 ,صفر 1421

محليــات

رأي الجزيرة
آمال في مفاوضات الفرقاء الأفغان بجدة
تستأنف اليوم بمقر الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي بمدينة جدة محادثات السلام الأفغانية بمشاركة جميع الإخوة عداء الذين يخوضون حرباً أهلية مجنونة منذ أن انقلبت وحدتهم العضوية والفكرية والعقدية والسياسية ورفقة السلاح بعد انتصارهم الساحق على الجيش الأحمر السوفياتي إلى فرق وطوائف ومليشيات مسلحة لم تتورع عن أن توجه فوهات بنادقها بعضها إلى البعض في قتال لم يثر شيئاً على المستوى العالمي كما أثار حسرة الأمة الاسلامية التي استبشرت بنصرهم على السوفيات، وكما أثار شماتة أعداء الاسلام والمسلمين الذين لا يريدون أي تقوم لدين الله ولا لأمته التي هي خير أمةٍ أخرجت للناس، قائمة.
والمفاوضات التي تستأنف اليوم هي الجولة الثانية في سلسلة لم يُعرف عدد حلقاتها ولا المدة الزمنية التي تستغرقها بعد.
وكان القرار أن تبدأ هذه الجولة أمس الأحد حسب الإعلان عنها، إلا أنها أجلت إلى اليوم بسبب تأخر وصول وفد تجمُّع المعارضة الذي يتفاوض مع وفد حركة طالبان الحاكمة تحت رعاية وجهود منظمة المؤتمر الاسلامي.
والمأمول أن يبدأ المتفاوضون من الجانبين مفاوضاتهم اليوم باسم الله والاستعاذة من الشيطان الرجيم وأن يذكروا الله كثيراً وأن يتذاكروا تلك الأيام المتوهجة بنور الايمان بالله وبنصره القريب عندما كانوا يتلاصقون في خندق واحد لمواجهة الجيش الشيوعي الملحد حتى هزموه هزيمةً جللها العار والخزي فانسحب إلى بلاده وسط إعجاب العالم كله بانتصار هؤلاء المجاهدين الذين لم يكونوا يملكون من السلاح والعتاد شيئاً يذكر مقابل ما كان يملكه الجيش الشيوعي.
لم يكونوا كمجاهدين يملكون سوى الايمان الوثيق بنصر الله لعباده المؤمنين إذا أخلصوا الجهاد من أجل الحق وإعلاء كلمة الله، وتحرير الأرض المسلمة، وحماية كرامة الشعب المسلم.
والمأمول أيضاً أن يستحضر المتفاوضون بؤس الشعب الأفغاني الشقيق والأحوال الاجتماعية الإنسانية المزرية، وما يعانيه من جوع ومرض وعوز وفاقة، فوق ما ظل يعانيه من إحباط منذ أن انقلب رفقاء السلاح إلى أعداء يتقاتلون من أجل السلطة ومتاع الحياة الدنيا التي كانوا من أزهد الزاهدين فيها في ظل الاحتلال الشيوعي لبلادهم في غفلة من التاريخ، وربما لحكمةٍ قدريةٍ جعلتهم يستعصمون بإيمانهم بالله ويتنادون باسم هذا الايمان للجهاد الحق الذي أعزّهم الله به ونصرهم على عدوه وعدوهم.
إن الشعب الأفغاني المسلم الشقيق هو اليوم أحوج ما يكون للسلام والأمن والاستقرار السياسي حتى يستأنف جهوده من أجل التنمية والرخاء والتطور وتجاوز محنة هذه الحرب التي لا يبرر استمرارها أيُّ سبب سوى اطماع السلطة التي يمكن يتفقوا على أن يجعلوا منها بشيءٍ من التجرد أداة وحدةٍ ووفاقٍ واتفاقٍ وعملٍ جماعي من أجل أفغانستان وشعبها ولخدمة الاسلام والأمة المسلمة.
نأمل ان يتحقق هذا حتى يعيد هؤلاء الأشقاء الجالسون حول طاولة التفاوض، البسمة والتفاؤل إلى شعبهم أولاً، وأمّتهم الاسلامية ثانياً، وأسرتهم الدولية ثالثاً وأخيراً.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved