أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 8th May,2000العدد:10084الطبعةالاولـيالأثنين 4 ,صفر 1421

محليــات

بيننا كلمة
عبدالعزيز ودعاء الزهور
د , ثريا العريّض
أسعد دائماً حين اكتب عن الناس الطيبين.
الناس المتميزين,.
والناس الذين يفعلون ما يستحق ان نذكره بالخير ونطالب بالاستزادة منه.
والناس الذين يستحقون التقدير,.
أحب ان أذكرهم، حتى لو لم يكن بيني وبينهم معرفة شخصية,.
ثم، ليس كل من تعرفه مؤهلا ان تشيد به صادقا.
وإذا كنت أؤمن بالتوجيه النبيل الذي يقول قل خيرا أو فاصمت فإن ذلك لا يعني اختلاق الكلام الإيجابي عمن لا يستحقه لنتوِّجه به.
وأفظع من ذلك أن تكتب عمن يستحق الإشادة لتنال بعض انعكاس هالاته منعكسا على رغباتك الآتية، تلك رغبة مكروهة في الاختيال ولو باختلاس شعلة المميزين.
ببساطة؛ الثناء يعطي لمن يستحقه وبتجرد من المصلحة.
ربما هي مثالية مفرطة, ولكنها تجعل عالمنا أنقى,.
ولذلك يسعدني ان اذكر عبدالعزيز المشري دائما بكل خير توسمته فيه,.
هو رجل استطيع ان اقول عنه انه ولد بطاقات إبداعية متميزة له روح طفل عاشق لوطنه، وعينا فنان، وقلم نابض يتقمص تلك المشاعر التي تنساب مع قطرات الحبر فيكون لها لون نجيع الروح ونكهته، ومذاق حليب معيز الجبال الصافي.
وهو فوق ذلك من القلة الذين ركزوا على الانتاج لا حبا في فرصة الاختيال السانحة في الفرص,, بل بتدفق انفعال وتعبير عفوي ذاتي متميّزا بزخم شعوري وحس انتماء عميق الى منابع طفولته، وسم انتاجه بخصوصية واضحة باندفاع وزخم وثراء تلقائي عفوي يمتاح من ينبوع ذاتي الإبداع وشديد الخصوصية ضمن إطار الإقليمي.
من هنا جاء ما يكتبه نابضا بحرارة الشعور الصادق واللغة الجذرية ويحمل خاصية الحيوية الزمنية محتفظا بنكهة خبز التنور الجبلي وعبقه ساعة خروجه من وهج الجمر الناضج.
أتراني اصف ما كتبه بأكثر مما هو فيه؟ لا أظن,.
بل أرى في أدب عبدالعزيز شيئا لا أجده في الغالبية المتناحرة يؤهله ان يختاره إكليل الإبداع من بين الآلاف اللاهثين وراء حلم البريق.
ولا أعرف عبدالعزيز شخصيا,, ولكني اعرفه جدا من حروفه وقصصه ورواياته, هو الذي عرفني على نكهة الخطو فوق حصى القرى العسيرية واقتحام مجاهل حصون جباله الجنوبية وتأمل همس الزهور في الآنية.
عبدالعزيز,.
ذات يوم كلمتني لتقول: شكرا على ما كتبت عني,,
وأقول: لا تحتاج الى كلمة من أي منا لتتأكد ان إبداعك متميز وان لزهورك وحصونك الجبلية عالما ذا عبق خاص,, إبداعك سيظل يؤكد تميزه,, وتأكد ان الزهور في غرفة المستشفى وأوراق كتبك وقلوب قرائك تهمس داعية لك بالشفاء وتدفق نبع الإبداع الجميل.
(كُتبت هذه المقالة قبل أن يختار الله المبدع عبدالعزيز البشري الى جانبه يوم أمس الاول).
رحم الله مبدعنا وتغمده في جنانه وألهم ذويه وعشاق أدبه الصبر والسلوان.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved