رحيل الروائي والقاص عبدالعزيز مشري خسارة تعيدنا الى وطن الألم,, فمن أي باب ندخل الى رثائك,,؟! ومن أي ذكر عطر نقول للقارئ عن امجادك التي خلفتها,,؟!
أنت مشري هذا الزمان,, أنت عطاؤه ولغته,, فمن أين لنا العزاء عنك,, ومن لنا بإنسان يعشق الأدب ويقيم للذائقة وجودها,.
النص بلا لذة بعدك,, فأنت من كتب القصة والرواية,, وأنت من تبدد عمره في فضاء الكلمات لتبحث لنا في تلويحاتك عن لغة جديدة.
كنت في أوج حزنك، وألمك، وصراعك المرير مع المرض تعلم اللغة أصول الصبر,,, فكان الفرح جواداً حروناً يأبى مفارقتك أو الابتعاد عنك,, علّمته يا مشري كيف يمدُّ عنقه الطويل فوق قامات الحزن,.
(لك الله) أيها الراحل عنا في هالات الطيبة والعذوبة والبوح الجميل,, (لك الله) يا مجد اللغة الشفيفة,, من أين لنا ب(تلويحة) جديدة بعدك,,,؟! كيف يتسنى لنا ألفة فراغ غيابك,, أنت من كان يمطر ذواتنا برذاذ الكلمات التي تصنع لنا اللذة، والمتعة وتعلمنا كيف نقف على الاشياء مسلحين بالمعرفة، ومزودين بالطوباوية اللازمة لفك هذا اللبس الذي يحيط عالمنا.
غيابك يا عبدالعزيز من يعوضه,, أهو نص لنبحث عن بديل له,, أم رواية نتمُّ قراءتها,, أم تراه كتاب الحزن الذي فرغت من قراءته أخيراً لتجعله جدلاً خاصاً بنا وهيبة تورثنا إياها.
رحمك الله,, وعوضنا خيراً بفقدك,, فأنت أهلٌ لأن تُرثى,,, وحريٌّ بنا الحزن عليك,.
تركت لنا الغياب,, وخلّفت في عالمنا مشهد المقولة الكأداء,, تلك التي تجسد فداحة هذه المصيبة التي حلت بنا,, وبعد هذا الغياب من أين لنا العزاء، ففقدك به من الألم ما يكفينا لكننا سنحاول جاهدين ان نتخلق بخلقك ونصبر على هذه المصيبة,, أنت من علّمتنا الصبر، فهل ترانا نقوى على هذا الفقد، والغياب لرجل مثلك.
رحمك الله يا مشري,, وعطّر ذكراك بما يليق بصادق ونقي مثلك,, وبحجم السراة وأجا وسلمى, ندعو لك بالرحمة والمغفرة,.
|
