الموت حق هكذا نقول دائما,, غالبا لا نقول ذلك ببساطة بل مصحوبة بغصة حزن وألم والموت راحة هكذا نعزي أنفسنا دائما,, ومع السمي كذا يناديني دائما عبدالعزيز مشري ماذا يكون الموت,, إنه فصل من رواية ليس أخيراً ولكن متجدد,,, يموت عبدالعزيز مشري,, ونتقبل هذا الخبر بحزن وألم,, نحزن كثيرا ونعزي انفسنا عندما نقول الموت راحة ,, لن نكابر ونقول هكذا مات فجأة لأننا نعلم أن موت الفجأة غير مدون في سيرته ومكاشفاته فكان السيف وكان الوردة,, كان حقا الوردة التي تزداد روعة وتوهجا حتى وأوراقها التي تتساقط تباعا أمام أعيننا,, نعلم أنه يرحمه الله يكره أن نتحدث عن مرضه,, لذا فمن المؤكد أنه أيضاً يرحمه الله يكره أن نتحدث عن موته,, صدقوني أخجل من نفسي عندما أقول إنه مات,, الموت يقطن في داخلنا دائما قد يكون متواريا أحيانا وقد يعلنه بعضنا بجرأة يرفضها عبدالعزيز مشري يرحمه الله إن من يتوقف عن القراءة يعلن موته,, إن من يتوقف عن الكتابة وقد عُرف كاتبا فهو يعلن موته,,, ماذا عن عبدالعزيز مشري,, هو رحمه الله لم يتوقف عن القراءة والمتابعة والكتابة حتى عندما بدأ نمل الغياب يدب في أطراف أصابع قدميه متجها إلى قلبه النابض في زمن ليس بالقصير,, كان يقرأ ويكتب ويتابع,, ويحيا,, كان يرفض الموت,.
ويرفض من يخنع للموت حتى لو كان جزءا عزيزا من جسده يتخلص منه ويستمر يحيا بالقراءة والكتابة,, حتى وبعد أن استطاع نمل الغياب السيطرة على كامل جسده,, سنقرؤه,, وسنقرأ له,, وسنقرأ عنه,,إليك أيها الصديق العزيز السمي أطيب تحية حيا وميتا,.
ونرجو من الله العلي القدير أن يمن عليك برحمته ورضوانه بقدر الحب الذي يستوطن قلوب أصدقائك ومحبيك وأن يلهم والديك وجميع الأصدقاء والأهل ونحن معهم الصبر والسلوان .
|