مهما اثبت بعض الفنانين قدرة مؤقتة في تلحين اغانيهم الا ان الامر لا يستمر طويلاً اذ يعود هؤلاء المطربون للبحث عن ملحنين والحان جديدة,, هذا البحث والعودة للملحنين دليل قاطع على ان التلحين فن وإبداع وموهبة مستقلة لا يمكن ان يتصف بها غير من يستحقها,, ولهذا فالكثير الكثير من الاصوات المعروفة عربياً وعلى قمة هرم الاغنية القديمة والوسط والحديثة لم يتطرقوا يوماً لتلحين اغانيهم بل يسعون جاهدين للحصول على اللحن الجيد,, وهنا نتمكن الحقيقة او السر,, فالملحن يتعامل مع المطرب من خارج دائرة صوته وقدراته الادائية ويتعرف على ابعاد ذلك الصوت وطبقاته وبذلك يقوم ببناء اللحن مطابقاً لتلك القدرات,, وبشكل مدروس اضافة لوضع القاعدة او التوزيع الموسيقي لها,, بينما ان المطرب يتعامل مع صوته بشكل عاطفي وشبه تقريبي لما يراه ملامساً لإحساسه الخاص,, وفي حدود ضيقة,, مقارنة مع ما يتمتع به الملحن المتخصص من مرجعية لحنية كبيرة يستمدها من تجاربه وخبراته مع مختلف الاصوات.
|