| مقـالات
نشرت الصحف يوم 25/1/1421ه تصريح صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي بثته وكالة الانباء السعودية، ومضمونه تكليف سموه مجالس المناطق القيام بعمل دراسات شاملة لوضع استراتيجية تهدف إلى تطوير الواقع المعيشي العام لجميع المواطنين في جميع مناطق المملكة وذلك في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والزراعية والإسكانية وغيرها من مجالات البناء والتطور وجاء في الخبر ان سموه وجه تعميماً إلى جميع امراء المناطق يحثهم فيه على سرعة الانتهاء من هذه الدراسات على اساس من الاستقصاء لحقائق مسيرة التنمية في هذه المناطق وعوامل تعزيزها، والعمل على معرفة كل ما من شأنه تلبية احتياجات المواطنين .
وتكليف سموه لمجالس المناطق بهذه المهمة يلقي مسؤولية على مجالس المناطق، ذلك أن نظام هذه المجالس نصّ على أن يكون العضو مقيماً في منطقته، وذلك يعني أنه لديه الدراية بماتحتاج إليه عن قرب، حيث يعيش حياة الناس هناك، ويعرف الواقع المعيشي العام.
وهذه المهمة طُلب أن تكون مبنية على دراسات شاملة وان تقوم هذه الدراسات على الاستقصاء للحقائق مما يعني أن يتحرك أعضاء المجالس إلى خارج المدن الكبيرة للوقوف على الحقائق ولايكتفوا بالحصول على المعلومات في قاعدة المنطقة، فليس راءٍ كمن سمع، وليس الشاهد للواقع كمن تلقى معلومات من مدير فرع الوزارة هناك وإن كان عضواً في مجلس المنطقة بحكم عمله.
إن هذه المهمة للمجالس نصَّت على الخدمات العامة على وجه الخصوص من صحة وتعليم وزراعة وإسكان ومواصلات وهاتف وكهرباء، والمؤمل أن تستجيب مجالس المناطق لهذا التكليف فيقدم كل مجلس تقريراً مفصلاً عن كل خدمة بما وفرته للمواطن ومواضع النقص واقتراح الحلول.
إذا خرج أعضاء المجلس إلى القرى والأرياف وقفوا على حقيقة توافر الهاتف في منزل المواطن وفي المستشفى، وهل الطريق الذي سلكوه كان سهلاً ام يحتاج إلى نوعية معينة من السيارات؟ وهل المستوصف او المستشفى قائم بالحاجة ام يحتاج لدعم بالطاقات البشرية والتجهيزات والدواء؟ وعرفوا إن كانت المحاصيل الزراعية يسهل تسويقها ام تذبل بسبب عدم وجود الطريق المناسب، ورأوا بأم اعينهم المساكن وحكموا ان كانت مناسبة ام يحتاج المواطن الى الحصول على قروض من الصندوق العقاري اكثر من حاجة المدن الكبيرة.
وبعد ذلك يستطيعون ان يقرروا إن كان اكتمال الخدمات في القرى يقلل من النزوح للمدن الكبيرة فيحل بذلك موضوع كثافة طلب الخدمات في المدن الكبيرة، ويمكن أن يقترحوا ما يسهل ذلك كأن يطلبوا إنشاء ثانوية مهنية أو كلية معينة تيسر على أبناء المنطقة الحصول على فرص عمل، وقد يرون عدم مناسبة مشروع وحاجة مكان آخر إليه.
إن امام مجالس المناطق مهمة كبيرة، ومسؤولية انيطت بأعناقهم فالامر لايتعلق بأمر يسير بل بتطوير الواقع المعيشي العام فهم الاقرب لذلك،وهم المطالبون بأن يقوّموا عمل كل جهاز خدمات وتوافر الخدمات، ليس داخل المدن الكبيرة بل وفي القرى والارياف، وبخاصة تلك البعيدة أو التي لايسهل الوصول إليها إلا بما يقرب من شق الانفس.
حفظ الله بلادنا ووفقها لكل خير، وأدام علينا نعمة الامن والايمان ووفق كل مسؤول لما اسند إليه من خدمة للوطن والمواطن.
للتواصل ص,ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012692
|
|
|
|
|