أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 7th May,2000العدد:10083الطبعةالاولـيالأحد 3 ,صفر 1421

العالم اليوم

أضواء
الكاتيوشا تعيد خلط الأوراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر
حوار الكاتيوشا وغارات الطائرات سيكون البديل الذي سيحكم العلاقات بين لبنان واسرائيل.
إسرائيل ارادت إحراج لبنان وسوريا معاً بإعلانها عزمها على الانسحاب من جنوب لبنان، وبدأت بحملة إعلامية ودبلوماسية تسبق عملية الانسحاب لتخدع العالم بأنها تقف مع القانون الدولي، وأنها تسعى الى تنفيذ القرار الدولي 425، والحقيقة أن اسرائيل نجحت في إقناع الكثيرين بأنها تقوم بعمل جيد، فحتى الدول الكبرى خُدعت بالمسعى الاسرائيلي, فبالاضافة الى امريكا التي تعتبر كل أفعال اسرائيل جيدة، وجدت فرنسا وبريطانيا، بل وحتى الأمم المتحدة أن العمل الاسرائيلي وقيامها بسحب قواتها من جنوب لبنان عملٌ يستحق المساندة والمساعدة, ولم تسأل تلك الدول ولا الأمم المتحدة، كيف يتم الانسحاب دون تنسيق مع الطرف المعني,,,؟!!
وإن كانت الحجج الاسرائيلية بأن لبنان يرفض التفاوض مع اسرائيل، فهناك لجنة الهدنة,, أو أن يكون عن طريق طرف ثالث ، وفرنسا مؤهلة اكثر من غيرها للقيام بهذا الدور، شرط ألا يكون الدور مقصوراً على نقل شروط اسرائيل,, فالقرار 425 ينص على انسحاب غير مشروط.
وبعد معرفة كيفية الانسحاب,, وهل هو انسحاب حقيقي، أم إعادة انتشار لقوات الاحتلال الاسرائيلي، يُطرح السؤال الأهم، وهو هل تخرج اسرائيل من كل الاراضي التي تحتلها، أم تحتفظ بأراضٍ لأسباب أمنية أو اقتصادية,, او طمعاً في مغانم لا تريد ان تضيعها، كاعتزامها الاحتفاظ بمزارع شبعا,,؟!!
هذان السؤالان وغيرهما من الأسئلة الكثيرة تركتها اسرائيل بزعمها أنها تريد من وراء ذلك إحراج لبنان وسوريا معاً والضغط عليهما ليقبلا شروطها للتفاوض معها على سلام الاستسلام مثلما تفعل الآن مع الفلسطينيين,,,؟!!
وما أرادته اسرائيل وتخوّف منه الكثير من اللبنانيين والمحللين العرب، ظهرت الصور الأخرى له يوم الخميس وفجر الجمعة، فقد أثبتت المواجهة التي حصلت بين المقاومة الاسلامية والقوات الاسرائيلية أن الصواريخ لا يمكن ان تمنع عبورها إقامة مناطق أمنية,,, او مناطق عازلة,, كما أن غارات الطائرات المقاتلة لا يمكن أن تتوقف بعد انسحاب القوات المحتلة.
ولهذا فإن ماحصل يوم الخميس وفجر الجمعة هو الصورة التي ستكون عليه العلاقة التفاوضية بين لبنان واسرائيل قبل انسحاب القوات المحتلة من جنوب لبنان وبعد الانسحاب.
والتفاوض بصواريخ الكاتيوشا والطائرات الأف15 ونظيراتها من المقاتلات الاسرائيلية ستكون الصفة الطاغية طوال هذا الصيف، وهو تفاوض لن يقود الى نتيجة إلا للطرف الذي سيصمد أكثر ، مع ان الوضع لن يكون في صالح اسرائيل طويلاً، فالمجتمع الدولي يسمح بتواصل العدوان الاسرائيلي على البنى التحتية اللبنانية، ولا الاسرائيليون قادرون على تحمل ضربات الكاتيوشا حتى وإن تسقط ضحايا, وهكذا فان أحداث الخميس والجمعة ورغم الخسائر المادية التي تكبدها لبنان بحرمانه من الكهرباء، إلا أن الكرة أعيدت بمهارة الى الملعب الاسرائيلي الذي ظهر فشل مخططات حكومتها بإحراج لبنان وسوريا،وما عليها إن أرادت الخروج من هذا المأزق سوى التسليم بما أقر في مدريد وهو إعادة الارض لأصحابها للتمتع بالأمن والسلام.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved