| تحقيقات
*تحقيق : أحمد العلي - نايف البشري
يولي سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز عناية خاصة بقضية السعودة فله كل المواقف الدالة على ذلك، كما يولي سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز اهتماما منقطع النظير في دفع عملية السعودة في كثير من المواقع بمنطقة مكة المكرمة ومن أهم تلك المواقع التي تستوعب أكبر عدد من الأيدي العاملة من الشباب السعودي حلقة الخضار والفواكه بجدة، وهي من أكبر حلقات الخضار بالمملكة,, إن لم تكن هي الأكبر.
ومع بدء تطبيق نظام السعودة في الحلقة من1/1/1421ه، لم نر خلال جولتنا أي تغيير يطرأ فالحلقة تعج بغير السعوديين فالبائع أجنبي والمشتري أجنبي والذين يساومون الدلال غير سعوديين أيضاً,,, فأين الشاب السعودي؟!!
الجزيرة سلطت الضوء على هذا الموضوع الحيوي الهام من خلال الجولة التي قامت بها على بعض الشباب السعودي الموجودين وهم لا يتجاوزون إن بالغت 10%
لماذا؟! هذا هو السؤال الذي كانت تبحث عنه "الجزيرة" من خلال لقاءاتها مع بعض السعوديين الذين يعملون هناك.
في البداية: يقول البائع الشاب
عبدالله الغامدي أعمل هنا منذ فترة لدى عامل غير سعودي براتب شهري ولمدة 12 ساعة يومياً.
* ولماذا لم تدخل برأس مالك وتشتغل؟
جربت ولكني فشلت وخسرت كل رأس مالي، وذلك بسبب تكاتف العمال غير السعوديين والعمل على ممارستهم الغش ولذلك يبيعون بأقل الأسعار مما يؤثر تأثيرا مباشرا علينا فنظطر البيع بخسارة.
* وكم يعطيك العامل الهندي؟!
أتقاضى بين (1200) إلى (1500) ريال.
مقابل 12ساعة عمل.
* وأين دور اللجنة المختصة في متابعة الوضع هنا في الحلقة؟
عندما تأتي اللجنة، العامل يختفي عن الأنظار ويبقى السعودي في الصورة كديكور.
12ساعة عمل
ومن ناحية أخرى تحدث "للجزيرة" حضيض هليل الفهمي قائلاً أعمل هنا منذ حوالي الشهرين وأعمل لدى سعودي يعمل لحسابه الخاص، حوالي (12) ساعة براتب (2000)ريال.
*هل تجدون مضايقات من الأخوة الأجانب غير السعوديين؟
المشكلة في السعودي نفسه فهو الذي نجد منه المضايقة.
*كيف؟!!
الأمر بسيط، فعندما يأتي الزبون السعودي ليشتري بعض الفواكه والخضروات ويجد السعودي في محل وغير السعودي في البسطة المجاورة، يذهب ويشتري من غير السعودي.
* وما هوالسبب.
الله أعلم,, لكن قد يكون إحراجا له.
* هل كل السعوديين
لا، طبعاً ليس كلهم بل بعضهم.
*لكن، ماذا يشكل لك شراء الزبون السعودي من عندك؟!
طبعاً يعطيني دفعة قوية جداً إلى الاستمرار في العمل ويشجعني على بذل المزيد في مثل هذه الأعمال.
أضف إلى ذلك أنه يعطيني يقينا كاملا ويزيد من عزيمتي في هذه الأعمال والتي قد يتعايب منها بعض الشباب.
*وبالنسبة للأسعار هل تأثرت من دخول وبدء تفعيل القرار القاضي بسعودة حلقة الخضار؟!
لا,, ما رأيت أي زيادة أو نقص، لكن الأهم أنه يفسح المجال أمام السعودي أكثر.
*إذن، بالنسبة للبسطة التي أمامك، أرى القائمين عليها جميعهم من الأخوة غير السعوديين!!
هذه كلها تابعة للأجانب ومستحيل تكون للسعوديين,.
* وما هو السبب؟!
لأن الأجنبي هو القائم بتأجير مثل هذه المواقع والبسطات، فمن الطبيعي أن يؤجر لأجنبي مثله.
* وكيف يتم ذلك؟!!
الشركة المتعهدة بالحلقة وعملية توزيع وتأجير البسطات، والشركة وضعت عمال أجانب مسؤولين عن تأجير البسطات, نفهم من كلامك أن الشركة المتعهدة بالحلقة لها دور كبير في عملية تكدس العمالة الأجنبية، وقيامهم بعملية البيع هنا.
الوحيد في السوق
وخلال جولتنا داخل أروقة الحلقة التقينا المواطن حمد الحربي أحد ملاك البسطات ويكاد يكون الوحيد الذي رأيناه هناك يقوم بنفسه بالإشراف على بسطته من بين جميع تلك البسطات.
* سألناه، كم لك تعمل هنا؟!
والله تقريباً من 1/1/1421ه.
* وكيف استطعت الحصول عليها؟!
بعد بدء عملية السعودة، لتفعيل القرار هنا بالحلقة.
* وهل واجهتك مشكلات؟!
والحمد لله ليس هناك مضايقات.
* هل تعتقد أن الشباب السعودي قادر على العمل هنا في الحلقة؟!
نعم الشاب السعودي قادر للعمل هنا وهو أحق بالعمل من غيره.
* طيب يا أخي حمد، لماذا جميع البسطات التي بجانبك لغير السعوديين؟!
يمكن لأنه يدفع مبلغا للإيجار أكثر من غيره، وذلك بطريقة نظامية.
يقول بعض الشباب أنه يعمل هنا براتب شهري، فما هو رأيك؟!
هذا صحيح، وهم كثر، فبعض من الأجانب في هذه البسطات تحت كفالة صاحب الثلاجة، ويعمل السعودي لديه للتغطية عنه إذا جاءت اللجنة مقابل راتب شهري، لكن أحب أن أقول لك أن الشاب السعودي قادم وقادم بقوة للعمل هنا، ولكن المسألة مسألة وقت.
للأجانب فقط
ومن جانبه يقول منصور الجهني أعمل هنا منذ أربعة أشهر، ويعمل في مكان غير رسمي.
*لماذا لا تأخذ بسطة وتستأجرها!!
لم أجد بسطة أستأجرها مهنتي للأجانب فقط لأنهم يدفعون أكثر.
* هل تجدون مضايقة من غير السعوديين الذين يعملون معكم هنا؟!
والله نجد مضايقة كبيرة منهم، ومن البلدية كذلك.
* لماذا لا تفتح بسطة تعمل لحسابك؟!
لأنني أخسر.
* كيف؟!
الأجنبي يأتي ويشتري البضاعة مثلاً الكرتون ب 15 ريال، ويأتي ببضاعة كاسدة ويخلطها مع الصالحة ويبيعها ب8 ريال، والشاب السعودي لا يرضى بهذا العمل المحرم بل يشتري الكرتون ويبيعه كما هو بمكسب ريالين أوثلاثة ريالات فقط.
ولما يعمل الأجنبي هذه الحركة يضرب بضاعتي وأخسرها.
ويضيف علي الزهراني أعمل هنا من 5 أشهر من قبل إصدار القرار وبعد تنفيذه ولم أر أي تحسن، لأن فيه أناس يقبلون بيع ضمائرهم مقابل 30 أو 50 ريال للتستر على الأجنبي عندما تأتي اللجنة.
* وهل تجد مضايقة في عملك هنا؟!
نعم أجد مضايقة فالسعودي غير مرغوب فيه، فالدلال لا يعطيني البضاعة بنفس السعرالذي يأخذها به الأجنبي إن لم يكن أكثر.
فأنا يعطيني ب 15 ريال وهو 15 ريال ولكن يرجع في المكتب ويراجعه ب 10 أو 11 ريال فعندما يبيع هو ب12 ريال كسبان وأنا خسران.
* وأين البلدية؟!
والله ما شفت البلدية إلا واقفة على السعوديين، تمر داخل الحلقة فتغمض عينا على الأجنبي، وتفتح الثانية على السعودي وبعضهم ليس لديهم إقامات أصلاً.
* أين الجوازات؟!
الجوازات تأتي هنا، وتأخذ اثنين أو ثلاثة، واليوم الثاني أجده يشتغل بجانبي.
* وعن نسبة تطبيق عملية السعودة!!
يقول أمين المحمادي، العملية ممتازة,, لو تنفذت 100%، لكنها لم تطبق إلا 20% أكثرهم يعملون برواتب لدى بعض العمال الأجانب.
ويقول محمد الزهراني أعمل هنا منذ ثلاثة أشهر، ولكن أجد مضايقات من قبل الأجانب,, أقول إن المشكلة انعدام الثقة بين السعوديين أنفسهم، فقضية الشللية الموجودة بين الأجانب، لا نجد في مقابلها وجودا عند الشباب السعوديين.
فالدلال يحامي الأجنبي عن السعودي ويخفض له بالسعر، ولا يعامل السعودي بالمثل.
يسيطر عليها الأجانب
ويقول رده الحارثي أنه يعمل في حلقة الخضار بجده منذ تسعة عشر عاماً,, وخلال هذه السنوات الطويلة لا تزال الحلقة يسيطر عليها العمالة الأجنبية وبنسبة تزيد على 95% الباكستانية والمصرية واليمنية,, واضاف الحارثي بأن هذه العمالة الوافدة ومن خلال عملهم اليومي يجنون شهرياً أكثر من ثلاثين مليون ريال تذهب لخارج البلاد بينما لا يتجاوز دخل السعوديين مليون ريال وهذا دليل واضح على أن هناك تلاعب وتستر وأياد خفية تقف وراء هؤلاء العمالة وتحاول محاربة الشباب السعودي من العمل في الحلقة والذي أثبت نجاحه يوما بعد يوم,, ووجه الحارثي في حديثه للجزيرة ومن وسط حلقة خضار جده اتهامه للدلالين في حلقة الخضار بالمحاباه والوقوف بجانب العمالة الأجنبية ودعمها مادياً ومعنوياً وفي وضح النهار مشيراً أن هناك مايقارب العشرين دلالاً سعودياً والبعض منهم متستر ويعمل لديه عشرات الأجانب بينما هناك عدد كبير من الدلالين ليس لديهم رخص مزاولة الدلالة, وقال الحارثي أيضاً أن الدلالين لديهم عدد كبير من البسطات داخل الحلقة وليسوا في حاجة إليها,, حيث أن الأجانب يريدون العمل من داخل هذه البسطات ويجنون من خلالها الآلاف شهرياً والتي تذهب وللأسف خارج الحدود والمصيبة الكبرى أن الشباب السعودي يعمل لدى هؤلاء البنغالية بأجر شهري لا يتجاوز الفي ريال وهذا مقابل أن يكون السعودي في واجهة البسطة وكأنها للسعوديين بينما هي للعامل الأجنبي.
نريد القليل
ويقاطعنا محمد المزيني والذي تحدث بصوت عال ويقول لقد سلبنا الأجانب حقوقنا نحن لا نريد أكثر من أن نكتسب قوتنا اليومي فقط لا نريد سوى بسطة واحدة نحن لا نحلم بالدلاله ولا نحلم أن نكون من كبار التجار.
* ويضيف المزيني أن هناك تعاونا واضحا بين الدلالين والعمالة الأجنبية لمحاربة السعودي والدليل على ذلك عندما طلبت شراء عدد من كراتين الخس والكرنب من أحد الدلالين السعوديين قال لي أن الكمية قد انتهت منذ الصباح وفي هذه اللحظات أتى أحد العمال الأجانب وطلب نفس الطلب فإذا بالدلال يعطيه وبسعر منخفض ولما احتججت على هذا الأسلوب وهذه المعاملة رد علي بقوله (أنا حر في بيعي), ويتساءل المزيني قائلاً من المسؤول عن مثل هؤلاء الذين يبيعون ضمائرهم للأجانب,,, نترك الإجابة للجنة السعودة التي نتعشم منها خيراً في إحلال السعودة وفي القريب العاجل.
مكاسب خيالية
من جانبه يقول صالح الزهراني أن العمالة في الحلقة دخلهم مرتفع جداً وخيالي واعتقد أن أي عامل في الحلقة سوف يكون متوسط دخله شهرياً ستة آلاف ريال.
ودلل الزهراني أن هناك في السوق أحد البنغالية يعرف باسم (موسى) وهذ يقوم يومياً بصرف ما يقارب المليون ريال للعملاء والكل في الحلقة يعرفه ولديه عدد من رجال الحماية (البودي قارد) ولديه آخر موديل من السيارات وعدد من الجوالات,, وغيره الكثير الكثير نحن نعرف عمالة بنغالية وباكستانية وعربية دخلها الشهري يفوق الخمسين ألف ريال ولديهم سيارات آخر موديل والبعض منهم ساكن في فله إيجارها سنوياً 80 ألف ريال أيضاً هناك عدد من الأجانب مستأجرين ثلاجات أجارها السنوي فوق مليون ريال,,, اذاً كم الأرباح التي يجنيها هؤلاء واين تذهب , ومن المسؤول عن هذه المهزلة التي أبطالها من الأجانب ومخرجها سعودي.
ابدؤوا من المكاتب
* أما نهار الثعلبي فيقول نحن نطلب من المسؤولين ومن اللجنة الخاصة بالسعودة داخل الحلقة بأن يبدؤوا السعودة من داخل المكاتب أولاً لأن بها العشرات ولأننا نذهب ونطالب ونراجع الدلالين فلا يقابلنا سوى العمالة الأجنبية والنتيجة معروفة؟؟!!
نطالب أيضاً بتغيير اللجنة كل شهرين لأنه للأسف بمرور اللجنة على الحلقة يتعرفون عليهم, ويتصدون لهم ولكنهم يستأجرون سعوديا لكي يغطي عليهم!!
* من جانبه يقول علي الغامدي أن هناك من تجرأ من الأجانب ووضع جواله الخاص على كراتين الفواكه والمنتوجات الوطنية وذلك للاستفسار وطلب أي كمية,, وهذا مخالف للتعليمات.
ويضيف الغامدي قائلاً أن المشكلة ليست في العمالة الموجودة داخل السوق فقط بل في تجار الجملة, فأكثرهم أجانب وأخطبوطات كبيرة ووراءهم أسماء سعودية تقوم بحمايتهم وتشجيعهم مقابل مبالغ زهيدة جداً.
* ويقول صالح الغامدي أنه يعمل في الحلقة منذ ثمانية أعوام ولديه خبرة في السوق مشيراً أن الشباب السعودي الذي يبحث عن العمل يصطدم بوجود العمالة الأجنبية التي تسيطر على السوق مشيراً إلى أن الحلقة بحاجة إلى حوالي 200 شاب سعودي دخلهم الشهري لا يقل عن سبعة آلاف ريال, واضاف الغامدي أن السعودي في الماضي كان يطالب بأرباح كبيرة أما الأن فلا يطلب سوى القليل وبإمكان السعودي العمل طوال الأربع وعشرين ساعة وسوف تكون لديه الخبرة الكافية فالعمال الأجانب أتوا إلى هنا وهم لا يملكون أي خبرات وانما مع الوقت اصبحوا من كبار التجار ومن كبار الدلالين ودخلم الشهري يتجاوز عشرة آلاف ريال.
هل هناك تمديد
* هذا وفي نهاية الجولة التقت الجزيرة الشيخ عصمت أبو زناده شيخ الحلقة والذي اشاد في بداية حديثه بدور الإعلام في المساهمة بطرح قضايا السعودة التي هي حديث الساعة وقال ان جهوده تكمن في ايجاد فرص عمل للشباب داخل الحلقة والوقوف بجانب السعودي ودلل على ذلك بقوله أنه قد ساعد الكثير من الشباب في إيجاد بسطات لهم للبيع من خلالها, وحول سؤال عن مدى التستر من قبل السعوديين لعمال أجانب أجاب بقوله:
* لا أعرف عن هذا شيئا وإن وجد فأعتقد أن ذلك بحاجة الى عقاب رادع له ليكون عبرة لغيره وعن انتهاء الفترة المحددة لسعودة سوق جده اشار ابوزناده أن هناك مهلة جديدة وهي ثلاثة أشهر وسوف نرى إن شاء الله في القريب العاجل سعودة لكامل السوق وأسواق المملكة بشكل عام.
|
|
|
|
|