| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
يقال : ان طبيبا شعبيا اشتهر قديما بين الناس بمهارته في علاج أي مرض! مع ملاحظة ان كلمة أي مرض هذه كبيرة شوي !! المهم كان له ابن صغير يرافقه دائما ويتعلم منه هذه المهنة المريحة وفي احدى المرات عالج شخصا مهما في قومه وأخذ أجرته وذهب, وبعد يوم أو يومين جاءه أبناء المريض وهم غاضبون لأن حالة والدهم انتكست وزاد مرضه بعد العلاج! فذهب هذا الطبيب لزيارة المريض وبرفقته ابنه كالعادة, ولما رأى المريض بحالة سيئة,, أعمل فكره وحاول إيجاد حيلة كعادته للحفاظ على سمعته الطبية المزيفة والخروج من الورطة فقال فورا: الحالة تدل على ان المريض أكل رمانا والرمان في حالته مضر جدا ! وفعلا أخبروه انه أكل رمانا اليوم, هنا تنصل من المسؤولية وأرجعها الى أكل الرمان؟ ولما خرج من عندهم سأله ابنه كالعادة ليستفيد في مثل هذه المواقف كيف عرفت انه أكل رمانا؟
فقال الأب: عندما دخلت عليه رأيت بعض حب الرمان حول فراشه فتوقعت ذلك!
فعندما كبر الولد وأخذ يمارس الدجل مثل والده مر بمثل هذا الموقف فلما ذهب الى مريضة في البادية أخذ يلتفت يمينا وشمالا حول فراشه فلفت انتباهه وجود بعض من أعواد التبن حوله فقال على الفور: أكيد ان المريض اكل تبناً!!
طبعا هذه نكتة ولكن ما يحدث في الواقع هو ضرب من الخيال وقريب من النكتة! فمن يصدق أن أحد هؤلاء الدجالين يسمع بالجلسات الكهربائية الطبية للعلاج فأتى بمحول كهربائي لكي يتمكن من التحكم بقوة الفولت حسب حاجة المريض لديه!؟
وآخر يمارس دجله على أحد المرضى النفسيين ويبهدله بحجة ان فيه جنياً ولابد من اخراجه وبعد ان امتص مال ذويه وضيع وقتهم هدرا دون أي تحسن انسلخ من الموضوع بحيلة شيطانية حيث ادعى انه لا يستطيع عمل شيء لأن الجني مات بداخل ابنهم!!
فأقسم بالله ان مثل تلك المهازل وأكثر تحدث بيننا حقيقة.
هذه عينة لمعظم المشتغلين بهذا المجال والمتلاعبين بصحة الناس وأموالهم مستقلين ظروف المريض وبحثه عن الشفاء ومعظمنا للأسف اجبرته الظروف على زيارة أحدهم رغم عدم اقتناعه ولكن البحث عن العافية يلغي بعض قناعاتنا ويجبرنا على تناسيها.
صالح عبدالله العريني البدائع
|
|
|
|
|