| محليــات
مساء الأحد الماضي 25 محرم تابعت برنامج المقهى الثقافي بالقناة الأولى للتلفزيون السعودي، حيث حاور مقدم البرنامج الاستاذ حمود السكران والجمهور مثقفَين معروفين في الساحة السعودية، الاستاذين حمد القاضي رئيس تحرير المجلة العربية وعبدالرحمن العليق نائب رئيس اللجنة العليا للرياض عاصمة الثقافة العربية، ودار الحوار حول برامج هذه المناسبة المميزة, وضمن ذلك طرح السؤال عن مدى حضور الثقافة السعودية والمثقفين السعوديين خارج المملكة خاصة في الساحة العربية.
ابتدأ الاستاذ حمد القاضي بضرورة ربط المحافظة على التراث بمتطلبات عصر العولمة لكي لا يصبح هناك انفصام بين الفكرة والتطبيق مما يؤثر في نجاحنا في المحافظة على التراث.
يبدو هذا الرأي وكأنه محاولة مستحيلة لجمع النقيضين في معادلة واحدة ولكنهما في الحقيقة جذران أساسيان في أي محاولة للمحافظة على الأصالة دون التضحية بالتوجه المستقبلي وهو جوهري ايضا بين معطيات خط التنمية وبرغبة التطور ومواكبة العصر ومتطلباته ومكتشفاته المتسارعة.
وتكلم الاستاذ العليق عن البرامج القائمة بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية وعن المعنى الأعمق لفكرة عواصم الثقافة، مشيرا الى تعاضد جميع المؤسسات ومشيدا بدور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في دعم وتشجيع الحضور الثقافي للمملكة متذكرا تفاني سمو الامير فيصل بن فهد رحمه الله، وما قدمه من خدمات جليلة للثقافة والمثقفين.
اتفق معه، ومع الاستاذ القاضي ان منجزنا المحلي يستحق ان يعرف بصورة أفضل وأوسع سواء جاء فكرا او إبداعا، ولكن الصورة في الخارج عن المثقفين السعوديين تقصر عن استيعاب الانجاز الموجود,, بل هي اقرب الى السلبية وفي أحسن حال تأتي بصورة رد فعل يستغرب اكتشاف المثقف المفكر والمؤلف والمبدع بيننا.
فعلا المثقفون من الجنسين موجودون بحقيقة أكبر وأجمل من الصورة التي يؤطرنا فيها الآخرون ولكن حضورنا في الخارج محدود, وهناك من ممارساتنا ما يساهم في تحجيم معرفة الآخرين بقدرات وانجازات مثقفنا المحلي، من ذلك ان الذين يشاركون في الملتقيات الأدبية والثقافية والتخصصية تختارهم عادة المؤسسات من بين منسوبيها مما يسبب تكرار الوجوه التي تمثلنا في الخارج، وكذلك بعض المؤسسات الصحافية وهي الساحة الأولى لنشر الإبداعات الأدبية واطروحات الرأي الثقافي تمنع من يكتب عندها من الكتابة للصحافة العربية في الخارج مما يحجم ظهور المثقف المحلي خارج الحدود، بالاضافة مازالت هناك تخوفات من المشاركة خارج الحدود دون ضوابط تخوفا من عدم مراعاة التعقل فيما يذكر عن احوال الساحة الداخلية والإفراط في النقد وتجاهل الإيجابيات وقد انتجت مثل هذه التجاوزات اللاناضجة تحسسا مفهوما, ومع هذا فإن السياسة الإعلامية تبارك النشاطات الثقافية الموزونة التي تدعم بها المؤسسات الثقافية الانجاز المتميز وتشجع حضوره, ومنها نشاطات مهرجان الجنادرية وبرامج الرعاية العامة لرئاسة الشباب وللاخيرة الشكر على ريادة دعم وإظهار إنجاز الجنسين.
|
|
|
|
|