أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 7th May,2000العدد:10083الطبعةالاولـيالأحد 3 ,صفر 1421

محليــات

مستعجل
عندما يكون الزوج,, وفياً,,!
عبدالرحمن بن سعد السماري
** تحدثنا كثيراً عن مشاكل بعض الأزواج مع زوجاتهم وقلنا,, إن بعض الأزواج,, أو ربما أكثرهم مع الأسف,, هم من صنف قليلي الوفاء,, أو قليلي الالتزام بآداب العشرة والحياة الزوجية المثلى.
** وقلنا أيضا,, إن بعض الأزواج لا يعرف بيته وزوجته إلا عند الأكل والنوم,, فقد حوَّل منزله إلى فندق فقط.
** وإن بعضهم ايضاً,, يرتب جدولاً يومياً له مع عمله والشلة والاستراحات والمخيمات والكشتات,, ولكنه لا يضع في الجدول شيئاً لزوجته وأولاده.
** وهنا بالطبع,, لن أتكلم عن هؤلاء الأزواج قليلي الوفاء,, ولا عن أولئك الذين يتسدحون في المخيمات والاستراحات,, وكل وقته صَن,, باطَت,, اخبِص حتى يطلع الفجر.
** ولا عن الأزواج الذين ينتظرون قرب يوم الأربعاء,, حتى يزرق المخيم الفلاني أو الدول الفلانية,, لكني هنا,, سأتكلم عن صنف آخر من الازواج,, وهم الأزواج الاوفياء,.
** أمامي هنا,, مثالان حيان,, الأول: لشخص يعمل في القطاع العسكري,, بذل من أجل زوجته,, الشيء الكثير,, ولأن دخوله بسيطة,, فقد صرف كل ما يملك من أجل علاج زوجته المريضة,, بل واستدان واستدان حتى باع فلته التي يسكنها هو واولاده,, وتحول الى مستأجر من أجل ان يوفر لزوجته العلاج الطبي.
** لقد تنقل بها من مستشفى لآخر,, وبحث عن سعادتها وعما يريحها في هذا المستشفى أو ذاك,, وعمل كل ما في وسعه من أجل ان تشفى زوجته,, وظهر على بساط الفقر من أجل شيء اسمه أم العيال ,, فهو لم يتركها لحظة,, ولم يرمها على المتخرصين أو الأطباء الشعبيين,, بل بحث عن أفضل علاج,, وخسر خلال ثلاث سنوات مبالغ طائلة جداً.
** هذا مثال حي أمامي,, أما المثال الثاني,, فهو لزميل عزيز أعرفه,, دخوله الشهرية عالية,, ومع ذلك,, فهي لم تكف لعلاج زوجته التي تنقل بها بين مستشفى الى آخر حتى وصل بها الى المستشفيات الأهلية,, التي لا تعرف إلا الفواتير,, فلو زارها في ليلة واحدة طبيب او طبيبان,, لسجل عليه خمسمائة ريال زيارات أطباء حتى أثقل هذا الزميل بالفواتير والمبالغ الطائلة,, التي جاءت على كل دخوله.
** ورغم ان دخله الشهري كما أسلفت جيد,, ولا مشكلة مالية لديه,, إلا انه اضطر للاستلاف والاستدانة,, من أجل علاج ام عياله في مستشفيات أهلية لا ترحم,, بل إنني,, اكتشفت ان بطاقات الائتمان لديه,, كلها مثقلة بمبالغ خيالية,, وهذا وفاء منه لزوجته ام عياله.
** لقد رأيت هذا الصديق يترك مكتبه وعمله أكثر من مرة رغم انه قيادي من أجل أن يكون بجانب زوجته المريضة,, وتحول الى إنسان مثقل بالديون من أجل علاج زوجته.
** هذان مثالان حيان لأزواج أوفياء,, لم يتركوا زوجاتهم في المرض,, ولم يقل لها أحدهما اذهبي مع السائق للمستوصف أو ابلعي حبتين بندول بل عمل بكل أمانة وتجرد وإخلاص,, وسخر لها ما يملك وما لا يملك,, من أجل علاجها,, ومن أجل راحتها النفسية.
** إنه الوفاء,, ونحن بالطبع,, لا نستغرب الوفاء من أبناء هذا البلد,, لأنه منبع الوفاء.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved