| الثقافية
هناك من يرى السوريالية لا تحب شيئا أفضل من السماح للعقل ان يثب فوق الحواجز التي تقيمها التناقصات ومع هذه الخاطرة التي تراقصت امامي وأنا أجهز أوراقي وقلمي لكتابة هذا المقال وتذكرت اني ألزمت نفسي بالعودة الى القاصة قماشة العليان من خلال روايتها (عيون على المساء) التي ما ان انتهيت من قراءتها حتى وصلتني أعمال روائية اخرى (شرق الوادي) للدكتور تركي الحمد ورواية (الفردوس اليباب) للكاتبة ليلى الجهني ورواية (دفء الليالي الشاتية) للدكتور عبدالله بن صالح العريني.
انه زمن الرواية العربية السعودية بعد ان تجاوزنا زمن القصة القصيرة وزمن الشعر, انما الوقوف على هذه النصوص الروائية يمنحنا المجال الخاص الذي نبحث عنه نجد ليلى الجهني تُركِض بطلتها داخل جدة المدينة بعد ان مسحت معالم الشخصيات الاخرى فكان لزاما علينا ان نرسم مسارين الاول يكتب عليه جدة/ والثاني صبا/ أما الدكتور تركي الحمد نراه في اسفار البدء والرحيل يبحث عن يقين جاء اولا في سميح الذاهل وفي جابر من خلال مخطوط الجد وقد يكون اليقين هو قرار ترك العمل لمواصلة الهرب,!
اما دفء الليالي الشاتية فذكرتني ببعض الاعمال التي تهرب الى الخارج لتمنح شخوصها حرية اكبر كماجاء في بعض اعمال سميرة خاشقجي (سميرة بنت الجزيرة العربية) ولكن كان الدكتور عبدالله العريني يحمل هما دراسيا فرضه على عبدالمحسن وزوجته امل نسي فيه وطنه ولو لم ينته السلم الدراسي لما فكر في الوطن,,؟
ونقف مع الاستاذة قماشة العليان نراها في (عيون على السماء) تمنح هدى مكاناً فسيحاً تتنقل عبره رغم وجود جابر المعاق زمن الرواية لا يعنيني انما تعدد ازواج هدى وموت جابر اعطى القارىء انطباعاً بان هدى شخصية غير سوية رغم حرص الكاتبة على رسمها مكسورة الجناح (,,,).
لقد تزامن تصفحي لهذه الروايات الاربع قريبا عبر اربعة اشهر عيون على السماء وشرق الوادي في الطائف اما دفء الليالي الشتائية والفردوس اليباب في الرياض داخل احد منتزهات طريق الثمامة, هذا لا يهم انما من خلال هذه الاعمال والاعمال الاخرى غازي القصيبي/ علي الدميني/ عبده خال/ رجاء عالم,, واسماء اخرى توزعت على خارطة الوطن هل وصلنا زمن الرواية واذا كنا فعلا وصلنا فأين نحن من هذا الزمن الذي نعيش احداثه صامتين ومتى يتنبه الباحث والناقد عندنا من سباته ليرى هذه الاستحداثات التي أراها بوعي المرحلة اخترقت حاجز الصوت وهنا اتصور فجيعتنا وانا اكتشف الدارسين والنقاد عندنا لايعرفون القراءة كما ان عاهة الصممم مصيبتهم التي ابتلوا بها.
لقد تعرضت العناصر الاساسية للتحول الاجتماعي لتحليلات ومناقشات معمقة في كتابات عديدة لم تؤثر في وعينا الأدبي اذ مازلنا في ركاب الآخر من سقط المتاع انما كأدباء نقاوم هذه الصورة الهزيلة التي ورطنا فيها المنجز النقدي الحديث الذي تفرد بان صلاحيته قصيرة!!.
وبإيجاز يمكننا القول ان كلا من وجهات النظر تمسك بجوانب مهمة في الأدبية العالمية انما سيصبح فهمنا فقيرا اذا لم نقف على منجزنا الأدبي بوعي الحاضر الذي ينتمي لواقع مؤثر في الساحة الأدبية والفكرية العالمية.
|
|
|
|
|