| الثقافية
قال علي بن عبدالله صوفان يرثي الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمهم الله:
زار دمع العين أكناف المحاجر وتحرّى الحزن منا كل صابر ورمانا بهموم هيّجث صاغرا أشجانها منا وكابر سلب النوم فصرنا سُهّدا وتفرقنا فما تلقى مناظر وأتى الكرب سريعا نحونا وتذكرنا لهول لايغادر ولكم انهت حبيبا حاذقا ولبيبا كان من أهل البصائر إن فقدنا صلة من فيصل وصفاء ووفاء ومفاخر أوبكيناه بدمع ودم فلم والكلُّ فيما صار صاير نسأل الله يرينا رحمة في ثرى فيصلنا ذاك المثابر |
قلت:
احسن هذا الشاعر الحديث عن فقد هذا المليك، اذ انتظم ابياته السابقة شعور فياض حزين .
لم يشأ هذا الشاعر الغريب ، وهو العالم النابه ان يغفل صحبته لهذا القائد الهمام، ولامعرفته به ولا نظراته الايمانية التي يحملها وإنما أحكم التوازن بين مكانته العلمية وحزنه العميق، فأتى شعوره بالألم، واحساسه باليقين متكاملين محكمين، تراه يقول:
زار دمع العين اكناف المحاجر وتحرّى الحزن منا كل صابر |
ليحقق صورتين شعريتين ظاهرتين:
دمع العين وقد انسكب في دموع ثقيلة ليباشر الحجر فيبله بالماء الساخن ذي الرونق والتتابع، حتى اذ غصّ بشجنه وشرق بدموعه ظن ذاك الحزن عملا ماديا يتربص بذوي البصائر ويتحراهم، ليندفع بعد ذلك قوله، ويتسق فكره نحو تأملات ايمانية اخرى توازي شعوره العلمي الذي يصدر عنه.
فلك هذه النظرات، وتلك الرؤى الشعرية الصادقة الحزينة.
|
|
|
|
|