أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 7th May,2000العدد:10083الطبعةالاولـيالأحد 3 ,صفر 1421

مقـالات

شدو
ليليان ,, !
د, فارس الغزي
لا إخالك الا وقد اعتراك إحساس بأن ثمة خطأ طباعياً بعنوان مقالتي تلك في الحقيقة، ليس هناك من خطأ، فهذا العنوان عبارة عن الاسم الاول لضيفة بريطانية الجنسية تعيش بين أوساطنا في مدينة الرياض.
انها ضيفة تعمل كممرضة بمستشفى حكومي رائد بخدماته الطبية والبحثية.
لا جديد في ذلك حتى الآن, ولكن هناك جديد فيما يلي!: ليليان (تشتغل ببلاش!)، يعني متبرعة في وقتها وجهدها لخدمة مرضى المستشفى الآنف الذكر, سمعت عن قصتها من صديق يعمل هناك كطبيب والذي اقترح عليّ التنويه بتلك السيدة تقديرا لما تقدمه من جهد وتضحية, في الحقيقة وفي اول الامر، كنت مترددا في تصديق (مثال راق ومتحضر كهذا)، ولذا اشترطت على صديقي ان اقابل (ليليان) شخصيا,, وهكذا كان: حيث ذهبت الى المستشفى وطلبت مقابلة السيدة المذكورة، ومن ثم تقدمت اليها معرفا باسمي ومفصحا لها عن قصدي ورغبتي بالتحدث اليها بهذا الشأن, في بادىء الامر، أشاحت ليليان بوجهها (تواضعا) والحياء يبدو على محياها، رافضة رفضا قاطعا اجراء اي حوار بخصوص ما تعمله من عمل، وعذرها آنذاك ان ما تقوم به من جهد (مجاني) واجب لا يستحق التنويه, لحظتها لم أتفاجأ بموقف (ليليان) المتمثل برفضها التحدث عن اي شيء يخص تبرعها،وهو تمنعُّ لم اجد له سببا سوى التواضع كما قلت خصوصا انها لحظتها كانت محاطة بالعديد من زميلاتها الأقل تجربة وممارسة حياتية, بمعنى آخر:إضافة إلى تواضعها، فقد خيل لي انها برفضها كانت بالأحرى (تخاطب) زميلاتها المتحلقات حولها وتضرب لهن مثلا يحتذى، خصوصا انهن لم يدخرن وسعا لثنيها عن قرارها المتمثل في رفضها التحدث عن عملها, اخيرا، (ترعوي) ليليان وتبدأ بسرد قصة (قصتها) التي أختزلها لكم كالتالي:,, أنا من أب بريطاني الجنسية، وأم فرنسية, درست التمريض في الغرب وأتيت الى هذه البلاد الطيبة عام 1975، وهي السنة التي افتتح فيها المستشفى عملت هنا حتى عام 1990 ومن ثم تقاعدت عن العمل لكبر سني, لم اطق مغادرة تلك البلاد الكريمة حيث إنني احببتها من كل قلبي، ولذا تقدمت بطلب السماح لي بالعمل كمتبرعة، وهكذا كان، فأنا اعمل هنا كمتبرعة منذ عام 19990,, ومع ذلك فما أعمله ليس بذي شأن,, أرجوك,, أرجوك لا تجعله يبدو وكأنه جهد خارق للعادة ,تنتهي قصة (ليليان) لتبدأ تساؤلاتي التي سوف اقصرها على سؤالين فقط, اولا: لماذا نحجم، ونحن الاولى دنيا ودينا، عن التبرع والتطوع بأوقاتنا (المهدرة) وجهودنا المبعثرة؟ ثانيا: اليس في قصة (ليليان) مصداقا للمبدأ العظيم القائل: انكم لن تسعوا الناس باموالكم، فسعوهم بأخلاقكم؟ ,ختاما، ومن باب مبدأ قولوا للمحسن احسنت ,, أقول:
thank you, Lillian, For all you have been doing.
* للتواصل: ص, ب 4206 رمز 11491 الرياض .

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved