أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 7th May,2000العدد:10083الطبعةالاولـيالأحد 3 ,صفر 1421

مقـالات

نوافذ
التاريخ
أميمة الخميس
يذكر في بعض المصادر التاريخية بأنه كان لسيف الدولة الحمداني عراف يرافقه في غزواته وسفراته، بل انه كان يقدم له الكثير من الرأي والمشورة!! وجميعنا نعرف قصة الخليفة المعتصم عندما اراد فتح مدينة عمورية والاستجابة لنداء المرأة المسلمة، حذره العرافون والمنجمون، من الغزو وان النجوم لم تسمح بذلك!! وعلى الرغم من انه لم يستجب لتحذيراتهم ومضى ليفتح مدينة عمورية ذلك الفتح الذي الهم ابا تمام قصيدته الشهيرة التي مطلعها:


السيف اصدق انباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب

الاان هذا لا يمنعنا من معرفة وجود العرافين في بلاط الخليفة المعتصم وجودا مرتاحا ومعترفا به الى الدرجة التي تجعلهم يطلقون النبوءة اثر الاخرى!! ونحن هنا من خلال الكتابات والروايات التي نقرأها في كتب التاريخ لابد ان نقع على الكثير من القصص والروايات التي تتناقض مع الرداء الذي يحكيه البعض للتاريخ من خلال اخضاعه لمثالية مطلقة غير قابلة للمراجعة او السؤال، وجميعنا نعرف بأن التاريخ هو رواية المنتصر وسيظل كذلك طالما جعلناه يخرج عن مناهج القياس الموضوعية والتي تخضع الحقيقة التايخية للمقاييس العلمية والمنهجية الصارمة التي تقبل من البشر تعدديتهم واختلافهم وتناقضاتهم فما هم الا بشر!!
ولو اردنا ان نغربل التاريخ بالغربال الخلقي لوجب علينا ان نسقط المتنبي وهو اهم شاعر في ضمير الامة العربية فان لم يكن بسبب تسوله الدائم من بلاط الخلفاء والامراء فلانه ابرز الكثير من العنصرية الفجة في هجائه لكافور الاخشيدي :


واسود مشفرة نصفه
يقال له يا بدر الدجى

او لربما التفتنا الى ابي نواس في الكثير من اشعاره المتجاوزة، وبشار بن برد الذي كثيرا ما تصمه الكتب التاريخية بالمروق والزندقة، ولن اسرد هنا البقية الباقية ممن تكتنز بهم الجعبة التاريخية، ولكن ما اود ان اصل اليه:
ا التاريخ لانه ماض فهذا لا يعني انه يرتقي الى درجات الكمال المطلق، فما هو الا تاريخ بشر خطائين ومصيبين في بعض الحالات.
2 واخضاع الفنون والآداب للمقياس النقدي الخلقي يلغي الكثير من التجارب الفنية المهمة بعيدا عن سجلها العدلي والسلوكي وبما اننا لن نستطيع جعل جميع شعراء التاريخ ان يكتبوا لنا تعهدات خطية بحسن السيرة والسلوك فلنتقبلهم كما هم!!
ولعل قصيدة بعنوان مناقشة وردت في ديوان الشاعر الاستاذ عبدالله الحميد السفر في ذاكرة الوطن تعكس بعض من هذه الاجواء:
وضعوا كراسي الفذلكه
وتهيئوا للمعركه
ملعثما ما اربكه
وتلت مناقشة الاثير لكل ما قد سبكه
جعلته لجنتها نثارا,, مستفيض الفكفكه

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved