| شرفات
لا يهبط القمر على الارض في سيري لانكا، الناس هناك يعتقدون انهم يتسلقون اليه على ظهور الفيلة ويقطعون في خلال ساعات قصيرة حوالي الف كيلو متر يحدث هذا خلال شهر اغسطس هذه المناسبة تحدث سنويا وهي على شكل كرنفال فريد من نوعه يخرج فيه الناس من زمنهم كما يقول كبير زعمائهم يرقص الشباب ويطلقون الصيحات التي تكرم الرجل الذي قال لهم (كونوا كالعشب واملأوا الكون بالهدوء والصخب) وهم لذلك يعتقدون انه سيأتي يوم، تختفي فيه الذئاب من الكون ويبدأ زمن الطيور وعادة ما يتألف موكب الاحتفال من ثمانين فيلا محملة بالقماش النفيس تحيط بها مجموعة من الموسيقيين والراقصين والمنشدين وجملة السياط والرايات والمشاعل ويوجب الموكب في انحاء المدن في سيري لانكا.
وتجدر الاشارة الى ان هذه الاحتفالات قديمة وتعود هذه الاحتفالات الى عهد الملك (كيرتي سري) في القرن الثامن عشر ومنذ ذلك الحين تعرف (سيري لانكا) ولمدة 150 ساعة الغناء المتواصل ورش الزهور ثم يبادر المشاركون بعد ذلك الى اكتشاف انفسهم من خلال التحديق بمياه البحيرة الصافية التي يطلق عليها بعضهم اسم (جوهرة آسيا).
وتعتبر الليلة السادسة، الاهم في موكب (دالاداما ماليتعو) وهو اسم المكان الذي يحتفل فيه والذي يضم اثمن شيء في الجزيرة وهي عبارة عن ضرس لزعيمهم وضع داخل صندوق خاص على شكل زهرة لوتس وهذا الصندوق السابع في سلسلة سبعة صناديق مملوءة بالاحجار الكريمة، لذلك يقع الاخيتار على كبير الفيلة كي يتولى حمله وادخاله الى احدى غرف المكان المخصص للاحتفال حيث يزينه رئيس القوم، ويغطيه بمعطف محاك من الخيوط الذهبية والفضية ويجري تلبيس نابيه بالنحاس وقوائمه بالخلاخيل المعدنية.
حكاية الفيل
والتركيز على الفيلة بالذات يعود الى تلك الاسطورة التي تقول: ان الملكة مايا حملت بزعيمهم وهي تمتطي الفيل الصغير مما دفع الشعب الى الاعتقاد بأن هذا الحيوان يرمز الى النعمة والى المعرفة في هذا العالم المتحرك والزائل.
لذلك يخلعون عليه الذهب والمخمل والحرير قبل حلول الليالي الست اذ يتولى نقل التماثيل الصغيرة والقديمة الى ساحة معينة كي يشاهدها الناس وفي الليلة الاولى يهبط الفيل الكبير سلم مكان الاحتفال فيما يشعر الناس ان ساعة الصعود الى القمة دنت وهو يسير على ارض مفروشة بالسجاد.
اما الاطار الهندسي للموكب فيتم على الشكل التالي: فيل وحيد يتقدم يمتطيه الرئيس يحمل عصا فضية وتلحق به مجموعة من الفيلة الملكية فيما ترتفع اصوات الطبول بايقاعات مختلفة ومن ثم يتقدم حملة الاعلام الذين يمثلون مختلف القطاعات برموزها المعروفة: اللوتس، الببغاء الدب، النمر، الانسان، العصفور، ثم الفيل الاخير الذي يحمل الضرس.
بعد ذلك يظهر حملة المشاعل على صوت المزامير والابواق والصنوج، وتبلغ حماسة الناس اشدها على انغام الموسيقى وتنشأ لديهم حالات مثيرة يبلورها صمت شامل ثم صخب في ايقاع تبادلي ووسط كل هذا يتقدم الفيل الكبير وعلى ظهره (الهودج) الذي تسطع حجارته الكريمة تحت اشعة القمر.
والواقع ان الفيلة تظهر تفهما كاملا للموقف، فهي تسير بشكل ايقاعي من دون ان تحرك سوى قوائمها اما الرأس فيخفض امام الرمز الذي ينحني امامه سكان الجزيرة بأكملهم,وحارس الفرس هو الذي يختتم كرنفال الليالي الست محاطا بالخدم وذلك باعادة الضرس الى مكانه سالما ويتم كشفه كل مساء امام الناس الذين ترتفع شهقاتهم وهم يشاهدون هذه القطعة العظيمة التي وصلت الى سيري لانكا في القرن الرابع, وتقول احدى الاساطير ان اميرة خبأت الضرس في جديلتها وحملته معها من مدينة (كالنجا) في الهند بأمر من احد الامراء.
وقد تطوع الكثيرون لبناء مقر يستقر فيه الضرس الذي ظل يدور هكذا داخل سيلان حوالي قرنين حتى تم اخيرا نقله الى مدينة (كاندي) ورأي اهلها ان الضرس طرد البؤس من مدينتهم، لذلك قرروا تتويجه ملكا عليهم منذ القرن السادس عشر معتبرين ان فقدانه يعني دماء الجزيرة بأسرها,يذكر ان تكاليف المهرجان تبلغ حوالي مليون جنيه استرليني واحيانا تفوق هذا المبلغ بكثير وتعتبر الليالي الست من اجمل الايام في الجزيرة.
|
|
|
|
|