| الريـاضيـة
تناولت الصحافة الرياضية باسهاب موضوع اختيارات اللجنة الاولمبية العربية السعودية لنجوم الرياضة السعودية خلال القرن الماضي، وتساءل بعضها عن اسباب صغر حجم قائمة الاختيار المتضمنة خمس شخصيات قيادية، بينما تحدث البعض الآخر عن اغفال اسماء رياضية رائدة لا يمكن تجاهلها، وتسابقت غيرة هذه الاقلام وحبها الصادق لوطنها في التطرق الى رموز الرياضة السعودية ضمن قوائم تمثل التاريخ العريق بكل اشجانه وانجازاته، وهذه الرموز بالتأكيد اكبر من ان تحصى جميعها في قوائم او مقالات محدودة.
بداية عبر هذه السطور لا اتحدث فقط من موقعي الجديد كمستشار إعلامي للجنة الاولمبية العربية السعودية لعدم تواجدي وقتئذ بالقرب من هذه الاختيارات، بل ايضا كزميل قلم وصحفي رياضي منذ اكثر من ربع قرن من الزمن لا أزال ادعي السعادة والاستمتاع بالمقولة المرحة في الخمسين,, زهر البساتين! ,, ولا يمكن من هذا المنبر المزدوج ان اجد حرجا في التحدث صراحة بمنطق المصلحة العامة، واضم قلمي اولا الى زملاء مقام صاحب الجلالة الصحافة باحترام الرموز الرياضية الوطنية وحقها الدائم في الاشادة والتكريم، فالتاريخ الحقيقي اساطير ورموز ولعلني اضيف مبينا ان الاختيارات بصفة عامة تتطلب مقاييس تاريخية وفنية خاصة، ومقترحا ضرورة الارتكاز الى الاستبيان العام في مثل هذه الحالات بأخذ آراء الجهات المختصة والشخصيات التاريخية والخبراء الكبار ورجال الإعلام الرياضي.
وفي المقابل لابد من الاقتراب ايضا من اللجنة الاولمبية السعودية ومعرفة قصة هذه الاختيارات وكيفية صدورها، وبداية الحكاية ان اللجنة الاولمبية الدولية طلبت من جميع اللجان الاولمبية الوطنية للدول الاعضاء بمناسبة مرور المائة عام الماضية بترشيح اسماء اشهر خمسة من القادة الرياضيين بالاضافة الى ابرز خمسة رياضيين على المستوى الوطني، الى جانب خمسة من افضل القادة الرياضيين وخمسة من اشهر الرياضيين على المستوى الدولي، لنشر هذه الترشيحات في الاصدار الخاص لمجلة Olympic Review الرسمية لشهري ديسمبر 1999 يناير 2000م، والحق يقال ان اللجنة الاولمبية السعودية حددت لائحة طويلة من الشخصيات القيادية ومن الرياضيين المتميزين واضطرت جاهدة لاختيار الأعداد الخمسة المطلوبة فقط للمستويين الوطني والدولي التزاما بما طلبته اللجنة الاولمبية الدولية، وليست هناك حاجة للتنويه بأن الاسماء التي تم اختيارها ونشرت في مجلة اللجنة الاولمبية الدولية لا يمكن ان يختلف عليها احد من دون ان يقلل هذا الاختيار من الاسماء الكبيرة الاخرى التي تضمنتها اللائحة الاساسية وفي مقدمتها شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد والاستاذ عبدالله المنيعي والاستاذ عبدالرحمن التونسي وغيرهم، ولعل هذا التوضيح يجعلني اضم صوتي الى جانب هذا الحب الحقيقي الذي تحمله اللجنة الاولمبية العربية السعودية لرجالها وابنائها الرياضيين في اي زمان وفي كل مكان.
هذه وجهة نظر شخصية تحمل اولا الاعجاب الكبير باللجنة الاولمبية العربية السعودية هذا الصرح الرائد الذي يعمل مخلصا في صمت بقيادة ربان سفينة الآمال الشبابية والانجازات الرياضية الامير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل والى جانبهما شخصيات مرموقة ذات تاريخ طويل في خدمة الرياضة والرياضيين في هذا البلد المعطاء تستحق الشكر والتقدير,, كما تحمل ثانيا الاحترام الدائم لرجال الإعلام والصحافة ودورهم المخلص في المتابعة والنقد والتوعية.
الظاهرة الصحية ان نشعر بالغيرة على وطننا الغالي ورجاله الاوفياء، والامانة الإعلامية تقتضي ان نستفسر في تساؤلاتنا، فالصحافة وان كانت مهنة البحث عن المتاعب فهي في الأساس مهنة السعي وراء الحقيقة الخالصة,, ان محبة الوطن تجمع المخلصين وان تحاوروا حول النيات الصافية والاجتهادات الصادقة,, وكل حوار قرن ونحن جميعا بخير.
المربع المثير!
اقتربت الاثارة من قمة ذروتها وهي تصل المرحلة ما قبل الاخيرة للمربع الذهبي الممتع لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين حيث تستضيف عروس البحر الاحمر في ربوعها الساحرة لقاءي الحسم بين الاتحاد والنصر وبين الاهلي والشباب، وأحد اجمل ما في الكرة السعودية ان الفرق لم تعد تخشى اللعب خارج ارضها وبعيدا عن جماهيرها الدافئة، وهي نسبيا تكاد تكون محسومة في لغة الكرة، بل ان النصر تصنعه جهود واخلاص اللاعبين وحدهم,, فهل يؤكد الاتحاد والاهلي هذه المقولة السعيدة، أم ان النصر والشباب سينقلان الافراح من جديد الى عاصمة الثقافة العربية؟.
amffd@shaheer.net.sa
|
|
|
|
|