| ندوة
نظمت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مؤخرا وبالتعاون مع وكالة الفضاء الفرنسية بالرياض ندوة تقنية الأقمار الاصطناعية وتطبيقاتها والتي رعاها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح إن حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تولي الشأن العلمي والتقني أهمية خاصة وتعوّل عليه في دعم برامج التنمية التي تنفذها مشيرا الى ان مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التي يرأس خادم الحرمين الشريفين هيئتها العليا ما هي إلا ثمرة من ثمار هذا الاهتمام الذي نجده اليوم من برامج علمية وتقنية.
وأوضح سموه ان هذه الندوة تمس مكانا علميا وتقنيا بالغ التطور معربا عن تطلعه إلى ان يتم الاستفادة من تطبيقاتها في مختلف أوجه الحياة في المملكة ومبينا ان الدخول في مجال نقل تقنيات وتطوير واستثمار الأقمار الاصطناعية سيترتب عليه معطيات علمية واقتصادية واجتماعية تعزز مكاسب التنمية.
من جانبه أعرب معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور صالح بن عبدالرحمن العذل عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على رعايته لهذه الندوة وقال: ان رعاية سموه لهذه المناسبة تعكس اهتمام ولاة الأمر بدعم البحث العلمي والنشاط التقني منوها بالدعم المتواصل الذي تلقاه المدينة من قبل القيادة في المملكة والحرص الكبير على مواكبتها الدول المتقدمة في مجال البحث العلمي والتقني.
وبدوره نوّه السفير الفرنسي لدى المملكة برنار بوليتي برعاية الأمير سلطان لهذه المناسبة وبمبادرته الكريمة في اتاحة الفرصة أمام تنظيم هذه التظاهرة وابراز الكفاءة والتكنولوجيا السعودية الفرنسية، وأشاد بالعلاقات السعودية الفرنسية معربا عن أمله في أن يتم تعزيز هذه العلاقات وتفعيلها لما فيه مصلحة البلدين.
أهداف الندوة
وتهدف الندوة الى ابراز البحوث والنشاطات العلمية في المجالات المتعلقة بالتقنيات المختلفة للأقمار الاصطناعية والتطبيقات المختلفة في مجالات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية واستعراض أبرز ما تم التوصل اليه في هذه المجالات.
المحاور الرئيسية
تركزت ندوة تقنية الأقمار الاصطناعية وتطبيقاتها على ثلاثة محاور رئيسية هي التقنية وتشمل تقنية الأقمار الاصطناعية الصغيرة ووسائل الدفع والاطلاق ونظم الاستشعار عن بعد ومعالجة الصور الفضائية ونظم الليزر وموضع الطب عن بعد والتقنيات الدقيقة والمحور الثاني التطبيقات ويأتي في مقدمتها استكشاف الموارد الطبيعية والبيئة والتخطيط العمراني والزراعة والرادار والدراسات تحت السطحية والاتصالات والمحور الثالث المنتديات أو حلقات النقاش المفتوحة.
المعرض
وقد افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز المعرض المصاحب للندوة والذي شاركت فيه عدد من الجهات من المملكة وفرنسا.
وقدمت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من خلال الجناح الخاص بها في المعرض عرضا على الحاسب الآلي عن مشروع تعقب المركبات الفضائية كما قدمت صورا فضائية تعكس تطبيقات الاستشعار عن بعد بالاضافة الى دراسات ومشاريع نفذت من خلال معهد بحوث الفضاء وعرض على الحاسب عن أرشيف الصور الفضائية على الانترنت ولوحات تعريفية عن الأقمار الاصطناعية ومميزاتها وقامت بعرض صور عالية الدقة عبر الأقمار الاصطناعية للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وشاركت في المعرض جهات أخرى كالادارة العامة للمساحة العسكرية التي قدمت صورا لمدينة الرياض وخرائط مجسمة للمملكة والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض التي قامت بعرض صور للرياض القديمة بجوار الصور الحديثة للرياض، فيما قدمت شركة الدليل لنظم المعلومات ضمن عروضها مستكشف جدة ومستكشف الرياض وهما عبارة عن خرائط رقمية موضح فيها جميع الخدمات والمعلومات المهمة لكل مدينة بشكل واضح ومحدد وعرضت شركة الالكترونيات المتقدمة نماذج لمنتجاتها في مجال تصنيع الالكترونيات الدقيقة الخاصة بالطائرات والدبابات.
كما شاركت في المعرض عدد من الشركات مثل شركة عطا الله للنظم وهي شركة مختصة ببرامج وتطبيقات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية ووكلاء لشركة ايرداس الأمريكية المعروفة في مجال الفضاء، ومجموعة عذيب وهي تملك عدة شركات منها شركات متخصصة في مجال الاتصالات والشبكات، وشركة بعد لشبكات الاتصالات وهي إحدى الشركات ذات الخبرة الطويلة في انشاء وتشغيل الشبكات وأنظمة الاتصالات، وشركة المعمر لأنظمة المعلومات وهم مختصون بأنظمة المعلومات وبشكل خاص نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد ووكلاء لشركات عالمية في هذا المجال، وشركة انترجراف وهي شركة أمريكية مختصة بنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.
وبالنسبة للجانب الفرنسي شاركت مجموعة من أكبر الجهات في فرنسا خبرة في هذا المجال مثل وكالة الفضاء الفرنسية وهي مالكة للعديد من الأقمار الاصطناعية، حيث قامت بعرض لمنتجاتها ودراساتها في مجال الفضاء والمركز القومي الفرنسي للأبحاث العلمية ومكتب البحوث الجغرافية والمعدنية الفرنسي BRGM وعرضوا نماذج لبعض التطبيقات الجيولوجية وشركة سبوت ايماج وهي شركة فرنسية معروفة في مجال الفضاء ومجموعة تطوير الأقمار الاصطناعية GDTA التي عرضت من خلال الجناح المشاركة فيه نماذج لنظم المعلومات الجغرافية وتطبيقات الاستشعار عن بعد وشركة ايورو ايماج Euro Image التي قدمت عرضا لتطبيق وتوزيع الصور الفضائية وشركة ماترا MATRA التي شاركت بعروض لعدد من أنشطتها في مجالات تقنية الاتصالات والفضاء ونظم المعلومات.
التقنيات
وقد تضمنت الندوة في مجال التقنية عدة جلسات شملت محاضرات عدة شارك فيها خبراء من المملكة وفرنسا وترأس الجلسة الأولى نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث الدكتور محمد بن ابراهيم السويل حيث ألقى نائب رئيس وكالة الفضاء الفرنسية جوسي اشاش محاضرة حول برنامج الأقمار الاصطناعية الصغيرة في وكالة الفضاء الفرنسية فيما ألقى مارك بيتشر من الوكالة نفسها محاضرة عن خط انتاج الأقمار الاصطناعية الصغيرة.
وقدم سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود المشرف على معهد بحوث الفضاء بالمدينة محاضرة عن القمر الصناعي السعودي سعودي سات ، تلا ذلك قيام الخبراء جيان فرانكوس ولامونير ومارك زوبر من محطة اريان الفضائية تقديم عرض عن خدمات اطلاق الأقمار الاصطناعية وحول اريان 5 واستجابة أوروبا لاحتياج سوق النقل الفضائي الحالي والمستقبلي.
كما قدم جان بيرير من وكالة الفضاء الفرنسية ورقة تطرق فيها لنشاط مركز تولوز الفضائي في حركة المركبات الفضائية مع التركيز على التحكم المداري لأقمار المدارات المنخفضة.
واختتمت الجلسة الأولى بعرض للأمير الدكتور تركي بن سعود تناول فيه محركات الوقود المزدوج لدفع الأقمار الاصطناعية.
وترأس الجلسة الثانية نائب رئيس وكالة الفضاء الفرنسية جوسي اشاش وقد تضمنت عدداً من المحاضرات أبرزها احتياجات السوق في مجال الفضاء ألقاها رئيس شركة سبوت الفرنسية جاكوز مويسيه بمحاضرة حول التقنيات الجديدة لمعالجة الصور في وكالة الفضاء الفرنسية قدمها ديدير ماسونية من وكالة الفضاء الفرنسية وألقى مارك بيرتشر محاضرة عن القمر الاصطناعي الفرنسي سبوت 5 والتوقعات للفترة القادمة، ومحاضرة للدكتور خالد العمار من جامعة الملك سعود تطرق فيها للاحتراق مع انعدام الجاذبية واختتمت الجلسة الثانية بمحاضرة جيان لويس من شركة انتي الفضائية تناول فيها الاختبار في البيئة الفضائية.
الجلسة الثالثة التي ترأسها رئيس شركة سبوت الفرنسية جاكوز مويسيه بدأت بعرض لجاكوز فيفر تناول فيه التقنيات الدقيقة في الفضاء بينما ألقى بيرير بيسكوند من شركة ساتيل كونسيل ورقة عمل تناول فيها هندسة اتصالات الأقمار الاصطناعية وألقى الدكتور عبدالرحمن النعيم من مستشفى الملك فيصل التخصصي محاضرة عن الطب الاتصالي في المملكة العربية السعودية بين الحاضر والمستقبل فيما ألقى الدكتور انطونيو جل من وكالة الفضاء الفرنسية محاضرة عن الطب الاتصالي بشكل عام والتطورات التي تمت في هذا المجال، وقدم جيان جاكوك عرضا تناول فيه الأبحاث الطبية في الفضاء.
التطبيقات
المحور الرئيسي الثاني للندوة كان تطبيقات الأقمار الاصطناعية، وقد عقدت في هذا المجال عدة جلسات ترأس الجلسة الأولى نائب رئيس المدينة لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالله بن أحمد الرشيد وتضمنت محاضرات حول استكشاف المياه الجوفية وطرق الاستشعار عن بعد متعددة المصادر والأزمات لموارد المياه الجوفية ألقاها كل من ديدير ريجال من شركة سبوت والدكتور جيان كوريكز من جامعة باريس فيما ألقى جيرمو دانتين من شركة فيفندي الفرنسية محاضرة حول إدارة موارد المياه ومساهمة الأقمار الاصطناعية في هذا المجال.
وقدم الدكتور محمد الدايل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية محاضرة استخدام الاستشعار عن بعد والجيوفيزياء في استكشاف المياه الجوفية بينما قدم جابريل بيرت من شركة سبوت عرضا حول الحماية وادارة الكوارث باستخدام الصور الفضائية، واختتمت الجلسة الأولى بمحاضرة لسلطان السيار من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تطرق خلالها لنظم المعلومات الجغرافية وتطبيقاتها في التخطيط العمراني.
ورأس الجلسة الثانية الدكتور عبدالملك آل الشيخ من جامعة الملك سعود، حيث تم خلال هذه الجلسة بحث عدد من الموضوعات ابرزها تطبيقات الاستشعار عن بعد في تطور تجمعات المياه والبحوث والنشاطات الوطنية في مجال الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في مجال الزراعة وصور الأقمار الاصطناعية وتقدير حالة المحاصيل ومراقبة حالة التصحّر في شرق افريقيا اضافة الى طبيعة واستخدام الأراضي والتخطيط الحضري ويشارك فيها خبراء ومتخصصون من المملكة وفرنسا.
وترأس الجلسة الثالثة الدكتور عبدالعزيز الصقير من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وقد شملت الجلسة محاضرة عن نظام جالينوس كنوع من المراقبة الرادارية قدمها برونو مونت فرونت من شركة الكاتيل للصناعات الفضائية، ومحاضرة حول تحديد المسافات بالليزر ألقاها الدكتور عطية الغامدي من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية واختتمت الجلسة الثالثة بمحاضرة للدكتور محمد طرابزوني من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تطرق فيها للتحورات السريعة في مجال الاتصالات.
ومن أبرز الموضوعات التي تم بحثها خلال الندوة مراجعة لنشاطات مركز البترول والمعادن في مجال الاستشعار عن بعد للدكتور ناصر الحميد من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وتطبيقات الاستشعار عن بعد في مجال دراسات الموارد الطبيعية والبيئية للدكتور عبدالقادر محمد السري المشرف على معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ودراسة لمدى أهمية تقنيات علم الاستشعار عن بعد بوكالة وزارة البترول والثروة المعدنية للثروة المعدنية يقدمها خالد صايب.
منتدى الاستثمار في الفضاء
وقد عقد هذا المنتدى برئاسة صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود المشرف على معهد البحوث وشارك فيه كل من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي لمجموعة عذيب وجوسي أشاش رئيس وكالة الفضاء الفرنسية واللواء حمد الصقير سكرتير لجنة التوازن الاقتصادي وجوسي مويسيه رئيس شركة سبوت ايماج ووكيل وزارة الصناعة لشؤون الصناعة صالح الحصيني وأمين عام الغرف التجارية الصناعية بالمملكة المهندس أسامة بن محمد الكردي ورئيس شركة نظم المعلومات الوطنية عبدالرحمن المازي.
وعرض الأستاذ عبدالرحمن المازي تجربته والمراحل التي مرت بها الشركة وأوضح أن شركة نظم المعلومات الوطنية كانت من أول الشركات الرائدة خارج الولايات المتحدة الأمريكية التي عملت منذ العقدين الماضيين في مجال التطبيقات الفضائية كالاستشعار عن بعد وتحليل المعلومات C.SCAN واستعرض مجال وأعمال الشركة في كل من التدريب لعدد من منسوبي الجهات الحكومية المساحة العسكرية كما بيّن ان الكثير لا يعلمون أن رجال الأعمال في المملكة من أكبر المستثمرين في مجال الفضاء في الوكالات والشركات العالمية مثل شركة ORB COM, ESA, ICS, GLOBEL STAR, RADIUM وغيرها.
أما الأستاذ أسامة الكردي فتحدث عن القطاع الخاص وتجربة الغرف الصناعية وأوضح مجالات الاستثمار لرجال الأعمال بالمملكة حيث بيّن أن الصناعة الفضائية تعتبر أحد المجالات التي تستقطب المستثمرين والعوائد المجدية للشركات السعودية في مجال بناء الأقمار الاصطناعية وأجهزة التحكم والاطلاق, وتحدث الأستاذ صالح بن عيد الحصيني عن الاقتصاد السعودي والاستثمار في المملكة، حيث أوضح أن الاقتصاد السعودي هو أكبر اقتصاديات الشرق الأوسط يليه الاقتصاد التركي ثم الايراني ثم بقية الدول الأخرى، كما بيّن المزايا التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي والذي يقع ضمن سوق كبير يصل الى 250 مليون نسمة، فبيّن حرية حركة رأس المال الاستقرار الثبات ثم أوضح ان معدل نسبة التضم خلال 15 عاما تصل الى 0,5.
كما تحدث أيضا عن دخول المملكة لمنظمة التجارة العالمية وأيضا الاتحاد الجمركي لدول مجلس التعاون الخليجي, وفي نهاية حديثه ركّز على مزايا الاستثمار في المملكة والتشريعات والضوابط فيما يخص مجالات الربح والتحكم في قضايا الاستثمار والتحويلات التجارية وغيرها وجميعها مؤشرات على قوة ومتانة الاقتصاد السعودي والشفافية التي يتمتع بها هذا الاقتصاد.
أما صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد فتحدث عن الأقمار الاصطناعية بشكل عام وأهميتها مثل أقمار الاتصالات ونقل المعلومات كما أوضح الفروقات في عمر الأقمار والمدارات التي تعمل منها وتغطية الاقمار الاصطناعية، حيث ذكر انه في الماضي كانت معظم التوجهات لتلك الأقمار الاصطناعية هي في القطاع العسكري، بل إنها كانت سرية ثم حصل تطور في هذا الجانب في مجال التطبيقات المدنية وقدم أمثلة لذلك وأخيرا رأى سموه الحاجة الى وضع بنية قوية لهذه التقنية, ثم تطرق سموه الى مجال الانترنت وخدمة الأقمار الاصطناعية، كما شكر سموه في مداخلته المسؤولين في المدينة وشكر سمو الأمير الدكتور تركي على الترتيبات واداراته للنقاش البنّاء في هذا المجال.
كما تحدث السيد مويسيه من شركة سبوت عن القطاع التجاري والتعاون الدولي في مجال مراقبة الأرض من الفضاء حيث بيّن التطور الذي مرَّ به وكذلك دخول القطاع التجاري عندما فتح المجال عام 1994م من قبل الولايات المتحدة الامريكية للشركات الأمريكية في دخول هذا المجال وأهمية إقناع المستفيدين للتطبيقات المهمة التي يقدمها الفضاء وأيضا المردود الكبير الذي يعوض الاستثمار في هذا المجال وقارن بين أمريكا وأوروبا حيث أوضح أن أوربا تجمع بين الدعم الحكومي والخاص لتطوير الأنظمة الفضائية ثم قدم نموذج شركة سبوت أيماج وبيّن أنه في البداية لم يكن هناك توازن بين الاستثمار والمردود لكن بعض مضي عامين أصبح المشروع يوفر مردودا كبيرا عوّض تكاليف التشغيل واليوم جميع تكاليف المشروع عوضت اضافة إلى تكاليف التحكم بالأقمار الاصطناعية.
أما في مجال التعاون الدولي أوضح أن شركة سبوت تدعم تطور التعاون الدولي وقدم نموذج التعاون مع المملكة في هذا المجال.
كما تحدث السيد أشاسي عن دور الاستثمار في الفضاء من قبل القطاع الحكومي مقارنة بالقطاع الخاص، حيث أوضح أن هناك برنامجين البرنامج الأمريكي حيث البنية التحتية هي القطاع الحكومي وترك القطاع الخاص للاستفادة منه, أما الآخر فهو خليط من الشراكة بين القطاع الحكومي / الخاص.
كما أوضح ممثلاً أنه في مجال الاطلاق للأقمار الاصطناعية هناك حاجة إلى الدعم الحكومي لبناء منصات الاطلاق والتجارب ثم توجيه ذلك إلى القطاع الخاص لاحقا أما في مجال الملاحة فقد رأى صعوبة في فهم كيف يمكن للقطاع الخاص الاستثمار بدون الحصول على مردود يعوض ذلك, أما في مجال الاتصالات فذكر أن هذا القطاع مهم للاستثمار والمردود كبير.
أما اللواء حمد الصقير فتحدف عن برنامج التوازن الاقتصادي وأنه بدأ قبل 15 عاماً وكان الهدف هو الاستفادة من العقود العسكرية التي توقع مع الشركات الاجنبية ومشاركة تلك الشركات مع القطاع الخاص في المملكة في تنفيذ تلك العقود مثل نقل التقنية وتشغيل الاستثمار في المجالات التي تستخدم تقنيات عالية ويتراوح الاستثمار في قيمة العقود بين (25% 30 %).
كما تطرق إلى مراجعة (14) مشروعا يصل الاستثمار فيها إلى (2,2) بليون ريال في مجالات تشمل الاتصالات الفضائية وغيرها وكذلك التنسيق الذي يقوم به البرنامج مع مختلف الجهات بالمملكة, وأخيراً تحدث عن فكرة انشاء شركة تقنية الفضاء والمراحل التي مرت بها وأوضح أن الهدف من انشائها كان لتوفير الاتصالات والمعلومات للقطاعين العسكري والمدني بشكل تجاري.
وقد تميز المنتدى بمشاركة واسعة من الحضور والمشاركين الأمر الذي يبرز أهمية الموضوع محل المناقشة وكانت التوصيات والمداخلات على النحو التالي:
1 أي استثمار هناك مخاطر تصاحبه وفي مجال الفضاء بشكل خاص وكلما كانت المخاطر كبيرة كان العائد من الاستثمار كبيرا.
2 جميع المجتمعات تحتاج إلى معلومات لذلك كان التركيز على اقناع الجمهور على استخدام المعلومات الفضائية بدلاً من الطرق التقليدية.
3 أهمية استثمار العقل والمال لتطوير هذه التقنية.
4 أهمية الاستثمار الفضائي في مجال الاستشعار عن بعد وأنه سوق في تطور مستمر والمردود يعتبر كبيرا في هذا المجال.
5 أهمية الاستثمار الفضائي في مجال الاتصال الطبي والمؤشرات المتزايدة في هذا المجال.
6 أهمية ايجاد برامج سهلة تربط جيمع تحاليل الاستشعار عن بعد مع النظم الملاحية.
7 تشكل برامج الكمبيوتر أكبر مردود مالي للمستثمرين حالياً حيث تصل إلى 14,3% كعائد استثمار.
8 الدخول في الاستثمار الفضائي يتطلب الثبات ومرونة في الاستجابة لتطورات التقنية.
9 مجالات الاستثمار في الفضاء متعددة سواء مجالات الاتصالات التطبيقات العسكرية الاتصال الطبي الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية الملاحة.
10 استغلالية الدول في مجال الاطلاق لا تشكل حالياً الحساسية كما كانت قبل (20) عاماً عندما كانت السيطرة فقط لروسيا وأمريكا، أما الآن فهناك العديد من الدول التي تقدم على أسس تجارية جميع متطلبات الاطلاق.
منتدى القاعدة الوطنية
لنظم المعلومات الجغرافية
وترأس الجلسة الدكتور عبدالله بن حسين القاضي من جامعة الملك فيصل وقد شكر رئيس المدينة على تنظيمها لهذا المنتدى ودعوتهم للمتخصصين تلا ذلك نبذة مختصرة عن الوضع الحالي لنظم المعلومات الجغرافية في المملكة والجهود المبذولة خلال العشر السنوات الماضية ومعاناة الجهات من تعدد المواصفات وتبادل المعلومات, بعد ذلك وضع رئيس الجلسة المحاور الأساسية للنقاش المتمثلة في مصادر المعلومات (الخرائط / الصور الفضائية/ قواعد البيانات) والمواصفات الموحدة وتحديث وتبادل المعلومات وتأهيل الكوادر (التعليم/ التدريب) والاستغلال التجاري.
وشارك في المنتدى كل من وكيل الوزارة المساحة للمساحة والسجل العقاري عبدالله بن محمد الشديد وقائد معهد الدراسات الجغرافية والمساحة العسكرية الدكتور عبدالعزيز بن ابراهيم العبيداء والدكتور عبدالله بن محمد القرني من كلية الهندسية بجامعة الملك سعود والدكتور فوزي سعيد كبارة من كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك فيصل وجان باريس ومايكل كانسيس من (GDTA) شركة فرنسية متخصصة بالتدريب في نظم المعلومات الجغرافية وستلفن شيفريل من BRGM (البعثة الجيولوجية الفرنسية) وفيليب ادريان من MATRA ( شركة متخصصة بالتصنيع).
ورشة العمل الخاصة بمصادر المياه
وضمن فعاليات ندوة تقنية الأقمار الاصطناعية تم تنظيم ورشة العمل الخاصة بمصادر المياه حيث أدار الجلسة الدكتور عبدالعزيز الطرباق عميد كلية الهندسية كرئيس للجلسة والدكتور محمد الدايل من مدينة الملك عبدالعزيز كمقرر للجلسة وتطرق الدكتور الطرباق لبيان التغيرات في الامدادات المائية والاحتياجات خلال العقود الماضية وأشار إلى وضع نموذج تصوري للأعوام الخمسة والعشرين القادمة وتمت مناقشة المخاطر المستقبلية التي تواجه إدارة المصادر المائية واقتراح بعض الحلول لذلك.
وبين الدكتور الطرباق ان الطلاب على المياه يمكن تقسيمه إلى ثلاثة احتياجات وهي القطاع الزراعي حيث أظهرت الدراسات أن احتياجات القطاع الزراعي تعتبر من أكبر مصادر استهلاك المياه والنوع الثاني من الاستهلاك يمثل الاحتياجات السكانية وهي في زيادة مستمرة أما النوع الثالث من الاستهلاك للمياه فيذهب إلى القطاع الصناعي حيث قدر استهلاك هذا القطاع من المياه بحوالي 550 مليون متر مكعب سنويا.
وتوقع أن يزداد الاعتماد على استخدام المياه السطحية في المستقبل القريب وكذلك سوف يزداد الطلب على المياه الجوفية المتجددة حتى 1500 مليون متر مكعب بينما سوف تنخفض المياه الجوفية غير المتجددة ولهذا فإنه لمواجهة النقص سوف يزداد الاعتماد على المصادر غير التقليدية المتمثلة بتحلية المياه وفي ضوء هذه المشكلة المتمثلة في زيادة الطلب على المياه فإن هناك ثلاثة خيارات وهي أولاً الإبقاء على الاستهلاك الحالي بوضعه القائم وهذا غير منطقي حيث أنه سوف تستنزف المياه الجوفية في غضون العشرين السنة القادمة, ثانياً التقليل من الاعتماد على المياه الجوفية غير المتجددة سوف يحسن الوضع لكن لفترة سنوات قليلة وهذا الخيار غير منطقي أيضاً,, أما الخيار الثالث وهو الأكثر منطقية هو جعل 95% من احتياجات الري تأتي من المياه الجوفية المتجددة.
وقد اختتم الدكتور الطرباق المحاضرة بعدة اقتراحات وهي خفض اعتماد القطاع الزراعي إلى الحد الأدني والاعتماد على المصادر المتجددة، اتخاذ خطوات لاعتماد أساليب ري حديثة و اعادة استخدام المياه، إعطاء الأولوية لمشاريع المياه المعالجة وزيادة الانتاج من المياه المحلاة، كما قام بالاجابة على الاسئلة المطروحة من قبل الحضور.
وكان المحاضر الثاني الدكتور زهير عبدالجبار من جامعة الملك سعود وقد تطرق في محاضرته إلى مشكلة التسربات المائية في شبكات التوزيع وضرب مدينة الرياض كمثل حيث أشار إلى أن مدينة الرياض تستهلك سنوياً ما قدره 410,000,000 متر مكعب والتي تأتي من مصدرين هما محطة الجبيل للتحلية والمصدر الثاني هومياه الآبار,وقد استعرض الدكتور زهير المواصفات العالمية والخاصة بالتسربات وقارن بتطبيقها على مدينة الرياض وبين أنه يوجد حاليا برنامج للكشف عن هذه التسربات وتحتاج إلى فترة زمنية تقدر 2,6 سنة للتحقق من التسربات بالكامل كما بين أنه في حدوث تسرب فإنه يحتاج لمدة زمنية من 1 2 يوم لكشفها ومن 7 21 يوم لاصلاح هذه التسربات وبين أن هناك برنامجا لتقليل هذه المدة لتصبح 3 أيام وذلك بزيادة الطاقم الفني المخصص لمراقبة التسربات.
وقدم المهندس عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ مدير عام الإدارة العامة لتنفيذ المشاريع بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة محاضرة بعنوان التحلية في المملكة العربية السعودية وقد استهل المحاضرة ببيان تاريخ التحلية في المملكة وأوضح أن موحد البلاد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه لاحظ في عام 1348ه الموافق 1929م ما تعانيه مدينة جدة من نقص كبير في المياه، ووجه رحمه الله بانشاء جهازين لتقطير مياه البحر أطلق عليهما فيما بعد اسم الكنداسة حيث قامت هذه الأجهزة بالمساعدة في تأمين مدينة جدة من المياه.
وفي أواخر عام 1389ه تم انشاء أولى محطات تحلية مياه البحر في مدينتي الوجه وضبا شمال غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر وفي 20/8/1394ه الموافق 6/9/1974م صدر المرسوم الملكي الكريم برقم م/ 49 بانشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة كمؤسسة تتمتع بالشخصية الاعتبارية وفي عام 1389ه.
وأوضح المهندس عبدالله آل الشيخ التطور الحالي للتحلية في المملكة وبين أن المملكة تعتبر الأولى من بين دول العالم من حيث انتاجبة المياه المحلاة وذلك من خلال 27 محطة منتشرة في خمسة عشر موقعا على الساحل الشرقي والغربي للمملكة وتصل انتاجة المملكة من المياه المحلاة ما يزيد على 572 مليون جالون من المياه العذبة 2200000 متر مكعب وبين المهندس عبدالله ان مياه التحلية تغطي 40 مدينة وموقع في المملكة وتزود 50% من احتياجات المياه العذبة في المملكة, وقد تطرق المهندس عبدالله إلى نسبة المملكة من انتاج المياه المحلاة في دول الخليج حيث تبلغ بحدود 50% وعالمياً 24,4%.
أما من الجانب الفرنسي فقد ألقى السيد ستيقن شيفريل من الهيئة الجيولوجية الفرنسية محاضرة عن أهمية استخدام تقنية الاستشعار عن بعد كوسيلة في تحديد مواقع الآبار لري المزارع، وأوضح أن التفسير البصري لصور القمر الفرنسي سبوت إلى جانب المعلومات الجيولوجية واستخدام النماذج البنائية في تحديد الدورة المائية في الانكسارات المفتوحة أدت إلى تحديد 30 موقعا من 35 موقعا للآبار في جزيرة محافظة كلودونيا وأشار إلى أن هذا النوع من الأساليب يمكن تطبيقه في المناطق الجافة.
كما أعطى الدكتور جون تومس بولي من شركة سبوت أيمجن محاضرة عن الطرق الجديدة لتحديد مواقع الآبار العميقة بواسطة الأقمار الصناعية، وقد استهل المحاضرة بالاشارة إلى أن الخبراء اجمعوا في المؤتمر الدولي للمياه وسبل تطويرها تحت اشراف اليونسكوأن النقص في المياه هي حقيقة بجانب الزيادة الكبيرة لاعداد السكان، وتتجلى هذه المشكلة بشكل واضح في المناطق الجافة التي تغطي 40% من سطح الارض لذا فإن هنالك 3 بلايين نسمة يتأثرون بالنقص بالمياه على مستوى العالم, ولهذا طورت شركة سبوت طرقا جديدة لتحديد مواقع الآبار مبنية على استخدام تقنيات بصرية متعددة ممثلة بصور سبوت والصور الرادارية إلى جانب القياسات الجيوفيزيائية والمعلومات الجيولوجية مثل التكوينات كالتراكيب الصخرية البنائية والانكسارات الأرضية التي قد تصل دقة إلى متر واحد، هذه الوسائل كانت مفيدة في تجنب المسح الحقلي غير الضروري والمكلف.
كما أعطى الدكتور تومسن من جامعة بويتير نبذة عن دور الجامعة واهتماماتها في الدراسات المائية.
الجلسة الختامية
وقد عقدت الجلسة الختامية برئاسة سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود المشرف على معهد بحوث الفضاء بالمدينة وعضوية كل من جوسي اشاش نائب رئيس وكالة الفضاء الفرنسية وجاكوز مويسيه رئيس شركة سبوت والدكتور محمد الدايل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية, وتمت مناقشة عدة مواضيع للتعرف على النشاط العلمي والامكانات التقنية في البلدين وسبل تفعيل مجالات التعاون المشترك والتأكيد على تعزيز التعاون العلمي والتقني بين المملكة وفرنسا.
وأعلن عن الاتفاق على خطوات عملية في مجالات المياه حيث أقرت دراسة مشروع نموذجي لاستخدام الصور الفضائية في تحديد مواقع المياه في المملكة واستخدام حفر الآبار وعمل مقارنة بين النتائج على أرض الواقع ونتائج الدراسات والأبحاث والتأكد من الجدوى العملية للدراسات وعند نجاحها تطبق على نطاق واسع في المملكة.
وأشادت الندوة بالتوجه الذي تم اثناء انعقادها في تطوير منتجات تجارية مشتركة بين البلدين تعزز من قدرتها وجودتها وضمان استمراريتها والوسائل المستخدمة في هذا المجال.
كما أعلن عن الاتفاق على تبادل الخبرات بين البلدين وارسال الباحثين السعوديين الى الجهات البحثية والجامعات الفرنسية لإجراء البحوث المشتركة، واستقبال الباحثين والخبراء من فرنسا في المدينة لاجراء البحوث والدراسات المشتركة وتدريب العاملين السعوديين في نفس المجال, وأبرزت الندوة أهمية الاستفادة من صور الأقمار الاصطناعية والاستفادة منها في مجال الآثار, وتمت الاشارة الى وجود دراسة لعمل الندوة كل عام وتحديد موضوع معين يكون له أهمية حيوية في البلد حيث تتم دراسته من جميع الجوانب خلال الندوة.
|
|
|
|
|