| أفاق اسلامية
أوردت في مقال الاسبوع قبل الماضي المعاناة الشديدة التي تجدها بعض الزوجات وكذلك بعض العاملات في المستشفيات من جراء اجواء الاختلاط, وذكرت اننا كأمة مسلمة ينبغي ان يكون تميزنا فعلياً وعلى ارض الواقع، وان نسعى لتقديم النموذج الراقي لبيئة العمل التي تحقق اقصى درجات الانتاجية، فمثلاً بالامكان ايجاد مستشفيات خاصة يكون طاقمها الطبي والاداري من النساء، واذا كان ينقصنا بعض المتخصصات فنستعين بالمسلمات اللاتي يعملن الآن في اكبر المستشفيات العالمية، وعندما تتوفر الادارة المخلصة فان كل العقبات تزال.
أعود لموضوع هذا الاسبوع وهو حسب ما وعد به سيكون حديثاً موجهاً للمرأة التي تعمل في الاجواء المختلطة الآن,, أبدأ الحديث بتبيين اصل هام ارجو ان تتفكر فيه اختي العاملة في المستشفى وهو انها مأمورة بطاعة الله عز وجل، وان التزامها بأوامر الخالق جل وعلا سبب لنيل رحمته ودخول جنته، وان الاستهانة بشريعة الله لا تحمد عقباها في الدنيا والآخرة، وان الانخداع بما تبثه بعض وسائل الاعلام والمظاهر البراقة لا يجدي شيئاً بل يزيد من المعاناة النفسية, فالمرأة عليها واجب كبير ان تتعلم اولاً ما يحب الله وما يبغضه ولا يتأتى هذا الا من خلال صحبة طيبة تتعاون معها على إكمال حياتها القصيرة في هذه الدنيا بما يرضيه,, إن من الامور التي تحتاجها الطبيبة والممرضة الحرص على البعد عن الفتنة وما يقرب منها, يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء ويقول سعيد بن المسيب رحمه الله:ما أيس الشيطان من شيء الا اتاه من قِبل النساء وعن ميمون بن مهران قال: ثلاث لا تبلون نفسك بهن وذكر منها: ولا تدخل على امرأة ولو قلت أعلمها كتاب الله,, ولاشك ان اللباس والزينة والكلام وسائل لاثارة الشهوات يجب على العاملة ان تجتنبها,, فلا تلبس لباساً يثيرالانتباه، ولا تتكلم بطريقة ناعمة، ولا تتزين كأنها ذاهبة الى حفلة، وتلتزم ايضاً بغطاء الوجه كما هو الراجح من اقوال اهل العلم وكما هو قول سائر العلماء في اوقات الفتن وقلة الدين, اما اذا اتبعت هواها وارادت ان تلفت انتباه الرجال إليها فإنها بهذا لا تؤخر سيرها الى ربها فحسب بل إنها تؤخر مسيرة الامة الاسلامية وتساهم من حيث لا تشعر في افساد ابناء أمتها, فهل ترضين أختي بذلك؟
ومن الامور المهمة لأختي الطبيبة والممرضة والادارية ان تطالب المستشفى بتخفيض ساعات العمل في النهار واعفائها من العمل في الليل الا في الحالات الطارئة، وان تحاول بقدر ما تستطيع المطالبة بإدارات مستقلة للنساء بمداخل خاصة وان تكون اجنحة النساء مجالاً للعمل فقط وهذا امر ميسر بحمد الله، وكذلك من المهم الحد من الاختلاط في المطعم والادارات والصيدلية والممرات وغيرها,, ان الحفاظ على الاعراض اهم من ريالات معدودة، وان من قلة الوعي ان تنخدع أختي العاملة في المستشفى بنظرات الرجال لها وتشجيعهم لها على التبرج ونبذ الحجاب ووصفهم لها بالمثقفة العصرية، فإنهم في قرارة انفسهم يرثون لحال المرأة التي تتخلى عن حيائها بينما يقدرون المرأة الشديدة المحافظة على نفسها، وليس هناك من هي اكبر عقلاً واغزر ثقافة ممن تعلمت أوامر ربها واتبعت رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم فهي في الواقع العصرية المثقفة, ولا يسعى الى تأصيل الاختلاط في اماكن العمل الا صاحب شهوة يريد ان يجد اليوم الذي تتعدد فيه امامه الفرائس,, فهل نتنبه قبل فوات الأوان؟ وهل تسعى الطبيبة والممرضة الى الضغط لتحصل على حقها المشروع في بيئة عمل نظيفة منفصلة تماماً عن الرجال تكون الكلمة العليا فيها لأوامر ربها، وتعيش حياة كريمة تكسب رزقها في جو نظيف؟ هذا مع تفاؤلي وثقتي بطبيباتنا وممرضاتنا اللاتي يتسابقن الى مرضاة الله ويجعلن من هذه المستشفيات منابر لبث النور وعلاج القلوب كما هي اماكن لعلاج الابدان.
|
|
|
|
|