|
| الثقافية
هناك وفي إحدى القرى الريفية ذات الطبيعة الخلابة الساحرة، يسكن مجموعة كبيرة من الناس الذين يعشقون أجواء الريف بعيداً عن صخب المدينة وضجيجها، ومن بين هؤلاء الناس برزت شخصية محبوبة جداً لجميع سكان الريف بل والمدن الأخرى المجاورة، شاب في الثلاثين من عمره طويل القامة قوي البنية ملابسه السوداء الداكنة التي غالباً مايرتديها تخفي سراً غامضاً.
اشتهر هذا الرجل بأنه يهوى ويعشق بجنون خدمة الناس وتقديم يد العون لهم ومساعدتهم والوقوف معهم باخلاص في وقت المحن والأزمات، كم من يتيمٍ مسح دمعته ورسم البسمة على شفتيه وكم من فقير ومحتاج فرّج كربته وخفف معاناته، إنه شعلة نشاط لايعرف الكلل أو الملل وكم تغمره السعادة الواضحة علىملامحه عندما يقوم بذلك، وديع طيب القلب يُحب كل البشر ويحلم باليوم الذي يرى فيه الناس كالجسد الواحد الكل يساعد الآخر، حتى أن الناس لقبوه (بالمنقذ) لكونه عند حدوث أي طوارىء يستنجدون به إمَّا عن طريق هاتفه الذي لايهدأ من الرنين أو بأي طريقةٍ أخرى فتجده يهب مسرعاً يسابق الريح ملبياً لهم ما أرادوا، ولايمل من ترديد تلك العبارة الجميلة (لقد نذرت نفسي لمساعدة الآخرين وادخال البهجة في نفوسهم), هكذاكان يقول للناس وهكذا عرفوه وأحبوه.
فجأة وفي ظروف غامضة اختفى هذا الرجل من الأنظار وبدأ القلق يدب في محبيه الذين بذلوا جهدهم بالبحث عنه بشتى الوسائل ومعرفة اسباب اختفائه المفاجىء الذي يُثير الغموض، حتى ضاع أمَلُهم ويئسوا من العثور عليه.
وبعد مرور أربع سنوات وفي ليلةٍ من ليالي الريف الحالكة السواد حيث تقل الحركة ويُخيّم الهدوء فيها، شاهد احد أعيان الريف ويُدعى صادق شاهَدَ الرجل الملقب (بالمنقذ) يجوب المدينة في أحد الطرقات الضيقة المظلمة وكان ومازال صادق أعز الاصدقاء المقربين لهذا الرجل فلحق به ولمَّا رأيا بعضهما كانت مفاجأة غير متوقعة فتبادلا العناق بكل حرارةٍ واشتياق ثم استطرد صادق قائلاً بكل دهشة:
أين أنت يارجل طوال هذه المدة؟ وماسر هذا الاختفاء العجيب!! لقد بحثنا عنك كثيراً وهل تعلم ان الريف بدونك لايساوي شيئاً.
المنقذ: كونك أعز صديق لي سوف أخبرك سر اختفائي، لاحظتُ في الآونة الاخيرة أن أهالي الريف بل وغالبية الناس إلاَّ من رحم ربي قد تغيّروا تماماً لم يعودوا كعهدهم السابق متحابين ومتعاونين وقلوبهم متقاربة بل أصبحوا متباعدين وانتشر بينهم الخصام والحقد والحسد والأنانية والتجافي وقطيعة الارحام فتجد الجار لايلتزم بحقوق الجوار والصغير لايحترم الكبير والابن عاق لوالديه والمعروف يُجازى بالنكران وللأسف هذا ما دعاني لشدّ الرحال واختفي عنهم لكي لايصيبني هذا الداء المعدي الذي أصابهم.
صادق: فعلاً,, لقد صدقت بما قلت، وحركت مشاعري الدفينة، وقل لي إذن ما الذي أتى بك بعد هذه المدة إلى هنا مادام الناس لم تُعجبك أعمالهم.
المنقذ: لم اعد احتمل واطيق معاملة الناس السيئة مع بعضهم، فقررت أن اعود بكل همّة وإرادة صادقة واعاود النشاط من جديد لانقاذ الناس مما هم فيه والقضاء على الاسباب التي دنّست أخلاقهم ومعاملتهم مع الغير, وياصديقي صادق اصدق معي وهيا نكافح ونجاهد لندعو الناس بالعودة الى ماكانوا عليه في السابق من ترابط وتراحم وتعاون ومحبة بينهم ولنحطم بقدر المستطاع كل الأخلاق والصفات السيئة,, والله المعين إذا صدقنا وأخلصنا النية,, فتصافحا وقالا: لنبدأ من الغد.
فهد عبدالله الراجحي البكيرية
تتشابه هذه القصة التي يكتبها الصديق فهد الراجحي مع القصة الاخرى التي تطالعونها في هذه الصفحة بعنوان (قرية بلاقلوب) للصديق عبدالله القرني,, كون القصتين ذات معنى سام ولكن اسلوبهما بدا ضعيفاً في كثير من جوانب القصتين,.
وإذا كانت هناك من ملاحظة اخرى على هذه القصة فهي إغفالها للفكرة الاساسية التي تريد إيصالها للقارىء بالاضافة الى ضعف الوسائل الفنية في ترتيب وترابط جزئياتها,, وبدت كأنها مشتتة!نرجو من الصديق فهد أن يكثّف قراءاته في مجال القصة القصيرة,, فربما تساعده في تنمية حصيلته القصصية حتى يتدارك الاخطاء التي وقع فيها,,ويتجاوزها في قصصه القادمة بإذن الله.
|
|
|
|
|
