أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 4th May,2000العدد:10080الطبعةالاولـيالخميس 29 ,محرم 1421

الثقافية

على ضفاف الواقع
وهكذا إلى الأبد
(1)
** وليهم,, وهم لا يزالون يثابرون في شقائهم ابتداء من صباحات العمر,, وحتى مساءات أرقه وتعبه.
(2)
** الانسان هذا العاجز أحيانا,, عن الحرية,, عن الانطلاق عن التغيير هذا التخاذل أحيانا عما يريد,, ما يفك أسر روحه,, ما يطلق جناحيه لريح الحياة,, لعاصفة من التغيير اذا أمكن,, هذا العاجز أحيانا المسكين دوما,, ما الذي فعله بنفسه,, ما الذي لم يفعله؟ .
(3)
* * يلتفون الانتباه,, أولئك المثابرون في الشقاء!؟
يلفتون الألم,, أولئك الغائرون في أحزانهم!؟!
يلفتون الحيرة,, أولئك الذين يصبح الشقاء عن سابق اصرار ضمن جدولهم اليومي!!؟.
المثابرة في الشقاء,, المثابرة داخل ذات تعاني كل يوم,, الأمرين!!
المثابرة داخل ذات,, جموحه يفسد لها الشقاء,, لون الحياة,, ونكهتها,, المثابرة في أن تكون الحياة وفقا لذلك الشقاء,, تماما,, كصخرة البطل اليوناني تنتالوس الذي حكم عليه بالجلوس عند مدخل أحد الكهوف,, وفي لحظة ينهار حجر فوقه ويمس شعره دون أن يصيبه فإذا وقف ارتفع الحجر واذا جلس هبط الحجر,, وهكذا الى الأبد,!.
وهكذا,, إلى الأبد عبارة قاسية,, لوضع مؤلم,, من يتمعن فيه,, يشعر بوخز يملك جسده,, ولا يقوى على احتماله,, خاصة اذا أدرك فعلا,, أنه فرد,, في جماعة المثابرة,, في الشقاء
المثابرةفي هكذا,, إلى الأبد .
لكن,, أتكون المثابرة في الشقاء,, الألم,, الوحدة,, هي فقط ما يلفت الانتباه؟!.
أحيانا,, ما يلفت الانتباه أكثر المثابرة في تحمل العبء اليومي المتزايد للشقاء,, دون عمل شيء,, سوى التفكير في المزيد من المثابرة,, لا أكثر,, في اليقظة صباحا على أنغام مطارق الرأس,, والروح,, ألا جديد سوى,, احساسنا ان الصخرة قد تكون ازدادت حجما,, وثقلا,, وأن الانتظار,,طويل,, والشمس تلهب مقدرتنا!!.
(4)
** يبقى السؤال,, كيف هي رؤية الذات من خلال الشقاء؟! كيف هو التعامل مع الآخرين؟!,, بل كيف يتحول العمر بأكمله,, لديهم,, الى هكذا,, الى الأبد ؟.
(5)
** من مدينة الرياح ,, لموسى ولد ابنو:
,, استعيد شريط حياتي,, أسمعه,, وأراه,, أدركه بالتفاصيل,, ليس فيه قبل ولا بعد,, أنا الذي أفنيت حياتي أحاول بلا جدوى أن أربط حياتي بأحلامي,, وشعوري بلا شعوري,, ووعيي بوعي الآخرين، لأصدر حكما على الآخرين، وعلى ذاتي، وعلى الزمن,, وارتدت محاولاتي يائسة مخذوله!!
هأنذا أشاهد ما عجزت عنه طوال حياتي يتحقق من تلقاء نفسه ساعة موتي!!.
والآن,, بعد ما خرجت من الميدان أرى نتيجة المعركة الحاسمة بين حياتي وأحلامي مجسدة أمامي بدقة متناهية كل شيء فيها يأخذ حجمه الصحيح قبل أن تلتهمها بالوعة العدم,, أرى العالم كله من عدسة ناظور كله الآن بديهيات لم تعد ثمة ألغاز ولا أسرار,, كله على مستوى واحد من الوضوح، الزمن اختزل نفسه في بعد واحد,, لم يعد ثمة ماض ولا مستقبل,, اصبح حاضرا فحسب,, وشخصت البداية!!.
غادة عبدالله الخضير

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved