| مقـالات
على الرغم من أننا نرسم دائما خط المثالية إلا أن الناس لا يتوحدون عليه بنفس الدرجة، فالأفراد يتوزعون عليه حسب نسب التزامهم به، تماما كما يتوزعون على المنحنى الاعتدالي هندسيا فجميعنا يعرف الصح إلا أنه ليس جميعنا من يلتزم به بنفس الكم أو الكيف وهذا الأمر طبيعي جدا في كل مجتمع والتخطيط لعمل ما أو وضع جدول معين لما يجب أن يقوم به الفرد خلال يومه إنما هو من الايجابيات الشخصية للفرد ولكن كثيراً من الناس لا يؤمنون بذلك فتراهم يلتزمون بأمور عملية اجتماعية أو وظيفية أو غيرها ولكن هذا الالتزام ليس أكثر من التزام نظري ظاهري يرتبط بالوقت نفسه ولكن بمجرد أن يأتي الموعد الفعلي للالتزام ستجد أن هؤلاء أغلبهم ينسون مواعيدهم لأنهم أفراد غير منظمين أصلا أو غير مرتبين فهم لا يضعون لأنفسهم جدولا يوميا لما يجب أن يفعلونه أو يقومون به بل ان بعض هؤلاء قد يسخرون من الفرد الذي يضع لنفسه جدولا يوميا بما يجب أن يفعله وقد يعتبرونه انسانا ذا شخصية وسواسية تحجم الأمور بما لا ينبغي أن تكون بل ويظنون أن هذا نوع من الترتيب الزائد الذي قد لا يقوم به إلا الفرد قليل الأعمال ولكن في الحقيقة هل هنا علاقة واقعية بين الوسواس والتنظيم الجدولي اليومي؟!.
أعتقد ان هذا الربط بين هذين العنصرين هو أمر يتحجج به الفرد الفاشل في تنظيم أوراقه اليومية!! نعم!!
فمن الصعب جدا أن يبدأ الفرد يومه دون أن يدرك ما هي الأمور التي يجب أن يقوم بها في هذا اليوم ذاته فيظل يتخبط عشوائيا لا يدري ماذا يفعل ويترك حياته تمر يوميا في وجه الريح دون أن يوجهها هو بإذن الله كيف يريد!! لهذا فإنك قد ترى أن اليوم يمر بأكمله دون أن يقوم هذا الانسان سوى بقليل القليل من الأعمال وهذا ان قام أصلا لأن تفكيره اصلا غير منظم فكيف اذاً بسلوكه أو أن ينتقل من عمل لآخر دون ان ينهي أيا منهما خوفا من مرور الوقت بدون انجاز وهذا ما يجعلنا نقول إن هناك علاقة قوية جدا بين الانجاز من حيث دقته وسرعته وبين وضع الجدول اليومي للعمل!! وليس من الضروري أن يكون الجدول اليومي حاويا للأعمال الرسمية وإنما قد تترتب فيه أعمال أسرية واجتماعية وترفيهية تأخذ حيزا من وقت الانسان ومن جهده ولا أعني في حديثي هذا ان يمسك الفرد يوميا القلم والورق ليسجل ما يقوم به ومالا يقوم به وإنما على الأقل أن يدون هذا ذهنيا من قبل يوم أو يومين أو أكثر ليكون إنسانا منظما مرتبا مستفيدا من وقته!!.
ومما لاشك فيه أن الشخصية الناجحة دائماً هي تلك الشخصية التي يعرف صاحبها كيف يقضي وقته وكيف يستغله وماهي السبل التي يستطيع ان يستفيد من خلالها منه فليس من الضروري أن تكون رجل أعمال حتى تنظم وقتك وليس من الضروري أن تكون مليئاً بالمشاغل والأدوار والأعمال وإنما يكفي أنك تطمح أن تعيش يومك بصورة أنت تفضلها وتحبها لذاتك بأولويات وسلوكيات واهتمامات خططت لها فعلا ورسمتها لأنك تستمتع بأدائها أو أن تحرص على انجازها وتظل شخصيتك عنصرا مهما في أداء ما يجب أن تؤديه!!
والله الموفق
|
|
|
|
|