| مقـالات
تهيئة الكوادر الوظيفية تسبق إيجاد الوظيفة وذلك لأنها الوسيلة الحديثة لمواجهة المتطلبات المستقبلية, إذ قبل افتتاح المدارس او بنائها ينبغي تهيئة الكوادر من المعلمين والإداريين حيث تنتفي فائدة الاولى ما لم ندعمها بالأخرى,, والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة,, أردت من ذكر الجهاز الوظيفي شأنا آخر لا نهتم به كثيرا رغم ضرورته فالقائد الذي يتقدم الصفوف هو اولا وقبل كل شيء من البشر يتعرض لكافة ما يواجهونه من قوةتسير نحو الضعف ومن مرحلة عمرية الى اضعف منها وقد يكون من نجاح الى فشل ومن صحة إلى مرض ولهذا علينا كمخططين للمستقبل ان نضع هذه الاحتمالات في اعتبارنا لأنها واقعية ولا أحد ينكر حدوثها وان نقرر تجديد موعد لها,, ولهذا فنحن عندما نعد ذلك المسؤول لادارة مرفق معين فلا ينبغي أن ننسى غيابه عن ذلك المرفق ذات يوم حتى وإن كان لحادث عارض, أي أن لكل مدير نائب له او مساعد لا تهم التسمية بقدر إمكانيات الآخر القيادية,, بعض الناس يتطرقون الى ان ذلك المسؤول يخشى على نفسه من الآخر لأنه يصبح بمثابة مهدد له,, وهذا التأويل يدل على ضعف ثقة ذلك المسؤول بنفسه وبقدراته كما تدل على انانية مفرطة لذا يقال ان الاختيار في هذه الحالة لا يكون مساويا إنما يظهر الفرق الشاسع بين القيادي ونائبه الذي سوف يعاني من محاربة مستترة واتهامات لا مبرر لها قد تؤدي في حالة استفحالها او قصدية بلوغها له الى ترك العمل.
ومثل هذه الحالات كثيرة الحدوث في بعض القطاعات التي لإدارتها اغراءات مبهرة ولون الطيف الذي يشد الناظر إليه وربما منافع مادية او معنوية قد لا تكون فعلية وإنما ذات وسيلة.
إن من يكون ذا عقل راجح لا تؤثر فيه هذه الانعكاسات التي تردد أو تفترض لأن الوظيفة هي في الدرجة الأولى خدمة للآخرين لا لتزلف الآخرين نحو صاحبها تملقا ومداهنة مهما ارتفعت مكانتهاولهذا فالتعاون بين قطبي العمل لا بد وان يسوده الاحترام والتآلف والوقوف صفا واحدا للدفاع عن إدارتهما التي يخلصان العمل للارتقاء بسمعتها ومكانتها, والذي يبقى من الإنسان عمله وليس وظيفته فلنجعلها مفخرة للإنجاز وما حققناه للوطن من خلالها وليس ما كسبناه نحن من ورائها.
|
|
|
|
|