أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 4th May,2000العدد:10080الطبعةالاولـيالخميس 29 ,محرم 1421

مقـالات

ضحى الغد
أفواه وأرانب
* ظل أسير الشاشتين (الحاسب) و(التلفاز) حتى أجهد عينيه! ثم خرج بسيارته فألقى سمعه للمذياعين (المسجل) و(الراديو) حتى اجهد أذنيه! ثم عاد إلى بيته ليستريح فوجد معشوقتيه (الجريدة) و(المجلة) فقرأهما حتى أجهد فكره!
فأيهما المسكين في عالم اليوم ذلك المفكر الذي لا يمل من الانتاج الفكري؟ أم ذلك القارئ الذي لا يمل من التناول اليومي لذلك الحصاد!؟
وقال لي أحد الجيران بالأمس: أين زاويتك التي كنت تكتبها بجريدة الجزيرة، وكان اسمها: (أفواه وأرانب)! ضحكت طويلا لجاري، وقلت لعلك تعني (من أفواه الرواة) بادلني الضحك على هفوته، وردد: آسف لقد مر عليها زمن طويل!
قلت: لا تأسف إنك على حق! فلعلك تعني: أن كثيراً من الكتابات أشبه ما تكون بمواليد الأرانب، انتاج كثير، والصامل بعد ذلك قليل! إنك لا تكاد تجد حصيلة ولا قبضاً معنويا لكثير من هذا الكلام الذي نسود به وجه الصحف!
وأذكر وأنا طالب ابتدائي صغير، انتقلت من مدرسة ابتدائية أهلية إلى مدرسة حكومية، فبعثت (إدارة التعليم) لجنة من أستاذين ليجريا اختبار قبول لي ولأخي لمعرفة مدى قبولنا في السنة الرابعة الابتدائي، ونسيت اليوم معظم اسئلتهما، لكنني لم أنس سؤالاً هاماً، هو: هل الأرنب تلد أم تبيض!
ولو قدر لي أن أكون في المستقبل عضواً في لجنة قبول، لسألت المتقدم سؤالاً آخر: أين يذهب هذا الوفر الكثير من مواليد الأرانب؟! وأين تذهب هذه المقالات الوافرة التي يُسود بها الكتاب بياض الجرائد!؟
أيها الجار اللماح النبيه، أنت على صواب لم تخطئ، وسؤالك نموذج لهذا الصواب! نحن (أفواه) ومقالاتنا التي نستولدها كل ضحى وعشية هي مجرد (أرانب)!
قضية في عهدة الخيال!
* أقبلت فإذا جارين من جيراني يقفان قرب باب أحدهما، وحولهما عدد من الأطفال في سن متقاربة!
قلت لهما: إن قسمتموهم فاجعلوا لي نصيبا! ضحكا معا ثم انبرى أحدهما: يا أخي هؤلاء ليسوا لي جميعاً، إن لي ثلاثة منهم والباقي لجاري! أذكر الله، هداك الله!
ثم علق الآخر: لا تخف منه، إن لديه من الأولاد ما أرضاه!
قلت لهما: توكلا على الله، لا إله إلا الله، ماشاء الله اللهم بارك فيهما وبارك لهما!
هذا الموقف يمر بنا كثيراً، لقد غدت مسألة (العين) قضية في عهدة الخيال لا ضابط ولا حدود لفهمها! ما أن تصف مازحاً مشهداً من مشاهد الأحياء والحياة، حتى يخافك الناس ويتوهموك عائنا قد سببت لهم اذى في أنفسهم او مالهم أو أسرهم! (العين حق) ولكن ليس كل من وصف شيئاً فقد عانه، فذلك باب من أبواب البلاغة، وليس من أبواب الحسد! والجان حقيقة، ولكن ليس كل ظل يتحرك في الظلام هو عفريت يتهيأ للانقضاض علينا!
الطارق الغريب
* زار القريب قريبته، التي ربت في ركن من منزلها مجموعة من الأرانب التي كثر نسلها واختلفت ألوانها بين اصفر وأحمر وأسود!
جلس الضيف مع قريبته يحتسيان القهوة، وعلى مرأى العين منهما ازدحمت الأرانب محتمية ببعضها البعض، متوجسة الخوف من هذا الطارق الغريب عليها! ضحك القريب وهو يشهد مع هذا المساء البارد ذلك المنظر الصوفي الملون، الذي شكلته مجموعة الأرانب مع بعضها البعض! ثم إلى قريبته وهو في غاية الاعجاب، قائلاً: يا له من (كبنل) رائع جميل!!
في الصباح الباكر كان الوهن يدب في مجموعة الأرانب، وبدأ المرض يهاجمها، والموت يأخذ منها، حتى هلكت عن آخرها، وتمزق الكنبل الجميل!
عبدالكريم ابن صالح الطويان

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved