| مقـالات
الإسلام دين التسامح والتكافؤ والتكافل الاجتماعي، يحفظ للإنسان كرامته قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات, وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).
والإسلام يحفظ للإنسان حقوقه كاملة غير منقوصة وبصورة شاملة لجميع ما يهم بني البشر في حياتهم من أجل حياة أفضل تحفظ لهم حقوقهم وتصون لهم كرامتهم.
وقد حدد الإسلام الضوابط لحفظ الحقوق وصيانة الحرمات وطالب المسلمين باحترام هذه الحقوق لصيانة العقيدة والمحافظة على النفس والعقل والمحافظة على النسل والمال فهذه هي مقاصد الشريعة الغراء.
وهكذا تتحدد الحقوق في حرية الافراد في التصرف في أمور حياتهم في حدود ما يقره الشرع الحنيف وماتقره الأنظمة التي تنبع من هديه وتتسق مع تعاليمه ومقاصده.
وإذا كانت الأمم اليوم تدعي أنها صاغت حقوقاً للانسان أعلنتها بعد ان توصلت إليها منذ حوالي خمسين عاماً فإن حقوق الإنسان في الإسلام أسبق وأرسخ وأشمل وأعمق, وان ما ارتضاه الخالق عز وجل لعباده من حقوق وما شرعه لهم لا يمكن مقارنته بما يسنه بنو البشر من قوانين وضعية يتفننون في صياغة اساليبها وفق أهوائهم ومطامعهم المتغيرة.
ومن كرم الله على المملكة انها قامت على أساس من عقيدة التوحيد منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه فأقام شرع الله المطهر وجعله منهجا ينظم شؤون الوطن وكانت من أبرز ثمرات هذا التطبيق استتباب الأمن حيث أَمِن الجميع على أنفسهم وأموالهم وبدأت مسيرة البناء وسارت مواكب التنمية بعد ان فتح الله لنا خزائن الارض واستثمرت الدولة عائد البترول في تحقيق ملحمة حقيقية من البناء والتنمية في ربوع الوطن.
لقد انتشرت كافة الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية وتطورت الحياة الاقتصادية وارتفع مستوى معيشة المواطن وتحقق ما يشبه الاعجاز في فترة قليلة من الزمن، واصبح للمملكة الريادة والقيادة ولها كلمة مسموعة في عالم الاقتصاد والسياسة، وتشرفت بخدمة الحرمين والقيام على خدمة ضيوف الرحمن، واصبح اسم المملكة العربية السعودية محل تقدير العالم في مجالات الاغاثة والنجدة والمساعدة وتقديم العون.
وارتبط كل ذلك بتقديم النموذج الاسلامي الحقيقي في عالم اليوم, فهل يرضي ذلك اعداء الاسلام؟ هل يرضيهم ان يجد العالم صورة حقيقية لثمار التطبيق الاسلامي المتمسك بشرع الله يانعة بالخير، ناطقة بعظمة الاسلام؟ بالطبع لا وألف لا, وهم الذين يكنون للإسلام وأهله كل شر وحقد, فإذا بهم يشنون الحملات على هذا النموذج الحقيقي الشاهد على عظمة الاسلام ويتخذون لهذه الحملات شعارات باطلة ومزيفة باسم حقوق الانسان متناسين - عن حقد منهم ومتجاهلين -ان ما يدعونه من حقوق للانسان قد وأدته ايديهم على مسمع ومشهد من العالم منذ ان تنادوا بما اسموه حقوقا منذ عام 1367ه 1948م, ولعل هذا التاريخ سيظل محفورا في الاذهان ففيه اغتصبت حقوق المسلمين في وحشية وهمجية.
إن الحملات المسمومة التي يشنها اعداء الاسلام باسم حقوق الانسان هي حملات مزيفة يحركها الحقد الدفين على الاسلام وأهله ومحاولة تشويه الحقائق التي تظهر عظمة الاسلام، وهذا لم يعد ينطلي على احد في عالم تقدمت فيه وسائل الاتصال وطرق الحصول على المعلومات, واكتشاف الحقائق التي يحاولون تزييفها حسداً من عند أنفسهم ضد الاسلام والمسلمين.
ولذلك سيظل الاسلام محفوظا مشرقا بعون الله وستظل المملكة نموذجا حيا ناطقا على عظمته وشاهدا على ان الاسلام هو طريق الخلاص للإنسانية من كافة مشكلاتها.
وسيبقى وجه المملكة مشرقاً رغم أنف الحاقدين الذين نقول لهم: (قل موتوا بغيظكم) (لن تنالوا خيرا)، نرجو من الله ان يرزقنا صلاح النية وسمو القصد.
|
|
|
|
|