| مقـالات
حياة سندي، باحثة سعودية بارزة شغلت الوسط الأكاديمي العالمي، ولفتت نحوها أنظار الغرب، فحياة دخلت جامعة (كيمبردج) الانجليزية العريقة من بوابة المخترعين، واستطاعت اختراع جهاز علمي مثير اسمه (المجس الحيوي)، وسيسجل الجهاز باسمها بعد نيلها شهادة الدكتوراه من نفس الجامعة، وقد اعتبرها المشرف على أبحاثها في عداد العلماء، بل هي قد تلقت عروضا من وكالة (ناسا) لأبحاث الفضاء للمشاركة في أبحاثها.
وقد اشار المشرف المباشر على بحثها البروفيسور (ستيفنسون) بأنه يتوقع ان تحدث اكتشافاتها واختراعاتها العلمية ثورة في مجال التقنية الحيوية، حيث انها استطاعت في وقت قصير ان تستوعت الفيزياء والهندسة على الرغم من خلفيتها العلمية كانت في علم الأدوية، بالاضافة الى تمثيلها لجامعة (كامبيردج) على مستوى عالمي وهي ما تزال في سنتها الاولى لدراستها للدكتوراه، لذا فهو يرى انها باحثة وعالمة منقطعة النظير.
هذه السيرة المبهجة والمشرفة كان بالإمكان ان يكون لها تفاصيل اخرى لولا وجود حياة في بيئة علمية استطاعت ان تحتوي هذا الذكاء النادر والمتوقد, التفاصيل السابقة اقتطفتها من مجلة (الثقافية) والتي تصدر عن المكتب الثقافي السعودي في بريطانيا والتي يوالي المسؤولون عنها مشكورين ارسال أعدادها لي كي استمتع بمواضيعها الثقافية العميقة، والتي كان منها هذا التحقيق المفصل عن حياة سندي.
فكم من سيناريو محبط ومحزن كان بإمكانه ان ينتظر حياة؟؟.
تعالوا لنتخيل إحداها مثلا كأن تتخرج من إحدى كليات البنات العلمية، ومن ثم ستوظف على بند (105) لعدم وجود وظائف شاغرة ومن ثم ستعين في منطقة نائية، وسيمتلىء صدرها بالغضب والنقمة بدلا من المعادلات ورموزها، وهي في طريق الذهاب والاياب، وسينكسر ولي امرها وهو يقذف وجهه هنا وهناك بحثا عن واسطة نقل، ولن يتم النقل الا بعد سنوات تمتص زهو حياة وتوهجها، فإذا فكرت بالدراسات العليا او المتقدمة فتح وحش الروتين لها فكيه بقائمة مهولة من التعاليم والوصايا، قد يكون آخرها لا تمنح الموظفة او طالبة الدكتوراه شهادة تفرغ، ولا يسمح لها ايضا ان تغادر مكان عملها لوقت محدود؟؟؟.
لا أريد ان أكمل فقط الحمد لله ان حياة نجت في هذا المصير وتحولت الى واجهة مشرفة لهذا الوطن.
أميمة الخميس
|
|
|
|
|