* الرياض سمر النصار
على شرف صاحبة السمو الاميرة الجوهرة بنت فيصل افتتح المعرض الثاني للفنانات التشكيليات لمنطقة الرياض بمركز المناهل حي السفارات بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلتها الفنانة فهدة الرويس ثم كلمة المعرض ألقتها الفنانة مها السنان (كلمة الفنانات التشكيليات) قالت فيها: يعد هذا المعرض المعرض الثاني للفنانات التشكيليات بمنطقة الرياض ولبنة من بناء متين يشيد على أرض هذا الوطن المعطاء في زمن تتألق فيه عاصمتنا وتتصدر العواصم العربية كونها عاصمة الثقافة العربية لعام ألفين, وقد دأبت العضوات القائمات على هذا المعرض للخروج به الى المستوى الذي يليق بالمناسبة وبالمستوى الثقافي الفني الذي تتمتع به الساحة التشكيلية السعودية كون هذا المعرض ثمرة من ثمرات جهد عظيم مبني على دعم الجميع من مختلف الجهات.
كانت البداية لتجربتنا نحن كفنانات منطقة الرياض مع المعرض الأول للفنانات التشكيليات,, قد لا يكون هناك مجال لاشباع الحديث عنها في هذا الحيز ولكنها تعد البداية لتجربتنا الحالية التي هي امتداد لها ولبنة مكملة من لبناتها,, حيث اتى المعرض الثاني نتيجة تخطيط مسبق وعمل متواصل وجهد جبار ومراحل طويلة من الترتيبات تم خلالها انتقاء الأعمال بعناية ليعبر رغم صغر حجمه عن تجربة فنية غنية ومتنوعة وليظهر بالمستوى الذي نطمح إليه.
وهذا ما سيلمسه كل زائر لهذا المعرض وككل المعارض الفنية التشكيلية يهدف المعرض الى تنمية التذوق الفني والإحساس والارتقاء به لدى الجميع الى أعلى مستوياته كذلك يهدف الى إثراء الحركة التشكيلية بشكل خاص والثقافة بشكل عام والى ربط أواصر الصلة والتواصل ما بين الفنان,, ومجتمعه,, الذي هو شريحة من شرائح هذا المجتمع والمتحدث الرسمي عنه بلغة عالمية تعبر عن ثقافته ومبادئه، وقيمه كما يقدم سيرة كل فنانة,, ويعبر عنها من خلال اعمالها بلا رتوش ويثبت انسجام أغلبية الفنانات مع بيئتهم وسعيهم الحثيث للتجريب فالفنانة لا تهاب التجديد والرؤى المستقبلية,, وكذلك لم تغفل تاريخها في تقديم تراثها الأصيل بكل فخر,, فنجد أعمالا مستوحاة من التراث وأخرى معاصرة جنبا الى جنب دون ان يمسخ احدهما الآخر لتثبت وهم الصراع بين الفن المعاصر والتراث,, كذلك فتح هذا المعرض القنوات للاطلاع والمعرفة والثقافة من خلال الأنشطة الثقافية والمصاحبة.
ويسرنا بهذه المناسبة ان ندعو الجميع لزيارة المعرض طالبين من الله العلي القدير ان يحقق كل الأهداف التي يسعى إليها مجتمعنا المسلم,, يضم المعرض الثاني للفنانات التشكيليات السعوديات نخبة من الأسماء اللامعة والنجوم الساطعة في سماء الفن التشكيلي النسائي السعودي,, وهذا المعرض أشبه ما يكون في تفرده بقوس قزح الذي يشع بألوان الطيف الجميلة وهي تنتظم في تدرج طبيعي ورائع يشد الناظرين ويبعث على الأنس والمتعة الجمالية,, يحوي المعرض 43 (ثلاثا وأربعين) فنانة كل واحدة مشاركة بثلاث لوحات,, يشكلن هؤلاء الفنانات النخبة العديد من الأساليب الفنية والمواضيع المختلفة,, وتقنيات وخامات التنفيذ المتعددة يمكن المشاهد ملاحظة وجود أساليب فنية عديدة مثل الزخرفة الإسلامية والحروفية العربية الواقعية السريالية,, والانطباعية والتعبيرية والتجريدية والتعبيرية التجريدية, والتعبيرية الرمزية وغيرها من الأساليب الأخرى,, يزخر المعرض بتقنيات وخامات تنفيذ متعددة ولا شك ان الخلفية التخصصية العميقة والتجارب والخبرات الطويلة عند بعض الفنانات المشاركات تشجع الكثير منهن على طرق خامات وتقنيات تنفيذ غير تقليدية على الساحة المحلية,, مما يسترعي الانتباه حول بعض هذه الخامات والتقنيات ما تمثل باشغال المينا,, والمعادن والرسم على الحرير,, والخزفيات وألوان الباستيل, وأقلام الجرافيك (الرصاص,,) وغيرها تناولت اعمال هذا المعرض مواضيع مختلفة ومتشعبة,, منها ما يتصل بالبيئة الصحراوية,, والبيئة البحرية,, والمرأة والعمارة والأحلام والطبيعة والتراث والموسيقى,, ومفردات من التراث المادي وغيرها من المواضيع المختلفة يعطي هذا التنوع والتفاوت في الأسلوب وخامة التنفيذ, والموضوع صورة صادقة وواضحة لمستويات الثراء الفني, والثقافي الذي تتمتع به الفنانات المشاركات, المعرض الفني التشكيلي قبل كل شيء هو كائن اجتماعي يتنفس ويتحرك وينشط ويمرض وأحيانا يموت والعضوات المشاركات في المعرض هن اللاتي يمنحن هذا الكائن الحياة ويمدونه بالأوكسجين والطاقة اللازمة للاستمرار في البقاء والعمل الجماعي في مجال الفن التشكيلي,, اللاتي يمثلن عضوات المجموعة هن أضواء بنت يزيد بن عبدالله, لمياء محمد السبهان، مها بنت عبدالله السندان، منال بنت عبدالكريم الرويشد، امل بنت عبدالله الوثلان، عاشة الحارثي، هدى بنت غازي الرويس، بينما العضوات المساهمات سارة بنت رشاد كلكتاوي، د, خديجة عبدالله زارع، فوزية عبدالله الخميس.
ان قيام هذا المعرض إشارة واضحة ودلالة قوية لما يتمتع به جسم المجموعة من آليات النجاح وهن الحياة الفكرية والحيوية الثقافية والفنية والنشاط الاتصالي والإداري,, وكما ان حيوية هذه المجموعة لا تكمن في كونهن هاويات أو محبات للفن التشكيلي,, بل تتعداه الى كونهن من الفنانات المثقفات الواعيات بالدور الثقافي,, والاجتماعي لهذا الفن,, ومهمة تحقيق التوعية بأهمية هذا الدور في المجتمع من خلال المعارض الفردية,, والجماعية,, والأنشطة الثقافية المختلفة.
عضوات مجموعة الفنانات التشكيليات بمنطقة الرياض والجانب الثقافي للفن التشكيلي (للفن التشكيلي جانب ثقافي).
نشهد هذه الأيام زخما ثقافيا على كافة الأصعدة بمناسبة اختيار الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م والتي ولدت في السعودية منذ اربع او خمس عقود ثم نمت وترعرعت بمساعدة جهات تدعمها,, منها الجهات الرسمية كالرئاسة العامة لرعاية الشباب,, وجمعية الثقافة والفنون والحرس الوطني ومنها جهات خاصة.
مرت الحركة التشكيلية بمراحل ريادة,, وتكاد اليوم تصل الى مرحلة النضج ونحن نرى الحركة التشكيلية في المملكة تنمو وتزدهر وبدأنا في قطف الثمار,, ليس على صعيد اقامة المعارض فقط فنحن نسعى الى أكثر من ذلك,, إن اقامة المعرض يساعد على رفع مستوى التذوق لدى المجتمع,, ونحن لا نعني ذلك فقط,, نحن نطمح الى رفع مستوى الثقافة الفنية,, والنقد الفني ونطمع أن يكون لكل شخص خلفية ثقافية فنية تجعله قادرا على التذوق الفني وابداء الرأي,, واعطاء الحكم وتحليل العمل الفني.
وأخيرا الحرص على زيارة المعارض التشكيلية هذا هو هدفنا العام,, اما هدفنا الخاص فهو ان نصل الى المرأة السعودية فنانة كانت ام متذوقة لنطرق أبوابها ونتجول داخل طاقاتها الفكرية.
نحن نريد الفنانة التشكيلية ان تكون متذوقة وعلى وعي كافٍ وذات خلفية ثقافية فنية قادرة من خلالها على طرح رأيها فيما تراه وأهم من ذلك نريد من الفنانة التشكيلية ان تعي ما تقوم به وأن يكون عملها ذا شكل ومضمون فلا يكفي ان تكون ذات صنعة قادرة على رسم عنصر ما,, نريدها ان تكون ملمة بمصطلحات هذا العمل,, الذي تقوم به.
كما نريد من الفنانة ان تكون قادرة على التعامل مع التقنيات المختلفة وتعبر من خلال الفن التشكيلي بطريقة واعية على ان تكون قادرة على التعبير وقادرة أيضا على ايصال تعبيرها الى كل البشر فمهما اختلفت اللغات,, إلا انها تبقى لغة الرمز هي اللغة المشتركة بين جميع البشر.
المعرض ينتقل الى مركز سعود التجاري
الجدير بالذكر ان المعرض تم نقله بعد افتتاح أيام السيدات الى مركز سعود التجاري بشمال الرياض مقابل اسواق العويس من الجهة الغربية وذلك لزيارة الرجال وتم افتتاحه مساء أمس الاربعاء بحضو عدد كبير من محبي هذا الإبداع والمسؤولين والفنانيين وقبله كليات المعلمين اقسام التربية الفنية, وسوف يستمر حتى نهاية الأسبوع القادم وسوف يتخلل الأيام فترات خاصة لمناقشة الاعمال الفنية لعدد من الفنانيين والنقاد والإعلاميين.
|