| فنون مسرحية
الرياض - عبد الرحمن اليوسف
* تدور أحداث مسرحية السيف والادب التي قدمها الفريق المسرحي الثلاثاء الماضي في حفل ختام الأنشطة بجامعة الملك سعود حول العلاقة بين السيف والأدب وأيهما الأقوى وتحاول المسرحية ان تسقط مفهوم الأدب على الواقع سواء بالكلمة المقروءة أو المسموعة أو المرئية باعتباره السلاح الذي يحمله الناس ويدافعون به عن أنفسهم في الصراع مع الآخرين وهو عمل تاريخي اسطوري قدم في إطار كوميدي ساخر يقول إن الكلمة هي السلاح القوي لكل مجتمع .
والمسرحية مكتوبة بأسلوب فكري يتراوح بين الجد والهزل فيها مزيج من الفكر واللهو,, وقد حرص المخرج نايف خلف على الحفاظ على بنية النص ومناخاته واختار له حلولاً تكسر التفاعل الوجداني ليلفت نظر الجمهور إلى المعاني الفكرية التي ينبض بها النص من ضمنها اشعار الجمهور بأن الممثلين لا يمثلون وإنما يقدمون فكرة معينة للعرض والنقاش من خلال كسر سير الأحداث والمشاهد بجمل بينية عامية وكلام خارج النص وأهازيج عصرية, لينبه الحضور انهم امام لعبة مسرحية اما الايقاع فلم يكن مشدوداً وإنما كان يسير بشكل متراخ في معظم فتراته ولكن هذا التراخي كانت تخفيه الحركة المتناسقة للممثلين والتي جعلت الحضور امام عرض اشبه مايكون بالعرض الاوبرالي بشكل أظهر تشكيلاً بصرياً جميلاً وتكوينات مسرحية .
اما انتقال المشاهد المسرحية فقد قامت على الإضاءة الموحية بالدلالات حيث وضع المخرج اكثر من مشهد وأكثر من موقف تتابع من خلال الإضاءة بشكل جميل.
المسرحية تضاف الى رصيد المخرج نايف الحافل بالاعمال المسرحية الناجحة التي اسهم فيها نخبة من الممثلين الواعدين مثل مشعل المطيري وعصام المهيدب وماجد الماضي وخالد الباز وآخرين من الفريق المسرحي الذين صفق لهم الجمهور كثيراً.
ترجمة متقنة
الأستاذ عبدالرحمن الرقراق أكد على ان المخرج نايف خلف استطاع في مسرحية السيف والأدب ان يترجم النص بشكل فني متقن وان يحرك الممثلين وفق رؤية خاصة شملت كل مساحة الخشبة موضحاً ان الديكور والإضاءة والسينوغرافيا ظهرت بمستوى جيد جداً ما عدا ضعف حركة بعض الممثلين الذين يحتاجون الى تدريب أكثر ولكن ربما ان الوقت الضيق لم يسعف المخرج.
واشار الى ضرورة ان يخرج المسرح الجامعي للجمهور باعتباره مسرحا متميزا كون قاعدة جماهيرية كبيرة.
الجامعة احد اركان المسرح
ومن جانبه تحدث مخرج المسرحية نايف خلف قائلا: الشباب الذين يشاركون في المسرحية هم من خيرة الشباب المسرحي ومن أفضل الممثلين على المسرح في الجامعة وقد اختيروا بعناية موضحاً ان المسرح الجامعي هو ركن اساسي للمسرح السعودي.
فمن عام 1395ه وحتى الآن والمسرح الجامعي مازال يقدم عروضه، بينما هناك مؤسسات حكومية مسؤولة عن المسرح لاتقدم عروضها بشكل متواصل وقد لا يصل الى مستوى المسرح الجامعي وقال: ان الجامعة لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تقديم الكثير من المخرجين السعوديين فهناك اسماء كبيرة في المسرح او التلفزيون كانت بدايتها من المسرح الجامعي واشاد نايف خلف بدور الدكتور عبدالله الجاسر الذي اتاح الفرصة لكثير من الشباب للإخراج عندما كان مسؤولا عن الأنشطة الثقافية والاجتماعية فبرزت أسماء لمخرجين منهم فهد الأسمر وناصر الباز وعبد الله النجاشي وخالد المريشد ورجاء العتيبي وصالح العلياني وفيصل الجبر وغيرهم موضحاً ان الجامعة تثق في موهبة الشباب وتعطيهم الفرصة للظهور في مجال الإخراج الأمر الذي ينعكس إيجابا على الحركة المسرحية في هذا البلد, وبعد ذلك يبقى الأمر في يد المخرج لتطوير نفسه موضحاً ان الجامعة تقدم دورات للمخرجين.
ومن ضمن طاقم العمل قال ناصر الباز سينوغرافيا الفضاء المسرحي : ان مهمتي في هذه المسرحية هي تنفيذ البصريات والإضاءة سينوغرافيا في العمل موضحاً ان اغلب مشاركاته هذه السنة كانت في هذا المجال وأبان ان الجامعة لم تبخل علينا فقد دعمتنا بقوة ووقفت معنا وقدمتنا التقديم الذي لا تجده في مكان آخر مشيراً الى دورها التأسيسي والتاريخي في نهضة المسرح السعودي.
ومن جانبه قال الممثل خالد الباز: دوري في المسرحية هو السلطان وهو ضمن ثلاثة أدوار رئيسية هي دور السلطان والوزير والقاص وهذه الأدوار هي التي تحرك احداث المسرحية, وشخصية السلطان شخصية بسيطة فهو طيب ويحب الأدب ويعطي المال للأدباء بكثرة لدرجة ان الأدباء أصبحوا هم الأغنياء في البلد, وهو ليس متسلطا او دكتاتوريا, فقط يحب ان يحكم ويحب الكرسي فقط.
اما الممثل مشعل المطيري فقال: انا امثل دور القاص الثالث فشران الذي ربح الجائزة وعينه السلطان وزيرا له وهو لايختلف كثيرا عن الشخصيات الأخرى فهو له علاقة بالسلطان وهو شخص ذكي يعرف متى يتكلم ومتى يسكت فهو رجل ذو حيلة لاتنطلي عليه الحيل وبذكائه استطاع ان يصبح وزيرا للسلطان وان يربح الجائزة الكبرى, وعما تقدمه الجامعة للمسرح يقول: الجامعة لاتبخل علينا بشيء فهي تتيح لنا الفرصة كاملة للاستفادة من امكانات المسرح.
ويقول الممثل طارق الحربي: دوري بسيط جدا وهو الحاجب الذي يعرف اسرار السلطان حتى انه احيانا يدخل على السلطان وهو في وضع لايراه فيه احد غير الحاجب وهي مواقف كوميدية جميلة,ويتحدث حمدان العلياني عن دوره فيقول: دوري هو القصاص الاول سلمان وهو الذي كسب آخر جائزة قبل ان تبدأ المؤامرة على القصاصين وقد أخذ مبلغا ضخما جعل الوزير يفكر في عمل المؤامرة لإعادة الأموال إلى خزينة الدولة,ويقول ماجد الماضي: دوري هو القاص الأول الذي احتيل عليه لقول الصدق وبالفعل نجحت خطة الوزير وقطع رأس القاص وصودرت أمواله.
ويقول الممثل عصام المهيدب: وقال أنا أمثل دور الوزير الحسود الذي حسد القصاصين على رزقهم ودبر لهم المؤامرة وفي النهاية عادت عليه بالشر وقطع رأسه, وهذا الدور من الأدوار الرئيسية في المسرحية الى جانب دور السلطان والقاص فشران والوزير هو الذي دفع المسرحية لتأخذ المنحى الذي كانت عليه بخطته الفاشلة, وعن مشاركته مع منتخب الجامعة المسرحي يقول: هذه أول مرة وهو امر عظيم وشرف كبير زادني ثقة بنفسي وبزملائي وقد شاركت في مسرحيتين فقط من أجل زمردة و2000 سلام .
الممثل عبد الله القحطاني يقول: انا امثل دور السياف واقدم شخصية السياف القوية وكيف انه يحب القتل ورؤية الدماء وابين خشونة الفاظه وتعامله الجاف وهو دور قليل الظهور ويصعب علي اي ممثل لأنه يحتاج الى عناصر مشترطة في الممثل والحمد لله الذي وفقني في تقديم هذه الشخصية,
والمسرح عمل جماعي يحتاج الى طاقة كل فرد ليظهر في النهاية عملا متكاملاً تاما,ومن الجمهور التقينا الدكتور عبدالله الكلابي وكيل كلية العلوم الإدارية وسألناه عن رأيه في النشاط المسرحي الذي تقدمه جامعة الملك سعود فقال: حقيقة هوجهد جبار وهذه المسرحيات تأتي من طلاب ووقت الفراغ لديهم قليل ومع ذلك يؤدون جهداً رائعاً, وعن المسرحية يقول هي جيدة وهادفة ومرحة,
جهد طيب وقد لفت انتباهي الممثل مشعل المطيري وأتمنى له التوفيق فاغلب الممثلين السعوديين تخرجوا من المسرح الجامعي وهذا شهادة كبيرة لمسرح الجامعة.
وأيضا التقينا الدكتور رياض ابوسليمان رائد النشاط الطلابي في كلية الطب البشري وسألناه عن رأيه في المسرحية والممثلين فقال هناك بعض الممثلين الذين اشتهروا في المسرح الجامعي من السنة الماضية مثل مشعل المطيري والمسرحية عموما هادفة وواضحة وقد وفق المخرج في تقديمها.
|
|
|
|
|