أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd May,2000العدد:10079الطبعةالاولـيالاربعاء 28 ,محرم 1421

العالم اليوم

أضواء
لاتزال الذاكرة العربية مخرومة
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مع أن الأسلوب الإسرائيلي في ابتزاز المفاوض الفلسطيني، أسلوب بات معروفا، وان الفلسطينيين يعرفون هذا الاسلوب حتى قبل ان يبدؤوا مفاوضاتهم في العاصمة النرويجية أوسلو، إذ أبلغهم المصريون عن تلك الأساليب والتكتيكات التي يقوم بها الاسرائيليون وطريقتهم في توزيع الادوار على أحزاب الحكومة وأحزاب المعارضة، والمهام التي تقوم بها وسائل الاعلام، ففي إسرائيل الجميع يعمل وفق استراتيجية ومنهجية هدفها استلاب أكبر مساحة ممكنة من الاراضي العربية، وفرض اكبر نسبة من التنازلات على العرب فلسطينيين أو لبنانيين أو سوريين، وليس الذي نسمعه من أقوال اعضاء الحكومة الاسرائيلية ومعارضيها من الأحزاب التي يصنفونها متطرفة وأخرى متشددة، وصنفا ثالثاً مؤيدا للسلام، ليس الذي نسمعه شيئاً نهائيا، مثل التصنيفات التي يطلقونها على الأحزاب فهي الأخرى ليست نهائية فهي مرتبطة بالدور الذي يقوم به الحزب أو الشخص، ولذلك نجد ان السياسيين في إسرائيل يغيرون أحزابهم مثل ما يغيرون ملابسهم، وموشي ديان مثال من الماضي وديفيد ليفي مثال من الحاضر، فالأول انتقل من حزب العمل الذي يحلو للبعض تصنيفه كحزب يعمل لتحقيق السلام، إلى حزب الليكود ومثلما عمل مع بن جورين وجولدا مائير وشيمون بيرس، عمل مع مناحم بيجن واسحاق شامير.
والأن ديفيد ليفي الذي كان نائبا لبنيامين نتنياهو وكان الشخص الثاني في تكتل الليكود، ها هو الآن نائب ايهودا باراك والشخص الثاني فيما يسمى باسرائيل عليا.
وهكذا وحسب توزيع الادوار تتنقل الاحزاب ويتنقل الافراد، وتتغير العروض، ويظهر ان الذاكرة العربية لاتزال مصابة بداء النسيان فينسون ما فعله الاسرائيليون وما قدموه من عروض، والاسرائيليون يجدون في لعبة الديمقراطية العذر الدائم للهروب من الاستحقاقات فكلما حان وقت تسليم جزء من الحقوق العربية وبالذات الفلسطينية تقوم الاحزاب المعارضة وتعطل العملية لأن الديمقراطية في اسرائيل اهم من تنفيذ الاتفاقيات والالتزام بالمواثيق.
أما العرب فعليهم ان ينفذوا ما اتفقوا عليه وان اعترض حزب او جماعة فقوات الامن وقوات مكافحة الشغب تتكفل بإسكات الاصوات.
والآن تتكرر اللعبة في اسرائيل اذ تعترض الاحزاب المساندة لتجمع العمل والمشاركة في الائتلاف في حكومة ايهودا باراك شاس حزب المهاجرين الروس، والحزب القومي الديني والذين تشكل مقاعدهم في الكينست قرابة الثلاثين مقعدا يعارضون اعادة اسرائيل القرى المحيطة بالقدس ومن اهمها أبو ديس والعيزرية وتسليمها الى السلطة الفلسطينية التي تدير هذه القرى اداريا باعتبارها مصنفة كمنطقة ب اي تخضع فقط امنيا لاسرائيل وتدار مدنيا من قبل السلطة الفلسطينية.
ماذا وراء هذه المعارضة، واي دور مرسوم لهذه الاحزاب للقيام بالمعارضة من داخل حكومة باراك؟ هل يدخل هذا ضمن سياق مقايضة القدس الشرقية بالقرى المحيطة بها؟
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved