| مدارات شعبية
يورد البعض بين الفينة والاخرى استشهادات مطولة ومقارنة ساخرة بين عدة شعراء قديما وحديثا ويصف كيف ان هذا سرق من هذا كلمة او تشبيها معينا وكلف نفسه عناء ومشقة البحث والمقارنة والتحليل وهو في واد والتنظير في واد آخر,.
فلو قارنا تلك النصوص او بالاصح الابيات حسب نظرية هذا المنظر لاصبح جميع الشعراء سارقين,.
فخلط المفاهيم وقصور التفكير وجهل صنعة الشعر يفضي الى مثل ذلك فهناك فرق بين السرقة وبين حق استخدام المشاع فاستخدام الشاعر لكلمة ذات مدلول معين لا يعني تحريمها على الجميع!! وللدلالة على هذا الكلام سأورد امثلة من الشعر العربي الفصيح لكي اثبت أن هذا الامر طبيعي وموجود منذ الازل,.
يقول الحطيئة:
سيري امام بنا للاكرمين أبا والاكثرين حصى من ال جساس |
ويقول الاعشى:
ولست بالاكثر منهم حصى وإنما,, العزة للكاثر |
ويقول الفرزدق:
لنا العزة التعساء والعدد الذي عليه اذا عد الحصى يتخلف |
نلاحظ في الابيات السابقة بأن تم تشبيه الكثرة على (كثرة الحصى) وفي سياق آخر يقول امرىء القيس:
ظللتُ ردائي فوق رأسي قاعداً اعد الحصى ما تنقضي عبراتي |
ومثله يقول ذو الرمة:
عشية ما لي حيله غير انني بلقط الحصى والحظ في الدار مولع |
واذا اضفنا لذلك استهلال اغلب شعراء الجيل القديم بالاطلال وتكرار قولهم (ألا ليت شعري,,) والامثلة في هذا الجانب (كثر الحصى) ولكن هذا كاف جدا لايضاح الصورة التي قد يجهلها البعض ويخرج لنا منظرا وهو يجهل ابسط ادوات التنظير,, فيجب التفرقة بين السرقة والحق المشاع.
|
|
|
|
|