أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd May,2000العدد:10079الطبعةالاولـيالاربعاء 28 ,محرم 1421

الريـاضيـة

تصدر غلاف المجلة لشهر أبريل ووصفته بفتى السعودية الذهبي
النجم السوبر سامي الجابر في أطول حديث لمجلة فوتبول آسيا
أبحث عن تحقيق حلمي والاحتراف في أوروبا
* * إعداد وترجمة: سيد حلمي
اختفى المهاجم سامي الجابر بعد كأس العالم في عام 1998م ليظهر بعد ذلك بعام على المسرح الدولي وقد أجرى معه المحرر الرياضي مايكل تشيرسن من مجلة فوتبول ايشيا المجلة الرسمية لاتحاد كرة القدم الآسيوي حديثا صحفيا عن مشاكل سامي الجابر خارج الملعب وعن موقف المنتخب السعودي لكرة القدم في فرنسا والرغبة في مواجهة التحدي الجديد.
يقول مايكل تشيرسن ان مزاج اللاعبين في نادي الهلال رايق للغاية ولكنه يزداد اشراقا ولمعانا لانه يضم كوكبة من نجوم الكرة السعودية كانت تجلس سويا لمشاهدة مباراة الاتحاد والرياض.
وقد قام سامي الجابر بالسير معي ومرافقة زملائي من مجلة فوتبول آسيا وابتعدنا عن بقية لاعبي الهلال، وكانت تعلو وجه سامي مسحة من عدم الانبساط، وبدا وكأنه متحير يبحث عن جواب لسؤال عالق في ذهنه منذ فترة طويلة.
وقد صور سامي الموقف قائلا: إنني مستاء بدون سبب واضح، ولا أريد أن ألعب ثانية في بطولات كأس الخليج او بطولات اندية الخليج، ولا أريد اللعب في المنافسات المحلية أو الخليجية، ولكن في المسابقات الآسيوية يمكن ان ألعب لأننا نواجه فيها فرقا قوية من اليابان وكوريا وإيران والعراق.
إن سامي الجابر يبحث عن ارضاء ذاته، فهو الفتى الذهبي للكرة السعودية، وهو لا يريد ان يلعب مع اندية محلية مثل الاتحاد أو النصر بحثاً عن بطولة جديدة أو المنافسة ضد فريق عمان أوالسالمية للحصول على بطولة أندية الخليج.
سامي الجابر جاهز للخطوة التالية في مستقبله الكروي ولكن على ما يبدو ليس هناك في السعودية من يريده ان يقدم على هذه الخطوة.
وعلى مائدة العشاء روى سامي الجابر موقف مديري كرة القدم في دول الخليج، وامتد حديثه أخيراً إلى عشقه لتحقيق حلمه الكروي باللعب في اوروبا وهو يقول ان المشكلة لا تكمن في وجود من يمنعني من الذهاب للعب هناك ولكنها تكمن في ان هؤلاء المسؤولين الكرويين في الاندية لديهم تطلعات كبيرة للغاية، فهم يعتقدون انني نجم كبير يجب ان يلعب في الاندية الكبيرة فقط امثال برشلونة ومانشستر يونايتد او انتر ميلان، وهذا اعتقاد غير صحيح، ولننظر إلى الايرانيين واليابانيين فقد ذهب لاعبوهم إلى اندية صغيرة ثم اثبتوا جدارتهم وانتقلوا إلى اندية كبرى، واننا يجب ان نفعل نفس الشيء، ففريق مثل انتر ميلان لن يأتي ليحصل على توقيع لاعبين بدون معرفة سابقة عن قدراتهم.
وعلى ما يبدو ان سامي الجابر بدأ يشعر بالاحباط وأصبح قلقا وهو متلهف كي يثبت نجوميته على الساحة الدولية الأكبر.
ويقول سامي: احيانا يشعر الفرد بالملل لانه يلعب مع نفس اللاعبين وضد نفس الخصوم، لذا فاللاعبون يحتاجون إلى الانتقال إلى اوروبا بحثا عن خبرات جديدة.
ويضيف الجابر: ان الموقف تغير قليلا بعد السماح للاعبين السعوديين بالانتقال بين الاندية وهذا شيء رائع يتيح للاعبين اللعب بجوار لاعبين مختلفين ومتنوعين وهذا يمثل تحديا لان اللاعب يريد اثبات ذاته ومثال ذلك اللاعب محمد الدعيع حارس المرمى الهلالي الذي انتقل إليه من الطائي ليلعب للمرة الاولى مع الهلال في بطولة الاندية الآسيوية، وايضا اللاعب فؤاد أنور الذي احترف في الصين وعاد للمملكة وانتقل من الشباب إلى نادي النصر الذي شارك في بطولة اندية العالم.
وتتجاوز آفاق سامي الجابر الآن ما هو ابعد من حدود المملكة والخليج وآسيا لانه يريد الذهاب إلى اوروبا وكانت هناك فرصة امام الجابر كي ينضم إلى نادي أوكسير الفرنسي ولكن سامي اضطر إلى الانقطاع عن اللعب لقضاء بعض الوقت مع أخيه الاصغر في الولايات المتحدة الامريكية ومساندته في قضية قانونية خاصة به هناك.
ويعلق سامي الجابر على ذلك قائلا: في العام الماضي اخذت اجازة بعيدا عن كرة القدم ولعبت للهلال فترة وتوقفت عن اللعب مع المنتخب الوطني ولم ألعب في كاس العرب وكأس الخليج، وكانت اول مباراة ألعبها امام جنوب افريقيا.
ويضيف سامي: إنني تقابلت مع ميلان ماتشالا على الطائرة وسألني إذا ما كنت اريد اللعب مع المنتخب الوطني مرة ثانية وطلب مني المساعدة فقلت له إنني افتخر باللعب مع المنتخب الوطني لهذا عدت، رغم انني كنت اشعر بالملل والسأم لأنني لعبت طويلا وعلى المرء ان يقوم بالتغيير لدفع هذا السأم، وأعتقد ان ذلك يحدث لكبار اللاعبين.
وبعد عودته للمنتخب تغيرت الامور بالنسبة للاعب سامي الجابر، ففي السابق كانت تحركاته في الملعب تلقى الاستحسان والثناء ولكن في الآونة الأخيرة تعرض لكثير من النقد لأنه يلعب في مركز متأخر خلف اثنين من المهاجمين مما نجم عنه تسجيله عددا قليلا من الاهداف وتحركت بعض الجماهير وبعض وسائل الاعلام ضد الجابر الذي كان في يوم ما الفتى الذهبي للكرة السعودية، وفي النهاية ادرك الجابر ان اداءه في هذا المركز لن يلقى التقدير.
ويصرح الجابر بقوله: في بلدنا يجب ان تكون متأهلا لذلك، فأنت لاعب جيد طالما تقوم بالتهديف ولا يهمهم اداء اللاعب، والآن ألعب خلف المهاجمين ولكنهم لا يتفهمون انني اقوم بتمويل المهاجمين بما نسبته 80% من كرات الاهداف ولكن هناك 50% من الناس مازالوا يثقون فيّ كلاعب، أما الذين لايفهمون يقولون: أين سامي؟ انه لم يسجل منذ فترة، ماذا يفعل الآن؟ أحيانا أفكر في هذا الموضوع ولكنني أدرك انه ليس كل الناس من المتفهمين للعبة.
ويوضح الجابر ان الفرد يلعب كي يستمتع ويفيد فريقه او ناديه، وعندما وصل انجيل يوردانيسكو كنت سعيداً وقد كنت اللاعب الوحيد الذي عرف خبر قدومه، ،عندما وصل قال لي: لماذا لم تلعب في اوروبا، فقلت له: لا أحد يريدني ان ألعب في أوروبا,, لقد تلقيت عروضا من اندية في الصين وكوريا، ولكن عروض أوروبا جاءت بعد مباراة المنتخب السعودي مع انجلترا التي انتهت بالتعادل السلبي في ويمبلي قبل كأس العالم ولم يتم السماح لي بالانتقال وقيل لي انني لا امتلك وكيل اعمال او مندوبا جيدا.
وكان لمباراة انجلترا تأثيران أحدهما جيد والآخر غير طيب، فالتأثير الجيد هو تحريك الاهتمام باللاعب سامي الجابر، اما التأثير غير الطيب فهو ان هذه المباراة ساهمت بشكل ما في سقوط المنتخب السعودي في كأس العالم الماضي لان التعادل مع المنتخب الانجليزي أوجد ثقة مفرطة لدى اللاعبين، واعتقد لاعبو المنتخب ان مستواهم سيكون افضل في فرنسا عما كان في الولايات المتحدة في كأس العالم عام 94م، وقد جرى التعاقد مع المدرب كارلوس البيرتو باريرا الذي قاد البرازيل إلى كأس العالم في أمريكا مما حدا بالبعض الى الاعتقاد بأن المنتخب السعودي سوف يحتل موقعا ممتازا في قمة كرة القدم العالمية، ولكن النتائج المتعاقبة في كأس العالم في فرنسا أدت إلى طرد المدرب باريرا أثناء البطولة وعاد المنتخب السعودي من فرنسا بعد الجولة الاولى,ويقول الجابر ان الجميع بما فيهم الادارة والموظفون العاملون مع المنتخب السعودي اعتقدوا ان فريق المملكة يمكن ان يصل إلى الدور قبل النهائي إذا لعب بنفس المستوى الذي لعب به امام انجلترا، فقد لعبنا مباراة جيدة وكان هناك ضغط اعلامي واعتقد الجميع اننا يمكن ان نهزم فرنسا والدانمارك، ولكنهم نسوا ان هاتين الدولتين تلعبان كرة القدم منذ أكثر من مائة عام، وعندما وصلنا للعب في كأس العالم في فرنسا كان باريرا قد خطط معنا كي نتعادل مع الدانمارك ونهزم جنوب افريقيا ونخسر امام فرنسا ولكن احيانا في كرة القدم تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد كانت مباراتنا مع الدانمارك من أسوأ المباريات في كاس العالم فعلى الرغم من فوز الدانمارك بالمباراة 1/صفر إلا ان الفريق الدانماركي لم يلعب مباراة جيدة ولم يتح لاعبوه لنا الفرصة لاظهار مهاراتنا لانهم كانوا متخوفين من فريقنا الذي كان استعداده جيدا,, وفي المباراة الثانية ضد فرنسا وكنا قد خسرنا قبلها على عكس الفرنسيين الذين كانوا يدركون ان هذه هي فرصتهم الوحيدة التي لن تتكرر للفوز بكأس العالم.
وبصراحة فإن المدرب ايميه جاكيه له اسلوب بارع في التكتيكات بينما كنا متخوفين لاننا نلاعب فرنسا علاوة على الضغط الذي تعرضنا له لاننا كنا خسرنا امام الدانمارك خاصة وان البعض من المنتقدين يعتقدون ان الدانمارك لا تلعب كرة قدم جيدة.
ويوضح الجابر ان الحظ كان مع الفريق السعودي في كأس العام 94م ويقول ذهبنا الى الولايات المتحدة دون التعرض لاي ضغوط ولم نكن نفكر في اي شيء آخر,, ولكن في كأس العالم 98 كان الأمر مختلفا فقد كان لزاما علينا ان نفوز في الجولة الاولى لنصعد للدور التالي ثم إلى دور الثمانية,, وعندما خسرنا الخليوي الذي طرد في مباراة فرنسا لنخسرها 4/صفر ونسي الجميع اننا كنا نلعب ضد فرنسا في فرنسا.
وانهال سيل الانتقادات على المدرب باريرا الذي في حقيقة الامر لم يكن يتحمل الخسارة وحده بل الجميع يشترك فيها وبعدها تم الاستغناء عن خدماته من قبل الادارة وتم تغيير الجهاز بكامله من اجل المباراة الاخيرة ضد جنوب افريقيا التي انتهت نتيجتها بالتعادل 2/2 وفي هذه اللحظة شعرت انني لا أريد ان العب كرة القدم على المستوى الدولي بعد ذلك لان هذه لم تكن كرة قدم بالمعنى الصحيح.
وتسببت تكتيكات باريرا في جلب الانتقاد إليه من قبل الادارة مما اوجب اقصاءه.
وكان دفاع سامي عن المدرب باريرا سريعا حيث قال انه خلال مباراتين في فرنسا لم يكن لدى باريرا مهاجم بالمعنى الحقيقي.
أي انه رغم وجود عدد من اللاعبين المتميزين وبمقدورهم مساعدة باريرا ونجاح خطته إلا انهم لم يفعلوا شيئا ولا ادري السبب, ان باريرا مدرب ممتاز وبعد ذهابه كدت ابكي لانها لم تكن غلطته,, فأنا لاعب وأفهم انه أدى عملا جيدا معنا خلال شهرين ونصف الشهر لقد بذل قصاري جهده ومازلت اثق في قدراته,,, لقد حزنت لاننا خسرنا واحداً من افضل المدربين في العالم وقد كنا نشعر في كثير من المباريات عندما قام باعدادنا اننا مع مدرب كفء يمكننا ان نثق به مثلما حدث في مباراتنا ضد انجلترا وأيضا في مباراتنا امام المانيا رغم اننا خسرناها 3/صفر إلا اننا كنا قد اكتسبنا خبرة لقاءات الفرق الكبيرة,, وقد تحدثت في ذلك مع المدرب الحالي ماتشالا وقلت اننا لا يجب ان نلعب للفوز في المباريات الودية بل يجب ان نلتقي بالفرق الكبرى وهو بالفعل الآن يفكر باللعب امام ايطاليا وألمانيا وانجلترا وهي مجموعة من الفرق المعروفة التي يمكن ان نطور عن طريقها خبرة لاعبينا,, فنحن نملك مجموعة من اللاعبين الممتازين المنضمين للمنتخب الوطني.
وعاد سامي إلى صفوف المنتخب الوطني بعد كأس العالم ليضيف خبراته ومهاراته الى زملائه الذين يدافعون عن لقب بطل آسيا الذي حققوه في الامارات عام 96م.
وعن مستقبله الكروي فهو يتوقف على امكانية سفره الى الخارج للاحتراف ونجاحه في ذلك أم أن مسعاه للسفر والاحتراف سوف يصطدم بعقبات.


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved