| الريـاضيـة
أرجو من القراء الاعزاء الثبات وعدم الخوف فلن يحصل هناك عض او أذى لا سمح الله,, ونعتذر لهم بحرارة عن تلك الصورة التي يحاول كثير من الكتاب خاصة في الصفحات الاقتصادية والثقافية والسياسية تكوينها عن العولمة ومفاهيمها وكأنها حيوان مفترس يريد ان ينقض على فريسته فغالبا ما يتم مناقشة موضوع العولمة وكأنه خطر قادم ولديه هاتف نقال على اتصال معنا ويبلغنا اين وصل وهو الآن قطع أكثر من ثلاثة ارباع الطريق في الاتجاه الينا وحدنا، فاستعدوا واغلقوا النوافذ والابواب!!!
وفي الجهة المقابلة نرى ان كثيرا من الكتّاب في الصحافة الرياضية يتعاملون مع العولمة ومفاهيمها بصورة متناقضة وكأن العولمة خطة 4/3/3 التي بالامكان تطبيقها لدينا لأنها تتناسب مع إمكانات لاعبينا وكأنها مدرب او لاعب اجنبي ومن الممكن احضاره والتعاقد معه ومن ثم إلغاء عقده في اي وقت نشاء، فنرى مثلا من يقول ان التشفير لا بد منه في ظل العولمة وهو كلام متناقض كما وضحنا ذلك من قبل, او من يقول ان الخصخصة ضرورية في ظل عولمة الرياضة السعودية ولعله يريد في ظل عالمية الرياضة السعودية, او هؤلاء الكتّاب الذين يصرون على مقارنة اغنى نادٍ بالعالم بأنديتنا من خلال المقارنات الغريبة المتكررة!!,, او من خلال الزعم بأن احد الاندية العربية لديه القدرة على اصدار قناة تلفزيونية او مجلة اسوة بما يفعله احد الاندية المشهورة دوليا والذي عمل الكثير وانشأ مبادئه الاساسية على اساس حديث ومتطور يتماشى مع واقع وتركيبة مجتمعه وظروفه الاقتصادية والثقافية، او من خلال طرح الاقتراحات والتي وان كانت في بعض الاحيان جيدة إلا انها قد تعبر عن علامة نقص في الالمام بواقع الأندية الرياضية والرياضة العربية وواقع الاقتصاد العربي وتركيبة مجتمعاته، ولكي نختصر الموضوع فهذه المحاولات الاجتهادية قد تعبر عن غياب مهم لمفاهيم اساسية وتخصصية والتي يبرز من أهمها التسويق الرياضي.
فلن يكون هناك فهم وتطبيق سليم لتلك المواضيع والافكار الا اذا صاحب ذلك فهم وادراك لموضوع التسويق الرياضي, فيجب ان تنطلق تلك الثقافة والقناعات من عمق الاتحاد المحلي للعبة لتنتشر تدريجيا الى الاندية الرياضية, وفي نفس الوقت يجب التذكير هنا انه من الصعب جدا امكانية تطبيق مفاهيم الخصخصة على الاندية الرياضية في وقتنا الحاضر ما لم يكن هنالك إثباتات ولو بصورة اولية ومبسطة بأن النادي الرياضي قادر على تنظيم نفسه من الداخل، وذلك من خلال التعامل مع متطلبات السوق ومتطلبات الجماهير من خلال إدارة وعقلية رياضية تتمتع بفكر وإدارة مالية سليمة ومتقنة وتعرف حدود امكاناتها وامكانية وثقافة جماهيرها لتنطلق معها تدريجيا نحو الافضل ونحو الهدف المنشود فأكل العنب حبة,, حبة كما يقولون.
وهنا وفي الوقت الذي نشكر فيه الزملاء على اجتهاداتهم نقول لهم بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، كما نحيلهم لمعاتبة جريدتنا الغراء الجزيرة على تميزها كما عوّدت قراءها بطرح موضوع الفارق الكبير وبدرجة غير طبيعية بين ما يحصل عليه بطل اندية اوروبا ونظيره الآسيوي, فلقد ذكرتنا جزيرتنا بأن هناك خطابا جديدا للتفرقة، او كأنها تقول بأنه إذا كانت المقارنة العالمية بدأت بين شرق وغرب وتحولت بين شمال وجنوب ثم بين عالم اول وعالم ثالث نجد انها الآن انتهت الى التفرقة القارية بين الأمم، فلقد كشفت لنا الجزيرة عن صورة حقيقية للعولمة التي يتكلم عنها الكثيرون.
على كل الاحوال نعتقد ان مشكلة الاتحاد الآسيوي ومشاكله المالية هي نفسها التي تعاني منها الاتحادات الآسيوية والمحلية والأندية الآسيوية باستثناء الاتحاد الياباني وأنديته الرياضية والذي بدأ يشق طريقه نحو ثقافة وممارسة متطورة للتسويق الرياضي المعاصر والحديث والذي يعتبر من متطلبات وشروط الاحتراف الرياضي السليم.
التسويق الرياضي
إن الحديث والتطرق الى تلك الموضوعات الحيوية والتي تهدف الى تطوير الإدارة المالية لدى الاتحادات القارية والمحلية وتنمية الموارد المالية للأندية يجب ان ينطلق من اساسيات ضرورية كالإلمام بالمفهوم الدقيق والسليم لموضوع التسويق الرياضي.
فلأن الإقبال على المنافسات الرياضية ومتابعتها اصبح ينمو بشكل كبير على المستوى العالمي ولأن احتياجات المشاهدين والمستهلكين لكل الأدوات الرياضية وكذلك التي لها علاقة بالنشاط الرياضي اصبح يتطور ويتعقد يوما بعد يوم اصبح هناك حاجة ليس فقط لتطوير تسويق رياضي ناجح بل كذلك الى مسوقين رياضيين محترفين، كما انه اصبح هناك حاجة الى انظمة تسويقية متطورة لتوافق بين الاستهلاك الرياضي والإنتاج الرياضي.
واذا كان التسويق الرياضي لم يكن يُعرف او يُميز قبل اكثر من ثلاثين سنة فإنه كان يطلق على كل العمليات التي لها علاقة بالدعاية والإعلان في المجال الرياضي والمناسبات الرياضية خلال فترة الستينات والسبعينات الميلادية.
وفي وقتنا الحاضر اصبح التسويق الرياضي يُعرف بأنه جميع الأنشطة والممارسات التي صممت لتغطية حاجات المستهلكين الرياضيين او خدمة غيرهم من خلال استغلال الرياضة والرياضيين .
ولقد تطور مفهوم التسويق الرياضي مؤخرا ليشمل ويغطي فرعين مهمين من الاشياء المتعلقة به، اولا: تسويق المنتجات الرياضية والخدمات الرياضية مباشرة الى المستهلكين، وثانيا: تسويق المنتجات والخدمات الأخرى من خلال الرياضة وأنشطتها ومناسباتها ورياضييها.
وسنتحدث إن شاء الله مستقبلا عن مكونات التسويق الرياضي الحديث.
Kbahouth@ yahoo.com ص,ب 599 الرياض 11342
|
|
|
|
|