| عزيزتـي الجزيرة
مما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع الاذاعة المدرسية ما وجدته ووقفت عليه في عدد من المدارس وبالأخص مدارس التعليم الابتدائي، وما يمارس فيها من بيروقراطية طلاب الاذاعات المدرسية ,, واعني بهذا المصطلح، أولى السلبيات التي يمكن ان تؤخذ على كثير من المدارس بتخصيص عدد من الطلاب المتميزين بالالقاء لتقديم البرامج الاذاعية طوال السنة الدراسية فتتكرر الأشكار والأصوات لتكون بداية لصباح يوم دراسي روتيني ممل.
أما محور الموضوع فهو طبيعة البرامج المقدمة والتي لم تتغير او تتطور منذ أكثر من ربع قرن من الزمن!! بل على العكس، فقد أصبحت أكثر اغراقا في الروتين والرتابة, فتجد مقدمي الاذاعة وقبيل البدء يلملمون أنفسهم وأوراقهم ليقدموا باقة ذابلة من الكلمات والأبواب المستهلكة والمعروفة سلفا لدى مدرسيهم وزملائهم الذين أبعد ما يكونون عن مسمى الاستماع والانصات بحيث تحولت مركزية الأذن لديهم الى مجرد آلة لا تعي أو تتأثر ايجابيا بما يلقى او يقال, ومما يزيد الأمر مرارة لدى الطلاب المستمعين طول المدة الزمنية للاذاعة الصباحية، وبالتالي طول فترة وقوفهم القسرية حيث يرى المسؤولون في تلك المدارس بأنه كلما ازداد الطلاب المؤدين للاذاعة وكذلك عدد البرامج عد ذلك دليلا على تميز الاذاعة وبالتالي المدرسة.
وعبر استفتاء لعدد من طلاب المدارس التي وقفت عليها خلصت الى ان بقية الطلاب المستمعين لا يفقهون أو يعون شيئا من فقرات الاذاعة!! وبأنهم يفضلون عليها التمارين الرياضية عند الاصطفاف الصباحي برغم ما يجدونه من صعوبة وتثاقل عند ساعات الصباح الاولى.
من هذا المنطلق، وحرصا على سلامة الطالب النفسية والفكرية، يلزم الاخوة المسؤولون والمربون ايجاد بدائل مناسبة لهذه المشكلة الأزلية، والتي بقيت دون تطوير يذكر, فلابد من ادخال عنصر التشويق والترفيه والتنويع الى البرامج الاذاعية المدرسية، ولا يمنع من الاختصار والاقتصار على فقرة واحدة في كثير من الأحايين لتكون اكثر استيعابا ورسوخا في ذهن الطالب.
ولعلي اقترح بأن يقرر قسم النشاط الثقافي في الادارات التعليمية برامج اذاعية مدروسة وشاملة بعيدة عن التنظير والتنميط الذي لا يعود سوى بمزيد من الملل والارهاق الذهني والبدني ولا أنسى محاولة الاستفادة من البرامج المطبقة لدى بعض المدارس الرائدة في هذا المجال.
أحمد الخميس بريدة
|
|
|
|
|