أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd May,2000العدد:10079الطبعةالاولـيالاربعاء 28 ,محرم 1421

الاقتصادية

بالرغم من
توطين المحلي أم استقطاب الأجنبي؟
د, محمد الكثيري
الاستثمار الأجنبي وما يرتبط به من تسهيلات واجراءات يأتي في مقدمة الاهتمامات الاقتصادية والصناعية منها على وجه الخصوص هذه الأيام، وبالذات بعد صدور الأنظمة الخاصة بإنشاء الهيئة العامة للاستثمار وكذلك صدور التنظيم الخاص باستثمار رأس المال الأجنبي, وهذا يأتي نتيجة اهمية الاستثمار الأجنبي ومساهمته في النهوض الاقتصادي لأي بلد نتيجة ما يحمله من دعم مالي وتقني وإداري للبلد المستضيف, لذلك جاء تشجيع الاستثمار الاجنبي والسعي على استقطابه من قبل الكثير من الدول, ومع اهمية الاستثمار الأجنبي وجدوى العناية به، إلا أن ضرورة تفعيل استغلال رأس المال الوطني وتوفير كافة السبل التي تهيىء له الأرضية المناسبة يأتي في مرتبة توازي إن لم تتفوق على تلك التي تعطى للاستثمار الأجنبي.
وفي حالة بلد مثل المملكة، فإن النمو الاقتصادي الذي مرت به البلاد ساهم في توفير رؤوس أموال تم استثمار جزء منها داخل البلاد، إلا أن ضعف البنية التحتية في السنوات الأخيرة وعجزها عن مجاراة رغبة اصحاب تلك الأموال وكذلك عدم تمكن الأجهزة الحكومية بما تعانيه من بطء في الإجراءات وتعقيد في الأنظمة ادى إلى أن يهاجر الكثير من تلك الاموال خارج البلاد, وهذه النسبة المهاجرة يجمع المحللون والمتابعون إنها كبيرة مع عجزهم عن تحديدها بالضبط، بالرغم من ان مجلة Gulf Business في عدد مارس تشير إلى ان هناك مابين 600 الى 800 مليار دولار يستثمرها الخليجيون خارج منطقتهم وتؤكد المجلة أن النسبة العظمى من هذه الاستثمارات تأتي من المملكة وحدها.
ورغم انه شيء طبيعي ان يتم استثمار جزء من المال الوطني خارج البلاد كما هو الحال في دعوتنا للاستثمار الأجنبي للقدوم الى بلادنا، إلا أن المرحلة التنموية التي تمر بها البلاد وكذلك الفرص الاستثمارية المتاحة تجعلنا نطالب بضروة عودة جزء من تلك الأموال المهاجرة الى أرض الوطن, وإذا كانت التنظيمات الأخيرة ستكون عاملاً مساعدا لعودة البعض من تلك الأموال، إلا أن ضرورة إيجاد آلية أكثر فاعلية لتشجيع تلك الاموال على العودة تعتبر من ضروريات المرحلة , فإذا كنا نسعى لإقناع المستثمر الاجنبي أن يستثمر في هذه البلاد فإن الأولى وقد يكون الأسهل أن نقنع ابن البلد أولاً، وبالذات أننا نتوقع أنه من خلال استثماراته وشراكاته خارج البلاد قد اكتسب خبرة ومعرفة ستعود على اقتصادنا بالفائدة الكبيرة لأنه هنا يجمع بين المعرفة بالسوق المحلي والخبرة التقنية التي حصل عليها من جراء استثماراته الخارجية إضافة إلى قدرته أيضا على إقناع شركائه الخارجيين وجذبهم للاستثمار داخل البلد.
kathiri@sol.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved