أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd May,2000العدد:10079الطبعةالاولـيالاربعاء 28 ,محرم 1421

الاقتصادية

البعد الاقتصادي للخصخصة
د, زيد بن محمد الرماني *
يعد مصطلح الخصخصة أكثر المصطلحات المثيرة للجدل خلال العقد الماضي.
إن الخصخصة اتجاه ايجابي بناء وفعال للتعامل بقوى السوق في النشاط الاقتصادي وتأكيد المبادرة الفردية كأساس للتطوير والابتكار والإبداع.
وتعد الخصخصة وسيلة واداة مهمة من أدوات الاصلاح الاقتصادي الذي من خلاله يستعيد الاقتصاد حيويته وفاعليته عن طريق احياء دور وروح المبادرة الفردية والمنافسة بين قوى الانتاج والعمل في الاقتصاد الوطني.
إن الخصخصة في مفهومها العام تعني نقل ملكية المنشآت الاقتصادية العامة والحكومية أو إدارتها من القطاع العام والحكومي إلى القطاع الخاص.
ولذا، تعمل الخصخصة على تحقيق حرية الأفراد وتوسيع وإتاحة الفرص الاستثمارية لهم بحرية.
وللخصخصة مزايا متعددة منها:
1 تعمل الخصخصة على تحقيق التوظف الكامل للعمل والموارد الانتاجية المتاحة بالدولة.
2 تتيح الخصخصة اكتشاف موارد انتاجية جديدة واستعمالات جديدة للموارد الانتاجية الالية ورفع اقتصاديات تشغيل الموارد المتاحة في المجتمع.
3 تتيح الخصخصة رفع الكفاءة الاقتصادية لوحدات النشاط الاقتصادي عن طريق ترشيد ممارسة هذا النشاط بتخفيض التكاليف الانتاجية والبيعية والتسويقية.
4 تتيح الخصخصة مضاعفة القوة الشرائية لأفراد المجتمع عن طريق ما تتيحه من زيادة متوالية ومتدفقة في الدخول.
5 تؤدي الخصخصة الى زيادة قدرة المجتمع على الاستثمار وعلى التنمية الذاتية المتواصلة مع زيادة الفائض الاقتصادي والتراكم الرأسمالي.
6 تساعد الخصخصة على تحقيق الاستقلال الاقتصادي وعلى التنمية الذاتية للمجتمع، وعلى احداث استقرار اقتصادي ومناخ استثماري افضل.
يقول د, محسن الخضيري في كتابه (الخصخصة): ان الخصخصة أداة فعالة للاصلاح المالي، لها انعكاساتها على السياسات المالية والنقدية للدولة، وللمؤسسات ذاتها، فهي تساعد على تخفيف العجز في الموازنة العامة للدولة، وفي الوقت ذاته تحقق الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية المتاحة، وترفع من ربحية ومن ناتج تشغيل واستغلال هذه الموارد، مما يعمل على زيادة الدخل الوطني والفردي، ويبعد شبح الفقر والجهل والمرض.
وتستند الخصخصة إلى عدة مبررات، منها:
أ ان القطاع الخاص قائم ومستمر على المبادرة سواء الفردية أو الجماعية المنظمة.
ب ان القطاع الخاص أكفأ في ادارة نشاطه الاقتصادي.
ج ان القطاع الخاص أقدر على تحفيز العمال وإيجاد الدافع لديهم على زيادة الانتاج وتنمية أدائهم.
د ان القطاع الخاص بما يحققه من أرباح وعوائد على الاستثمار يوجد لدى الافراد الحافز والدافع علىالادخار.
ه ان الاتجاه إلى القطاع الخاص وتحويل ملكية المشروعات العامة الى الأفراد يؤدي الى زيادة الطاقة الوطنية والقدرة المحلية على الاعتماد على الذات، وعدم اللجوء الى المصادر الخارجية للتمويل.
ولذا تهدف الخصخصة الى اعادة هيكلة شركات القطاع العام من الناحية الفنية وذلك بتوفير المعدات الانتاجية والخبرات الفنية والمهارات الادارية والقوى البشرية المدربة.
وتهدف الخصخصة الى إعادة هيكلة شركات القطاع العام اقتصادياً لتصبح الشركات قادرة على تحقيق معدل عائد اقتصادي مناسب من خلال تفاعل عوامل الانتاج المتاحة للشركة في ظل نظام تشغيل اقتصادي.
وتهدف عملية الخصخصة أيضاً إلى تصحيح الهياكل المالية لشركات القطاع العام لتصبح هياكل متوازنة.
إن النظرة الموضوعية للخصخصة تؤكد أنها ليست العلاج السحري لكل الأمراض الاقتصادية وغير الاقتصادية المزمنة، ولكنها لازالت تؤكد أنها بعض علاج وليست كل العلاج.
ومن ثم تحتاج الخصخصة لمجموعة العوامل المساعدة لمعالجة الاختلالات المترتبة والمتولدة عن برنامج الخصخصة وحتى يمكن ان تحدث أثرها في رفع مستوى الأداء الاقتصادي.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود .
- عضو الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية .
- عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي .
- عضو جمعية الاقتصاد السعودية .

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved