أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd May,2000العدد:10079الطبعةالاولـيالاربعاء 28 ,محرم 1421

مقـالات

لاوقت للصمت
ليس إلا !
فوزية الجار الله
أحرص كثيراً على متابعة ما يُنشر في الصحف اليومية,, اقرأ الكثير من الأخبار والمقالات المنوّعة المختلفة التي تتضمن انجازات مميزة أو نجاحات مختلفة,, لكنني أسعد أكثر كلما قرأت مشكلة ما أو تجاوزاً في أحد المرافق المختصة بتقديم الخدمات سواء كانت في القطاع العام أو الخاص,, وأكون أسعد أيضا لنشر مشكلة ما تتضمن محاولة لتسليط الضوء على مظلوم أو مُدرج في غيابة النسيان من أبناء آدم الذين يدبون معنا على هذه الأرض,, أشعر بفرح غامر ليس حباً في التشهير أو شماتة بأحد ولا حباً في الضجيج لكنني أشعر حقيقة هنا بأن الصحافة تمارس دوراً حقيقياً وفعّالاً وإلا فما الفائدة من قيامها,,؟!
ليس ثمة مشكلة ولا ضرر حين نتجاوز أو ننسى مديحاً لشخص مسؤول على إنجاز أو تفوق ما، إذ لا شيء يضيع عند الله المطلع على كل شيء، والحقيقة لاتموت مهما طال حجبها,, ولكن ثمة ضررا كبيرا، حيث لا يكون للصحافة دور في رفع الظلم أو المساهمة في وضع الحق في نصابه,.
وهذا الأمر يلقي مسؤولية عظيمة على كاهل الصحافة والمسؤولين فيها بدءاً برئيس التحرير إلى أصغر صحفي فيها بضرورة تحري الدقة والموضوعية والقدرة على تسليط الضوء على المشكلات والتجاوزات بعد التأكد التام من مصداقية الخبر وواقعيته.
إذ إن في نشر بعض التجاوزات والمشكلات تنبيهاً للمسؤولين الكبار الذين قد يكونون في منأى عن معرفة مثل ذلك لأنهم غارقون في مسؤوليات أخرى,, أو لأن المسؤول الأعلى في الجهاز إنسان وجلَّ من لا يسهو أو يخطئ,.
ومن هنا تبدو خطورة الصحافة وحساسية دورها وضرورة تحري الصدق فيما ينشر أمام القراء,.
ففي نشر الأخبار المفبركة وغير الصحيحة أثر بالغ لا بد أن ينعكس سلباً على القارئ والمسؤول وعلى كل من له مصلحة من بعيد أو قريب في هذا الشأن,, وبالتالي لا بد أن ينعكس ذلك سلباً في المستقبل على مدى تقبل الناس للمطبوعة وما ينشر على صفحاتها بأن يدرج ضمن الهرطقة والسفسطة والهذر الذي لا طائل تحته,, بمعنى كلام جرائد لملء الورق ليس إلا!!
***
** يخطئ من يعتقد بأنه يستطيع بحركة أو التفاتة أو نظرة غضب إنهاء شخص ما,, لا لشيء وإنما لأن هذا الإنسان المرفوع الرأس أبداً لم يرض أن يكون جسراً، ولم يكن أبداً آلة مبرمجة لتنفيذ الأوامر وحسب المعقول منها وغير المعقول,, ولأنه يؤمن دائماً بأن ثمة بصيصاً من الضوء هناك في الأفق البعيد,, وأن الليل مهما طال فلا بد له من آخر!!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved