| مقـالات
هم الكبار وحدهم يبقون أحياء معنا,, سلوكاً ونهجاً,, خلقاً وحلما ورحابة صدر,, وطيب معدن,.
* الكبار يبقون,, مشاعل تملأ الفضاء توقداً وان مضوا,, يُبقون أشياء خالدة,, وذكرى نراها في كل موقف,, تنهض,, وإن غفت أو سكنت.
أشياء كثيرة,, رسّخوها,, وأشياء كثيرة زرعوها فبقي لأصواتهم موقع في آذاننا,, وبقي لمواقعهم في أعيننا مكان,, هم الذاكرة,, التي تومض كلما التحفنا وألحفنا الليل سواده.
تُصر على أن يبقوا معنا في كل التفاتة.
* الكبار تبقى أنفاسهم تحاصرنا,, تطل علينا من عتمة,, من غشاوة,, تزيل وحشة,, وتقتل قلقا,, فتلمنا أنفاسهم,, تحضننا أصواتهم بدفء.
* بين كل زاوية وركن تنتفض أقصوصة ومن بين الأطلال تتوالد الحكايات والأصداء.
* الكبار,, هم الدفء,, والدفء لا تشعر به إلا حين يسكن الصقيع مكانه.
* أين هم؟؟ قد شكلوا لنا تلك الخطوات التي سرنا بها على دروب الحياة,, دروب الشقاء.
* أين هم؟؟ واين تلك الكلمات التي زرعت فينا خضرة لغدٍ قالوا سيأتي وأتى,, لكن مجيئه كان بلا طعم,, قد تركوه لمن لم يتعب به,, ولم يتفصد عرقه,, أو تَسمرُّ جبهته.
* كانوا كباراً في صبرهم,, في تجلدهم,, في كفاحهم,, وكباراً في تطلعهم,, في خطواتهم التي سارت دافعها الإيمان,,الأمل,, خطوات اجتازت بهم كل الحواجز وتخطت الحدود.
* هم أولئك الذين أصبحوا في نظر (أقزام اليوم) وللأسف,, أوراق تقويم,, قصائد لم تخلّد,, كتابة على رمل.
* إنهم باقون,, تحمل كل الأمكنة رموز بقائهم,, رموز وجودهم.
* هم مضوا,, وما عرفوا دهاليز الاخفاء والاظهار,, كانت هممهم لا يعرف الانكسار طريقاً لها ولا منافذ للتسلل.
* سريرتهم بيضاء ببياض عصرهم معجونون بطيبته.
* ولأنهم كبار يبقون تحت الشمس,, لا ينحنون للعواصف والأنواء ولا رماح الأقزام,, ولا سهام المختبئين في الظلام.
* يضحكون من نبال السذّج.
* لأنهم يعلمون أن النبال لا تعيق المسير ولا توهن العزيمة ولا تفتّر الحماس,, ويجتازون بخطى واثقة,, وجسارة لا تهاب النعيق ,, كلها تخلق دافعاً للسمو,, لتعلو فيحرضون على التفكير ويغرسون أسئلة تحفز الآخرين للتفتيش عن سر يخفيه هؤلاء الكبار عن هذه القدرة وتفسيرهم لحضورهم اللافت وغيابهم المؤثر.
هل لانهم كبار فقط,, ربما!!!
* أما الأقزام فهم يتسللون وسط كل معترك لكنهم لا يطالون القامات الشامخة فيحولون ابصار الآخرين ويلفتون انتباههم بتحرشات سذّج علّ الكبار ينحنون لمطالعتها,.
** هم الأقزام عالم آخر يعيشون على الفتات,, لا يربطهم رابط,, كالضفادع وسط مستنقع يزعجون السكان بنقيقهم وتقافزها وسط الماء وما أكثر الأقزام,, وما أكثر الضفادع.
* خاتمة :
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني أو كنت أجهل ما تقول عذلتكا لكن جهلت مقالتي فعذلتني وعلمت أنك جاهل فعذرتكا |
الخليل بن أحمد
|
|
|