أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd May,2000العدد:10079الطبعةالاولـيالاربعاء 28 ,محرم 1421

مقـالات

روى وآفاق
المملكة في الصحافة المصرية قبل سبعين عاماً
نشر الصحفي المصري محمد شفيق افندي مصطفى سلسلة مقالات عن المملكة في جريدة السياسة المصرية في سنة 1346ه 1927م، ثم قامت مكتبة المنار بجمع تلك المقالات في كتاب طبعته في السنة نفسها، وقد عرّفت تلك المقالات المصريين بالوضع الجديد للبلاد السعودية، فهم يجهلون الكثر عن شؤون البلاد السعودية، مع انهم يتطلعون الى معرفة كل شىء عن الامن في الحج بعد احداث المحمل المصري، وقد كان لتلك المقالات اثر طيب، مما حدا ببعض رجال الحكومة وبعض اعضاء مجلس الشيوخ ان ينادوا بالغاء المحمل المصري وحراسه لان الامن في مكة والمشاعر مستتب ويهمنا من تلك المقالات الصورة المشرفة لصاحب الجلالة الملك عبدالعزيز، ولنائبه على الحجاز الامير فيصل الملك فيصل فيما بعد ووضع الامن في البلاد السعودية، وخصوصاً أمن الحج وقد عرضت المقالات للتمسك بالدين، والحالة المعيشية والعادات، فقد عرضت المقالات الحياة اليومية للملك عبدالعزيز لقد اعتاد جلالته ان ينهض قبل انبثاق الفجر دون ان يلزم احداً من خاصته بالنهوض في ذلك الوقت، وبعد ان يتوضأ ويتلو ما تيسر من القرآن الكريم ويؤذن المؤذن لصلاة الفجر يقصد الى مسجد القصر ويتابع المقال الحياة اليومية لملك البلاد التي من ضمنها استقبال وفود الاخوان، وكبار رجال الدولة، وزيارة والده الامام عبدالرحمن، وزيارة اخته نوره, ويبسط المقال تواضع الملك عبدالعزيز المتمثل في مخاطبة الحضور له بقول احدهم يا عبدالعزيز ويذكر المقال حديثاً للملك عبدالعزيز في مجلسه عن الكفار منه قوله: فما داموا بعيدين عنا فليس ينالنا منهم شىء، ولا نحب ان نذهب الى ديارهم ولا ان نتشبه بهم حتى ولا نرتدي شيئاً مما يلبسونه, ان المسلم الحقيقي هو الذي يتبع أصول دينه ويرعى امر الله فمن شابه الكفار او تشبه بهم فلا خير له في الدنيا ولا الحياة الآخرة وقد اشاد مقال آخر بالامير فيصل نائب الملك في الحجاز الملك فيصل اشادة اعطته ما يستحقه حيث يقول المقال: فقد اظهر هذا الامير الصغير السن حكمة الشيوخ ولباقة الحكماء، فجمع القلوب حوله حتى ان ممثلي الدول الاجنبية الذين خالطوه بحكم مهامهم الرسمية شهدوا له بحدة الذكاء وبعد النظر ورقة الجانب وتحدث مقال آخر عن الامن في الحجاز، وكيف تغيرت الحال من النهب والسلب الى الامن والاطمئنان بقوله: اثبت سعادة امير الحج في تقريره لولاة الامور ان عصابات البدو التي اعتادت غزو المحمل ورجاله لم يبق لها اثر في الحجاز، وفي هذا العام سافر الحجاج المصريون وعادوا دون ان يصيبهم اقل اعتداء حتى قال لنا احد الحجاج ان امرأة مصرية تستطيع ان تبرح مصر بمفردها وتقصد الى قلب الحجاز وتقوم بفريضة الحج ثم تعود دون ان يصيبها اقل مكدر، وقد تحدث المقال عن تطبيق الشرع، وإبعاد الخرافات وتتبع من يحاول اخذ مال من الحجاج بغير حق، ومقارنة الوضع القائم بما كان سائداً من قبل بقوله: وقد كان اولئك المطوفون يلتقون الحجاج ولاسيما بسطاءهم فيبتزون اموالهم ويلقنونهم اقوالاً خرافية منافية للشرع والعقل معاً، مثال ذلك ان يمسك احدهم بحاج ساذج ويلقنه العبارة التالية بصوت خافت على باب الحرم الشريف كأنما هو ينزل عليه آية من السماء وهذا هو: اللهم اني نويت اعطاء مطوفي مبلغ كذا من المال بنية الله ورسوله فاذا ما نطق الحاج بهذه الكلمات حسب انها سجلت عليه في لوح مسطور لا سبيل الى نقضه بحال حتى اذا فرغ من طوافه ادى ما تعهد به لذلك المطوف المحتال، وكل امر يخالف الشرع مرفوض، فشرب الدخان من المحظورات وعلى ذكر الدخان الذي يسمونه النجديون النتن اقول انه لا يوجد له اثر في نجد فاذا عثر عليه عوقب صاحبه كما يعاقب محرز الحشيش والمخدرات السامة في مصر ويستعرض الكاتب استقامة المسلمين على شرع الله واداءهم الصلاة جماعة في المسجد وعدم تخلفهم عن صلاة الفجر فيقول: ومن اعجب مالاحظته عند صلاة الفجر بعد الانتهاء من الصلاة ان ينادي المؤذن بأسماء الذين اعتادوا الصلاة في مسجده فاذا تخلف احدهم دون عذر شرعي عوقب للمرة الاولى بمصادرة كوفيته فاذا عاد عوقب بأخذ عباءته اما اذا عاد للمرة الثالثة فيأمر به مجلس الشرع بالضرب والسجن عدة ايام.
واذا كان هذا هو وضع البلاد السعودية في تطبيق الشرع قبل سبعين عاماً فلا تزال البلاد ولله الحمد سائرة على ماسارت عليه في ايام المؤسس.
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved